“صفقات نووية سرية” بين روسيا وإيران.. “فوكس نيوز”: طهران ستسلّم موسكو شحنات من اليورانيوم

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/09 الساعة 10:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/09 الساعة 10:48 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المرشد الإيراني على خامنئي، أرشيفية /رويترز

عَلِمَت قناة Fox News الأمريكية، نقلاً عن مصادرها، أن إيران أبرمت صفقات سرية مع روسيا لضمان تسليم شحنات من اليورانيوم، تزامناً مع إفصاح الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع عن تكديس جمهورية إيران الإسلامية ليورانيوم مخصَّب تقترب نسبة نقائه من صنع الأسلحة لبرنامجها النووي المزعوم.

وقالت مصادر استخبارات أجنبية، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، وعلى دراية بالمفاوضات بين موسكو وطهران بشأن أنشطة الأسلحة النووية الإيرانية غير القانونية المزعومة، لموقع Fox News Digital، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على إعادة اليورانيوم المُخصَّب الذي حصل عليه من إيران إذا انهار اتفاق نووي محتمل ولم تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أو تنفي هذه التقارير.

صفقات سرية بين روسيا وإيران 

ويتمثل أحد المكونات الرئيسية للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة -الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني- في تخزين روسيا لليورانيوم الإيراني المُخصَّب، ويرجع سبب تخزين روسيا لليورانيوم إلى منع طهران من استخدام المواد لبناء قنبلة ذرية.

فيما تزعم مصادر استخباراتية أجنبية أنه: "في إطار الاتفاق بين البلدين، تعهدت روسيا بإعادة كل اليورانيوم المُخصَّب إلى إيران في أسرع وقت ممكن، إذا انسحبت الولايات المتحدة (من الاتفاقية النووية) لأي سببٍ من الأسباب".

وقالت ريبيكا كوفلر، المحللة السابقة في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية: "أرى أنه من المنطقي أن يوافقوا على هذا النوع من الصفقات الجانبية؛ بناءً على معرفتي بالعقيدة الروسية وتقاليد الدولة، يحاول الروس اللعب على كلا الجانبين. فمن ناحية، لا يريدون لإيران امتلاك سلاح نووي. ومن ناحية أخرى، يريدون المساعدة من إيران في حربهم مع أوكرانيا".

إيران روسيا صفقات سرية النووي
إيران تزيد امتلاكها من اليورانيوم المُخصب – getty Images

كما أضافت ريبيكا، الخبيرة في شؤون الرجل القوي الروسي فلاديمير بوتين: "تستفيد روسيا من كونها طرفاً في خطة العمل الشاملة المشتركة، ويكمن تكتيك روسيا في المماطلة والتلاعب بالجانبين. وهذا يمنح بوتين نفوذاً على كلا الجانبين، ويتيح له أيضاً الظهور بمظهر صانع صفقة. وتشير روسيا إلى أنَّ الولايات المتحدة تعتمد عليها".

كما خلُصت إلى أنَّ "الروس يحاولون إرسال إشارات للإيرانيين بأنهم سيساعدونهم كما فعلوا مع برنامج إيران النووي المدني. وربما يرغبون، على الجانب الآخر، في الضغط على الولايات المتحدة لإتمام الصفقة. هذا ببساطة جزء من قواعد اللعب القياسية لبوتين لمحاولة التلاعب بخصومه".

قلق أمريكي من تحركات إيران النووية 

ويوم الثلاثاء 7 مارس/آذار، صرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية للكونغرس بأنَّ النظام الإيراني يمكنه تطوير ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية في غضون 12 يوماً فقط.

من جانبه، نفى مجتبى بابائي، المتحدث باسم مهمة إيران في الأمم المتحدة، لموقع Fox News Digital، وجود معلومات حول الادعاء بأن هناك صفقات سرية بين إيران وروسيا بشأن شحنات اليورانيوم المُخصَّب.

وقال بابائي إنَّ "ماسيمو أبارو، نائب المدير العام ورئيس دائرة الضمانات، زار إيران الأسبوع الماضي وفحص معدل التخصيب المزعوم. وبناءً على تقييم إيران، توصلت طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتسوية بشأن نسبة التخصيب المزعومة".

بدوره، صرح جيسون برودسكي، مدير السياسة في منظمة متحدون ضد إيران النووية، ومقرها الولايات المتحدة، لموقع Fox News Digital بأنَّ "الصفقات الجانبية المُبلَّغ عنها بين إيران وروسيا بشأن الملف النووي تُظهِر فقط مخاطر الاعتماد على موسكو بصفتها مشاركاً أو ضامناً في ترتيب شبيه بخطة العمل الشاملة المشتركة. وقد تغير السياق الجيوسياسي بالأساس مع غزو أوكرانيا".

إيران روسيا النووي صفقات سرية
مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني (Getty images)

كما أضاف: "لم تعُد مجموعة 5 + 1 [الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا] في ظل ظروف صراع القوى العظمى منصةً دبلوماسية فعالة. إذ تتمتع إيران بنفوذ على روسيا في 2023 بفعل شحنات أسلحتها لم يكن لديها في عام 2015. وفي ظل هذه الحركة، لا يمكن الوثوق بالكرملين، ولا تتمتع خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 بمستقبل. وقد حان الوقت لإعلان موتها، واستدعاء آلية إعادة فرض عقوبات، والتحول إلى استراتيجية الردع مع جنوح الدبلوماسية عن مسارها".

ويزود النظام الإيراني روسيا بتكنولوجيا الطائرات المُسيَّرة القاتلة المتطورة في حربها ضد أوكرانيا، فيما أُبرِمَت صفقة تخصيب اليورانيوم خلال زيارة بوتين لإيران في يوليو/تموز 2022. وعززت هذه المقايضة المزعومة بين النظامين الاستبداديين تحالفهما المتنامي.

مسيّرات إيرانية روسيا إيران بريطانيا
مسيرات إيرانية خلال تدريبات عسكرية بإيران 2022 / رويترز

وقالت المصادر الاستخباراتية إن "الرئيس بوتين الذي سافر في رحلة خاصة إلى إيران لمتابعة صفقات أسلحة بين البلدين، وافق على الطلب، على ما يبدو بسبب اهتمامه بتعويض الإيرانيين على مساعدتهم". وأزيح الستار عن المحادثات حول الصفقات السرية بين موسكو وطهران خلال أغسطس/آب 2022، عندما كان النظام الإيراني يدعم جهود بوتين الحربية في أوكرانيا.

ووفقاً للمصادر، انتهز الإيرانيون حاجة بوتين الماسة للطائرات بدون طيار وطالبوا بـ"ضمان نووي" من شأنه تمكين طهران "من استعادة مخزونها من اليورانيوم بسرعة إلى مستويات التخصيب والكمية التي كانت لديها، قبل استئناف الاتفاقية".

تحميل المزيد