أدانت كل من مصر وتركيا عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، الثلاثاء 7 مارس/آذار 2023، مما أسفر عن استشهاد 6 وإصابة 26 آخرين، فيما وصفت الرئاسة الفلسطينية "عمليات القتل اليومية" التي تنفذها إسرائيل بأنها "حرب شاملة وتدمير لكل شيء".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان مقتضب، أن 6 مواطنين استشهدوا برصاص الاحتلال، فيما أصيب 26 آخرون خلال اقتحام مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية.
مصر تدعو لتحرك دولي
بدورها، دعت وزارة الخارجية المصرية، إلى تحرك أمريكي أوروبي أممي لإعادة التهدئة إلى فلسطين، منددة بـ"سياسة الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة"، وأحدثها لمخيم جنين.
وقال بيان الخارجية إن مصر "تدين اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين الفلسطيني"، مؤكدة رفضها التام لـ"سياسة الاقتحامات المتكررة الإسرائيلية".
وأكدت أن تداعيات تلك الاقتحامات الإسرائيلية "تنذر بتدهور خطير للأوضاع الأمنية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وزعزعة الاستقرار في المنطقة".
دعت مصر "كافة الأطراف الدولية الفاعلة، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن، للاضطلاع بمسؤولياتهم لوضع حد للإجراءات الأحادية التصعيدية الجارية". كما دعتهم إلى "تهيئة الظروف لتمكين جهود التهدئة والتسوية السلمية لتؤتي ثمارها بعيداً عن حلقة العنف المدمرة القائمة".
تركيا تدين "بشدة"
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية التركية "بشدة أعمال العنف والاعتداءات المتصاعدة للمستوطنين والقوات الإسرائيلية بالضفة الغربية".
أضافت الوزارة في بيان، الثلاثاء، أن الهجوم الذي نفذته القوات الإسرائيلية اليوم على مخيم جنين وأسفر عن مقتل فلسطينيين، وأعمال العنف والترويع التي قام بها مستوطنون إسرائيليون ضد سكان بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية، "لا يمكن القبول بها".
وأوضحت أن "هذه الاعتداءات والأعمال المتزايدة أدت إلى تصعيد التوتر وتغذية دوامة العنف في المنطقة، وإلحاق الضرر بالجهود الدولية الرامية لتخفيف حدة التوتر مع اقتراب شهر رمضان المبارك".
وتابعت: "نجدد دعواتنا لمنع العنف ووضع حد لهذه الاعتداءات، ونحث الحكومة الإسرائيلية على التحلي بالحكمة والتصرف بمسؤولية".
حرب شاملة
في السياق ذاته، أدانت الرئاسة الفلسطينية وفصائل فلسطينية العملية الإسرائيلية، حيث قالت الرئاسة في بيان، إن "عمليات القتل اليومية التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وآخرها بمدينة جنين، حرب شاملة وتدمير لكل شيء"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وحمّل الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد، محذراً من أن "هذا التصعيد الخطير ينذر بتفجر الأوضاع وتدمير كل الجهود الرامية لإعادة الاستقرار"، مطالباً الإدارة الأمريكية بـ"التحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها وعدوانها المتواصل".
وقال إن "الأحداث الجارية أثبتت أن حل القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه بالحرية والاستقلال، هو المفتاح الحقيقي لحل أزمات المنطقة".
من جانبها، قالت حركة "فتح"، إن "المجزرة الإسرائيلية في جنين لن تزيدنا إلا تمسكاً بثوابتنا الوطنية وإصراراً على إنهاء الاحتلال"، وأضافت في بيان، أن "العدوان يعبر عن النهج الدموي لحكومة الاحتلال المأزومة"، ودعت المجتمع الدولي إلى "التدخل الفوري لكبح إرهاب الاحتلال".
فصائل فلسطينية تدين العملية
وقالت حركة "الجهاد الإسلامي"، إن "ما يجري في مخيم جنين هو إجرام جديد يمارسه الاحتلال ضد المخيم وأبناء شعبنا الصامد"، وأضافت: "سيبقى الاحتلال يفشل أمام صمود مقاومي شعبنا وسيدفع ثمن جرائمه واعتداءاته التي يمارسها كل يوم والتي ستنقلب عليه ناراً وجحيماً".
بدورها، قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إن "جنين ستبقى وقوداً لإشعال الانتفاضة الشاملة"، فيما شددت الجبهة على أن "البطولة التي يجسّدها شعبنا في الضفة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين المجرمين هي الوجه الناصع والمشرق لمقاومة شعبنا".
من جانبها، قالت حركة "المجاهدين"، في بيان: "ما حدث في جنين فعل إجرامي بحق شعبنا ولن يفلح العدو بإرهابنا".
كما قالت حركة "الأحرار": "لن ينجح الاحتلال بفعله الإجرامي بإخماد ثورة شعبنا وإجهاض المقاومة والنيل من عزيمتنا".
وذكرت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، أن "على قيادة السلطة قطع كل العلاقات والصلات مع دولة الاحتلال"، وأضافت: "الدعوات للتهدئة هي بمثابة ضوء أخضر للاحتلال للاستمرار بجرائمه".
بدورها، أعلنت القوى والفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، في بيان، عن إضراب شامل الأربعاء، حداداً على أرواح الشهداء.
منفذ عملية حوارة بين الشهداء
من جانب آخر، قالت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، مساء الثلاثاء، إن الفلسطينيين عبد الفتاح خروشة، ومعتصم صباغ، اللذين استشهدا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين اليوم "عضوان في صفوف الحركة".
وقالت الكتائب في بيان: "ننعى المجاهدين القساميين عبد الفتاح خروشة منفذ عملية حوارة البطولية ومعتصم صباغ، وإخوانهما أبطال التصدي لعدوان الاحتلال على جنين"، مضيفة أن "عملية حوارة جاءت رداً ودفاعاً عن شعبنا في وجه جرائم المغتصبين المجرمين".
في الوقت ذاته، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن "عبد الفتاح خروشة هو منفذ عملية إطلاق النار التي وقعت قرب بلدة حوارة الفلسطينية في 26 فبراير/شباط الماضي، وقتل فيها إسرائيليان".
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن "خروشة أسير محرر قضى 8 سنوات في السجون الإسرائيلية قبل إطلاق سراحه منذ شهرين".
وفي 26 فبراير/شباط الماضي، شهدت حوارة هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار قرب البلدة.