حزب الله يعلن دعم سليمان فرنجية لرئاسة لبنان.. مقرب من بشار الأسد وجدُّه كان رئيساً إبان الحرب الأهلية

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/06 الساعة 20:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/06 الساعة 20:03 بتوقيت غرينتش
زعيم "حزب الله" في لبنان، حسن نصر الله - رويترز

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، خلال خطاب أذاعه التلفزيون الإثنين 6 مارس/آذار 2023، إن الجماعة ستدعم السياسي المسيحي سليمان فرنجية ليصبح رئيساً للبلاد، في خطوة تمنحه دعماً مهماً لكنها لا تؤمّن انتخابه.

إذ إن البلاد بلا رئيس منذ انتهاء ولاية ميشال عون التي استمرت ست سنوات، في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2022؛ مما أدى إلى تعميق الشلل المؤسسي في بلد تتفاقم فيه بالفعل إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ سنوات.

حسن نصر الله يدعم سليمان فرنجية للرئاسة 

قال نصر الله: "نضم صوتنا إلى صوت دولة رئيس (مجلس النواب) نبيه بري. المرشح الطبيعي الذي ندعمه في انتخابات الرئاسة، ونعتبر أن المواصفات التي نأخذها بعين الاعتبار تنطبق عليه، هو الوزير (السابق) سليمان فرنجية"، وأوضح أن "سليمان فرنجية مرشح يدعمه حزب الله وليس مرشح حزب الله".

نصر الله
زعيم "حزب الله" في لبنان، حسن نصر الله – رويترز

فرنجية (56 عاماً)، هو وريث لسلالة سياسية مسيحية لبنانية عريقة وصديق لبشار الأسد. وشغل جده الذي يحمل الاسم نفسه، منصب رئيس الجمهورية منذ عام 1970 حتى الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990.

فرنجية يحظى بدعم نبيه بري

في حين يحظى فرنجية بدعم حزب رئيس مجلس النواب نبيه بري، حركة أمل، لكن لا يزال بحوزته أقل من 65 صوتاً، المطلوبة لانتخابه في المجلس التشريعي المؤلف من 128 مقعداً.

في حين أوشك فرنجية، وهو حليف مقرب لحزب الله، على أن يصبح رئيساً في عام 2016، لكن دعم حزب الله ذهب في نهاية المطاف إلى عون، وهو أيضاً من حلفائه المسيحيين الذين لديهم الآن كتلة من 19 عضواً في البرلمان لكنهم عارضوا انتخاب فرنجية.

كما يعارض ترشيح فرنجية حزب القوات اللبنانية بزعامة السياسي المسيحي سمير جعجع. ولدى الحزب نحو 20 نائباً في البرلمان. وقُتل والدا فرنجية وشقيقته على يد ميليشيات "القوات اللبنانية" عام 1978 بمنزلهم في شمال البلاد.

حمَّل فرنجية وقتها جعجع، قائد القوات اللبنانية المسلحة في ذلك الوقت، مسؤولية الاغتيال. ونفى جعجع مشاركته قائلاً إنه أصيب قبل وصوله إلى المنزل. وفي عام 2018 أشرف البطريرك الماروني على المصالحة بين الاثنين.

رئيس تيار المردة سليمان فرنجية
رئيس تيار المردة سليمان فرنجية

مصير منصب الرئاسة في لبنان

في سياق متصل تلعب دول أجنبية عادةً دوراً في تحديد مصير منصب الرئاسة بلبنان الذي كان مسرحاً لتنافسات دولية. وفي 2008، وضع اتفاق بوساطة قطرية وبدعم من قوى أخرى حداً لفراغ رئاسي استمر ستة أشهر.

أما في فبراير/شباط 2023 فالتقى ممثلون عن فرنسا والولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر في باريس؛ لمناقشة سبل إنهاء الجمود السياسي بلبنان. لكن مصادر مطلعة على مجريات الاجتماع قالت إنه لم يسفر عن دعم واضح لمرشح بعينه للرئاسة.

قال مصدر سياسي لبناني ومصدر دبلوماسي أوروبي لـ"رويترز"، إن السعودية تعارض ترشيح فرنجية بالنظر إلى علاقته الوثيقة بالأسد وحزب الله. وأنفقت السعودية من قبلُ مبالغ كبيرة لدعم لبنان، لكن العلاقات توترت بسبب تزايد دور حزب الله في الداخل وفي المنطقة.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أرشيفية/رويترز

رسالة قوية للقوى الإقليمية 

فيما قال كريم إميل بيطار مدير معهد العلوم السياسية وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة القديس يوسف في بيروت: "حزب الله يبعث برسالة للقوى الإقليمية، مفادها أن فرنجية هو مرشحه الرسمي، ويقول إنه ليس على استعداد للتفكير في خطة بديلة".

تابع قائلاً: "قد يؤدي ذلك لنزاع سياسي طويل الأمد ومزيد من التأخير في الانتخابات الرئاسية".

لحزب الله وحلفائه علاقات وثيقة بسوريا وإيران بينما يميل معارضو هذا الجناح في الطوائف المسيحية والسنية للغرب ودول الخليج العربية السنية.

يذكر أنه ومنذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، خلا منصب الرئاسة في لبنان عدة مرات، من بينها فترة بلغت 29 شهراً قبل انتخاب عون في 2016 بصفقة تسوية شهدت اختيار سعد الحريري لرئاسة الوزراء.

علامات:
تحميل المزيد