دعت الأمم المتحدة، السبت 4 مارس/آذار 2023، الدول إلى الإسراع في استقبال لاجئين سوريين، من المناطق التي ضربها الزلزال المُدمر في تركيا في فبراير/شباط 2023، مشيرة إلى أنهم يواجهون صدمة الخسارة والنزوح مرة أخرى، مع تضرر عدد كبير منهم من الهزة الأرضية.
جاءت دعوة الأمم المتحدة هذه، مع وصول 89 لاجئاً سورياً إلى العاصمة الإسبانية مدريد، وافدين من تركيا، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي غرب سوريا يوم 6 فبراير/شباط 2023، قد أدى إلى وفاة أكثر من 45 ألف شخص في تركيا، إلى جانب آلاف آخرين في سوريا، فيما دمّر الزلزال مئات الآلاف من المباني بالبلدين.
المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قالتا في بيان مشترك، إنّ "لاجئين كثيرين فرّوا إلى تركيا بحثاً عن الأمان والحماية، يواجهون الآن صدمة الخسارة والنزوح مرة أخرى؛ بعدما فقدوا منازلهم وسبل عيشهم".
رئيس المفوضية فيليبو غراندي، قال إنه "للمساعدة في حماية هؤلاء اللاجئين الأكثر عرضة للخطر، وللمساعدة في تخفيف الضغوط عن المجتمعات المحلية التي تأثّرت هي نفسها بهذه الكارثة الإنسانية، تناشد المفوضية الدول لتسريع عمليات إعادة التوطين والمغادرة".
أوضح غراندي أنه نظراً إلى أن لاجئين كثيرين متضرّرين من الكارثة "في حاجة ماسة إلى المساعدة، فإننا نحضّ مزيداً من الدول على تكثيف العمليات وتسريعها، وإتاحة عمليات مغادرة سريعة من تركيا".
أضاف المسؤول الأممي أن من شأن ذلك أن يكون "تعبيراً ملموساً عن التضامن وتشارك المسؤوليات، ويضمن في نهاية المطاف حلولاً فورية تغيّر حياة اللاجئين الذين صاروا أكثر ضعفاً نتيجة الزلازل".
وشكر رئيس المنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو إسبانيا على خطوتها، وقال: "نأمل برؤية جهود مماثلة بسرعة".
يأتي هذا فيما تستضيف تركيا منذ 12 عاماً تقريباً، نحو 3.5 مليون لاجئ سوري فرّوا من الحرب في بلادهم، وقد أثر الزلزال على ما يقدّر بنحو تسعة ملايين شخص في تركيا، من بينهم أكثر من 1.7 مليون لاجئ.
كان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو قد أشار في تصريحات السبت 4 مارس/آذار 2023، إلى ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال جنوبي البلاد، قائلاً إنها تجاوزت 45 ألفاً، كما أوضح أن بينهم 4 آلاف سوري من المقيمين في تركيا.
تُشير تقديرات صادرة عن البنك الدولي، الجمعة 3 مارس/آذار 2023، إلى أن الزلازل التي تأثرت بها سوريا تسببت في أضرار مادية مباشرة تقدر بنحو 5.1 مليار دولار في البلاد، وفاقمت الدمار في بلد أنهكته بالفعل سنوات من الحرب.
ذكر البنك في بيان، أن القيمة الحالية للمباني والبنية التحتية التي لحقتها أضرار أو دمار تقدر بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، بعدما نشر ما وصفه بأنه تقدير شامل وسريع في الوقت نفسه للأضرار.
أشار البنك الدولي إلى أن محافظة حلب وحدها، والتي كانت جبهة رئيسية في الحرب، هي أشد المحافظات تضرراً؛ إذ سجلت 45% من إجمالي الأضرار التقديرية الناجمة عن الزلازل، تلتها إدلب بنسبة 37% من الأضرار، ثم محافظة اللاذقية الساحلية بنسبة 11%.
أضاف البنك أنه نظراً لوجود درجة عالية من عدم اليقين فيما يتعلق بعدد من عناصر هذا التقدير الأولي، فإن تقديرات إجمالي الأضرار المباشرة تتراوح بين 2.7 مليار دولار و7.9 مليار دولار، وأوضح أن التقدير لا يتضمن الآثار والخسائر الاقتصادية التي لحقت بالاقتصاد السوري على النطاق الأوسع.
