قضت المحكمة العليا في لندن ببريطانيا، بأن تغريدة أرسلها الكاتب إد حسين تشهِّر بأحد كبار قادة المجلس الإسلامي في بريطانيا، وذلك بعد أن نشر حسين تغريدة تعود إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022، زعمت أن مقداد فيرسي، المتحدث باسم المجلس الإسلامي البريطاني، ويترأس وحدة المراقبة الإعلامية في المجلس، "موالٍ لحماس وإيران"، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
وحسين، المعروف أيضاً باسم محمد محبوب حسين، هو صاحب مؤسسة كويليام Quilliam التي لم يعد لها وجود، وعمل مستشاراً لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لعدة سنوات.
هجوم على مسؤول في المجلس الإسلامي البريطاني
وظهرت التغريدة، التي أرسلها حسين في شكل "تغريدة مقتبسة" في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، وتضمنت لقطة شاشة لتغريدة نشرها فيرسي، ينتقد فيها الصحفي المحافظ فريزر نيلسون للطريقة التي تتناول بها مجلته "The Spectator" الإسلام والمسلمين.
كما حذف حسين تغريدته لاحقاً، لكنه طعن في مزاعم فيرسي في المحكمة، وناشد القاضي قراءة التغريدة في سياق 15 تغريدة أخرى.
وتشمل التغريدات تغريدة للنائبة في البرلمان البريطاني زارة سلطانة، تتبعها تغريدات لفيرسي، انتقد فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسياسات فرنسا مع المسلمين.
لكن يوم الجمعة الماضي 3 فبراير/شباط، حكم القاضي لويس بأنه "مقتنع بأن المعنى الطبيعي والعادي الذي تنقله التغريدة تشهيري وفقاً لمعايير القانون العام"، ورفض لويس مناشدات حسين بقراءة 15 تغريدة وتغريدات سلطانة، وقال إنها ليست بـ"سياق مرتبط بمعنى التغريدة".
وقال لويس: "في حين أن القول إن شخصاً ما يتبنى الآراء المحددة في التغريدة ليس تشهيرياً في حد ذاته، من الضروري النظر إلى التغريدة بكليتها"، وأضاف: "أعضاء المجتمع من أصحاب التفكير السليم بشكل عام ينبذون من يتبنون آراء تدعم حماس، باعتبارها جماعة إسلامية متشددة. ونسب هذه الآراء إلى المدعي سيقلل من تقديره بين "أصحاب التفكير السليم بشكل عام". فسيكون له تأثير سلبي جوهري على الطريقة التي سيعامل بها الناس المدعي، وموقفهم منه".
وستُحدد جلسة استماع أخرى إن كان فيرسي سيتلقى تعويضاً لا يقل عن 25 ألف جنيه إسترليني من حسين، وأمر قضائي يمنع إعادة نشر تغريدة حسين التشهيرية.
تعليق رئيس المجلس الإسلامي البريطاني
ورحب فيرسي المسؤول بالمجلس الإسلامي البريطاني بالحكم، وعلق عليه بالقول: "هناك من يشوّه صورة المسلمين العاديين بالإفلات من العقاب. وهذا الحكم يضع أساساً مهماً. ومن الضروري منع نشر هذه العبارات الهجومية ضد المسلمين. أتمنى أن يتعلم إد حسين الدرس، وأن وسائل الإعلام التي تعامله على أنه خبير ومحاور منطقي في القضايا المتعلقة بالمسلمين، تعترف بما يُظهره هذا الحكم عن إد حسين".
ووصف محامي فيرسي، زيلور رحمان صاحب مكتب رحمان لوي، الحكم بأنه "نتيجة مهمة جداً" وقال رحمان في بيان على موقعه الإلكتروني: "عملنا جاهدين على ملاحقة السيد حسين كي لا يهرب من العدالة. فالكلمات لها عواقب، ولا بد من محاسبة السيد حسين عليها".