أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت 4 مارس/آذار 2023، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو قام بزيارة نادرة للقوات الروسية المتمركزة في أوكرانيا، فيما كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، عن عزمها إرسال حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لكييف لمساعدتها في صد هجمات القوات الروسية.
كان كبار قادة الجيش الروسي قد زاروا الخطوط الأمامية في أوكرانيا مرات قليلة فقط، منذ غزو عشرات الآلاف من القوات الروسية للدولة المجاورة، في فبراير/شباط 2022، في هجوم تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة".
وزارة الدفاع الروسية قالت في بيان نُشر على تطبيق "تليغرام"، إن "وزير دفاع روسيا الاتحادية، قائد الجيش سيرغي شويغو، تفقد موقع القيادة الأمامي لأحد التشكيلات بالمنطقة العسكرية الشرقية، في اتجاه جنوب دونيتسك".
ظهر شويغو في مقطع مصور نشرته وزارة الدفاع وهو يقلد أفراداً بالجيش الروسي أوسمةً، كما ظهر وهو يتجوّل في بلدة متضررة برفقة قائد المنطقة، كولونيل جنرال رستم مرادوف.
شويغو الذي شغل منصب وزير الدفاع منذ 2012، تعرض لانتقادات حادة من مؤيدين للحرب، حول أدائه عن العملية الروسية في أوكرانيا، وفي الشهر الماضي اتهم يفجيني بريجوجين، رئيس مجموعة "فاغنر"، التي تلعب دوراً رئيسياً في الحرب الروسية على أوكرانيا، شويغو وآخرين "بالخيانة"، لحجب إمدادات الذخيرة عن أفراد مجموعته.
دعم أمريكي لأوكرانيا
تأتي زيارة شويغو لقوات بلاده في أوكرانيا، بعد يوم من كشف الولايات المتحدة عن حزمة جديدة من الأسلحة لأوكرانيا، بقيمة 400 مليون دولار.
وزير الخارجية أنتوني بلينكين، قال في بيان، إن الحزمة تشمل "ذخيرة لأنظمة هيرماس طويلة المدى لقاذفات الصواريخ المتعددة، ووحدات مدفعية هاوتزر التي تستخدمها أوكرانيا بشكل فعال للدفاع عن نفسها".
ستشمل الحزمة أيضاً ذخيرة لمركبات برادلي القتالية، وجسور إطلاق المركبات المدرعة، وذخائر ومعدات الهدم، وغيرها من أعمال الصيانة والتدريب والدعم.
أضاف بلينكن أنه "يمكن لروسيا وحدها أن تنهي حربها اليوم، وإلى أن تفعل ذلك سوف نقف متحدين مع أوكرانيا، ونعزز جيشها في ساحة المعركة، حتى تكون في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات".
كان بلينكن قد قال الخميس، 2 مارس/آذار 2023، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الهندية نيودلهي، إنه تحدث مباشرة إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف في اجتماع بينهما، قائلاً له إنه "يتعين على موسكو إنهاء هذا العدوان".
ميدانياً، تشهد مدينة باخموت الأوكرانية الاستراتيجية معارك عنيفة بين القوات الروسية، والقوات الأوكرانية، وطالب زعيم "فاغنر"، الجمعة 3 مارس/آذار 2023، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بسحب قواته من المدينة "بعد أن أصبحت في حكم المحاصرة بالكامل".
أدت المعارك المتواصلة منذ الصيف الماضي في باخموت، الواقعة شرق أوكرانيا، وهي مدينة صناعية ذات أهمية استراتيجية، إلى دمار كبير وخسائر فادحة في صفوف الجانبين، وباتت المدينة رمزاً للنزاع، مع تركز القتال فيها بين الروس والأوكرانيين منذ أشهر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
في الأسابيع الأخيرة، كانت القوات الروسية قد تقدمت شمال باخموت وجنوبها، وقطعت ثلاثة من أربعة طرق إمداد أوكرانية، الأمر الذي أضعف موقف قوات كييف بشكل متزايد.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم عديدة داعمة لكييف، وفي مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة على موسكو.