خلص تقرير "الحرية في العالم" الذي تصدره منظمة "فريدم هاوس" الأمريكية سنوياً إلى أن الديمقراطية تراجعت في جميع أنحاء العالم للعام السابع عشر على التوالي، لكن التقرير زعم أن وتيرة ذلك التراجع تباطأت، وقد تتجه الأمور إلى "نقطة تحول".
موقع Axios الأمريكي قال، نقلاً عن التقرير، إن صعود الاستبداد وتآكل الديمقراطية من أبرز الاتجاهات الغالبة على السياسة العالمية خلال العقد الماضي، كما أشار التقرير الذي تصدره المنظمة الأمريكية غير الحكومية إلى أن هذه الاتجاهات استمرت في عام 2022، وإن انطوى مسار الأمور على بعض الأسباب التي تدعو للتفاؤل.
ومن بين الأسباب التي أوردها التقرير أن دولاً مثل كولومبيا وكينيا وماليزيا شهدت انتقالاً سلمياً للسلطة بعد انتخابات مثيرة للجدل، وفي الوقت نفسه خففت كثير من الدول الإجراءات الصارمة التي كانت اتخذتها ضد حرية التعبير والتجمع أثناء وباء كورونا.
ومع ذلك، فقد استمر التراجع المقلق في حرية الصحافة بالعالم خلال عام 2022، وشهدت مناطق غرب إفريقيا عدة انقلابات، كما سعى قادة بعض الدول، مثل بيرو وتونس، إلى الاستيلاء على السلطة، وإن تباين مقدار نجاحهم في ذلك.
وذهب الباحثون في التقرير إلى أن العام الماضي وإن شهد انتكاسات عديدة، "فقد تخللته أيضاً علامات على أن الركود الطويل الذي مرَّت به الحرية في العالم ربما يوشك على نهايته".
فيما قسَّم التقرير الدولَ على أساس الحقوق السياسية والمدنية لمواطنيها، ويصنفها إلى "حرة" أو "حرة جزئياً" أو "غير حرة".
وقد تراجعت درجات 35 دولة على مقياس الحقوق السياسية والمدنية، وتحسنت 34 دولة. وقالت المنظمة إن هذا أضيق فارق بين الاتجاهين منذ بدأت موجة تدهور الديمقراطية بالعالم في عام 2005.
أشار التقرير إلى انتقال كولومبيا وليسوتو من "حرة جزئياً" إلى "حرة"، أما البيرو فتراجعت من "حرة" إلى "حرة جزئياً"، وبوركينا فاسو إلى "غير حرة".
حصلت كل من فنلندا والنرويج والسويد على درجات ممتازة، أما أقل البلدان والمناطق حرية فكانت كوريا الشمالية وإريتريا وتركمانستان وجنوب السودان وسوريا والتبت، وصنَّف التقرير الأحوال في الصين والسعودية من بين "الأشد سوءاً" حسب ما ذكره التقرير.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن في بداية حكمه أن تغليب الديمقراطية على الاستبداد وحكم الفرد عقيدةٌ أساسية في سياسته الخارجية، وكثيراً ما صاغ التنافس الأمريكي مع الصين وروسيا على أساس هذه الشروط.
لكن التقرير خلص إلى أن الولايات المتحدة أقل حرية من 59 دولة أخرى في العالم، وقد جاءت على قدم المساواة مع بنما ورومانيا، وتخلَّفت عن الديمقراطيات في مجموعة الدول السبع ذات الاقتصادات الكبرى، مثل كندا واليابان.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن الديمقراطية في العالم تتراجع منذ ما يقرب من عقدين، فقد تحسنت التوقعات عموماً على مدار تاريخ التقرير البالغ 50 عاماً، وصارت 84 دولة من أصل 195 دولة تعد حالياً من بين الدول "الحرة"، بالقياس إلى 44 دولة من أصل 184 دولة في النسخة الأولى من التقرير عام 1973.
وقد لفت التقرير إلى أن العالم مقبل على اختبارات أخرى للديمقراطية في الأشهر المقبلة، حيث يتجه الناس في بلدان، منها تايلاند وتركيا، إلى صناديق الاقتراع.