تحوّلت محطة زاباروجيا الأوكرانية للطاقة النووية، إلى قاعدة عسكرية للقوات الروسية، ولم تعد تنتج الكهرباء كما كانت تفعل سابقاً، وذلك عقب عام من الهجوم الذي شنته روسيا على الأراضي الأوكرانية، حيث كانت المحطة من أوائل الأهداف التي سعت القوات الروسية للسيطرة عليها مع بدء الحرب.
رئيس بلدية مدينة إنرغودار التي تضم المحطة النووية الضخمة، دميترو أورلوف، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه "خلال هذا العام من الاحتلال، حوّلوا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا إلى قاعدة عسكرية"، معتبراً أن الروس يعلمون أن "الجيش الأوكراني لن يطلق النار" على الموقع لتجنب وقوع حادث.
كان الجيش الروسي قد سيطر على محطة زاباروجيا للطاقة النووية والواقعة جنوب البلاد، يوم 4 مارس/آذار 2022، أي بعد تسعة أيام من بدء غزوه للأراضي الأوكرانية، وبحسب أورلوف، فإن الروس يستخدمون المحطة "درعاً نووية لوضع معدات عسكرية وذخيرة وأفراد".
أشار أورلوف أيضاً إلى أن هناك حالياً ألف جندي روسي على الأقل في موقع المحطة وفي إنرغودار التي انخفض عدد سكانها، من 53 ألف شخص إلى "حوالي 15 ألفاً" في عام.
اليد العاملة تُغادر زاباروجيا
أورلوف الذي يعيش منذ أبريل/نيسان 2022 في زاباروجيا، العاصمة الإقليمية الواقعة على مسافة 120 كيلومتراً من إنرغودار، قال أيضاً إن "معظم قوات الاحتلال تتمركز في المحطة لأنهم يشعرون بالأمان فيها".
من جهتها، أفادت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنيرجواتوم" في تصريح للوكالة الفرنسية، إلى أن عدد العاملين في المحطة انخفض من 11 ألف شخص قبل الغزو إلى 6500 حالياً.
كذلك، غادر آلاف المهنيين إلى الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ومن بين الذين بقوا، وافق حوالي 2600 على "التعاون مع المعتدي الروسي" وفق "إنيرجواتوم".
وقال أورلوف إن "هناك مشكلة في اليد العاملة تؤثر على الأمن"، معتبراً أن الموظفين يتعرضون لـ"ضغط" من الروس ويجبرون خصوصاً على العمل بأعداد مخفضة وبدون إجازات.
استمرت المحطة التي كانت تنتج 20% من كهرباء أوكرانيا، في العمل خلال الأشهر الأولى للغزو رغم تعرّضها للقصف مرات عدة، قبل إخراجها من الخدمة في سبتمبر/أيلول 2022.
منذ ذلك الحين، لم يعد أي من مفاعلاتها الستة التي تعود إلى الحقبة السوفييتية يولّد الطاقة، لكن المنشأة ما زالت متّصلة بشبكة الطاقة الأوكرانية وتستهلك الكهرباء التي ينتجها هذا النظام لتلبية حاجاتها الخاصة.
يُشير أورلوف إلى أن القوات الروسية حاولت لأشهر وصل محطة زاباروجيا بشبكة الكهرباء الروسية "لكنهم لم ينجحوا"، وبحسب "إنرجواتوم"، فإن "الروس غير قادرين على إعادة تشغيل حتى مفاعل واحد؛ لأن خطوط التوتر العالي متضررة".
مهارات غير كافية
توضح الشركة الأوكرانية أنه على الرغم من أن موسكو أرسلت متخصّصين نوويين إلى المحطة، فإن "مهاراتهم ليست كافية للقيام بعمل حقيقي"، كما أن توقف المحطة عن العمل يؤدي إلى "تدهور تدريجي لكل أنظمتها ومعداتها" وفق الشركة.
من جهة ثانية، أعربت المجموعة عن قلقها من "خطر وقوع حادث نووي" في حال انقطاع آخر خط كهرباء يربط المحطة بنظام الطاقة الأوكراني.
في هذا الصدد، قّدر مركز "إنستيتيوت فور ذي ستادي أوف وور" الأمريكي للبحوث، في مذكرة نُشرت الأربعاء 1 مارس/آذار 2023 أن موسكو قد "تحاول ردع هجوم أوكراني مضاد محتمل" في جنوب البلاد "من خلال تكثيف التهديدات ضد محطة زاباروجيا للطاقة".
يُذكر أنه في سبتمبر/أيلول 2022، أرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبين إلى المحطة وتحاول التفاوض بشأن إزالة السلاح منها، لكن لا يبدو أن العملية تحرز تقدماً.
يُشار إلى أن روسيا أطلقت في 24 فبراير/شباط 2022، هجوماً على أوكرانيا تبعته ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو لإنهائه تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية، والتزام الحياد، ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".