بكين تضغط على سياسيي هونغ كونغ.. تقدم لهم “إغراءات” بعضوية البرلمان مقابل التخلي عن جنسياتهم الأجنبية

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/06 الساعة 21:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/06 الساعة 22:01 بتوقيت غرينتش
الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال استعراض لقوات الجيش الصيني في هونغ كونغ، 2017/ رويترز

قالت صحيفة The Financial Times البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 6 مارس/آذار 2023، إن بكين تضغط على النخبة السياسية في هونغ كونغ للتخلي عن جوازات سفرهم الغربية من أجل اختيارهم أعضاء في البرلمان الصيني، في وقتٍ تحاول فيه بكين استئصال النفوذ الأجنبي من المنطقة التابعة للصين، وإحكام سيطرتها عليها.

فقد أبلغ المسؤولون الصينيون الساسة وأقطاب الأعمال الراغبين في تمثيل هونغ كونغ في أعلى هيئة تشريعية في الصين، بضرورة التنازل عن جوازات سفرهم أو وثائق السفر الصادرة من بلاد تضمنت المملكة المتحدة، وذلك وفقاً لممثل جديد بمجلس الشعب وممثل سابق وشخص آخر مطلع على عملية الاختيار.

تشكيل برلمان بكين وفيه ممثلين من هونغ كونغ 

يجري اختيار أعضاء مجلس الشعب الصيني، الذي يفتتح اجتماعه السنوي هذا الأسبوع، مرة كل خمس سنوات. وفي ديسمبر/كانون الأول 2022 اختارت بكين 36 ممثلاً من هونغ كونغ، وهي المرة الأولى التي يختارون فيها ممثلين عن أراضي هونغ كونغ منذ الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في 2019، والتي وجهت الصين اللوم في اندلاعها إلى "القوى الغربية".

احتجاجات هونغ كونغ عام 2019/رويترز

صحيحٌ أن مواطني هونغ كونغ يحملون جوازات سفر صينية، لكن كثيراً من سكان المستعمرة البريطانية السابقة مؤهلون للحصول على وثائق السفر الخاصة بأصحاب الجنسيات البريطانية خارج البلاد، وهو مسلك يُجتاز للحصول على الجنسية البريطانية. يحمل عدد كبير من سكان هونغ كونغ أيضاً جوازات سفر كندية أو أسترالية أو أمريكية.

قال الأشخاص الثلاثة إن ما لا يقل عن ممثلٍ بمجلس الشعب كان يستهدف الاستمرار لولاية أخرى، حُرم من ذلك لأنه يحمل جواز سفر المواطنين البريطانيين خارج البلاد. صحيحٌ أن بكين قالت سابقاً إن حاملي هذه الوثائق مؤهلون لتمثيل هونغ كونغ في مجلس الشعب الصيني، لكن "الرسالة كانت إما التخلي عنها أو عدم الترشح"، وذلك حسبما قال ممثل آخر سابق في مجلس الشعب الصيني.

في حين لم يرد مكتب اتصال هونغ كونغ، الذي يعد المكتب التمثيلي لبكين في المدينة، على طلب أُرسل إليه للتعليق على الأمر.

التخلي عن جوازات السفر الأجنبية 

يأتي هذا الضغط الذي يستهدف التخلي عن جوازات السفر الأجنبية، بعد أن طبقت بكين سياسة "الوطنيين يحكمون هونغ كونغ"، وهي عبارة عن برنامج تدقيق مكثف من أجل المواقع القيادية بالمدينة، في الوقت الذي تسعى خلاله الصين لتهميش الساسة المحليين الذين تجمعهم علاقات قوية مع الغرب، وإبعادهم عن المواقع ذات النفوذ. تحكم هذه القواعد أيضاً انتخابات المجلس التشريعي، الذي يعد البرلمان الفعلي لهونغ كونغ، والذي يتألف الآن بالكامل من مشرعين مؤيدين لبكين.

أبلغ ممثل بمجلس الشعب الصيني عن هونغ كونغ صحيفة The Financial Times، أن شواغل بكين كانت "مفهومة؛ نظراً إلى أن الممثلين كانوا يترشحون في واحدة من أهم" الهيئات بالبلاد.

قال ليو تشاو كيا، أحد مستشاري بكين ونائب رئيس الرابطة الصينية لدراسات هونغ كونغ وماكاو، إن حيازة جواز سفر أجنبي أو وثيقة سفر أجنبية يمكن أن تشكل خطراً أمنياً.

هونغ كونغ/ رويترز

أوضح: "تواجه الصين تهديدات أمن وطني متزايدة من الولايات المتحدة والغرب. وعندما عرضت بريطانيا وثائق السفر الخاصة بأصحاب الجنسيات البريطانية خارج البلاد (BNO) بوصفها مسلكاً للإقامة والحصول على الجنسية… فـإنها تخلق تساؤلات حول الولاء".

اختبار أمام نخبة هونغ كونغ 

صحيحٌ أن بعض البلاد تفرض متطلبات تتعلق بالجنسية على المسؤولين المنتخبين، لكن الموقف يمثل اختباراً أمام نخبة هونغ كونغ المنتشرة حول العالم، والذين يرغب كثير منهم في الاحتفاظ بالجنسيتين.

بعد احتجاجات 2019، تقدم 160 ألفاً من مواطني هونغ كونغ بطلب للحصول على الجنسية البريطانية، وقد وصل بالفعل إلى المملكة المتحدة ما لا يقل عن 105200 مواطن من هونغ كونغ.

أغضبت هذه الخطة بكين، حتى إن المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية، تشاو لي جيان، قال إن "جميع مواطنينا الصينيين في هونغ كونغ مواطنون صينيون". وقالت الصين كذلك إنها لن تعترف بجوازات السفر البريطانية الممنوحة لسكان هونغ كونغ السابقين.

في حديثه مع صحيفة The Financial Times قال ساي ليانغ، المسؤول الصيني الكبير والقائد السابق في هونغ كونغ، إن جميع الشخصيات السياسية في هونغ كونغ، ومن ضمنهم ممثلو الهيئات السياسية في بكين وأعضاء المجلس التشريعي المؤيد للحكومة، "يجب عليهم أن يتخلوا عن جوازات سفرهم الأجنبية، وتحديداً جوازات السفر البريطانية والأمريكية"، مشيراً إلى خطر التعرض لعقوبات نتيجة لذلك.

الصين تايوان الجيش الصيني
الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال استعراض لقوات الجيش الصيني في هونغ كونغ، 2017/ رويترز

أضاف: "هل الذراع الطويلة لـ [المدعين العامين الأمريكيين سوف تستهدف هؤلاء الذين يحتفظون بجوازات سفرهم] لأنهم مواطنون أمريكيون… يتصرفون ضد مصلحة الولايات المتحدة أو أيديولوجيتها؟"، وذلك في إشارة إلى مواطني هونغ كونغ الذين يحملون الجنسية الأمريكية.

كذلك وخلال فعالية تثقيفية حول الأمن الوطني عُقدت قبل أيام، قال ليانغ إن من يرفضون التخلي عن وثائقهم "يقدمون أعذاراً غير منطقية".

تحميل المزيد