هاجم المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الأربعاء 1 مارس/آذار 2023، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، التي دعا فيها إلى "محو" قرية حوارة الفلسطينية التي شهدت هجوماً عنيفاً شنه مستوطنون، وقال برايس إن التصريحات "بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز".
برايس دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وغيره من كبار المسؤولين هناك إلى التنصل علناً من تصريحات وزير المالية، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
سموتريتش كان قد دعا في وقت سابق من الأربعاء، إلى ضرورة "محو" قرية حوارة الفلسطينية، وقال إن "قرية حوارة يجب أن تُمحى، أعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك وليس، لا سمح الله، أفراداً عاديين".
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذكرت أن سموتريتش كان يرد على سؤال عن سبب إعجابه بتغريدة لنائب رئيس مجلس المستوطنات شمالي الضفة الغربية دافيدي بن تسيون، التي دعا غيها إلى أن "تُمحى حوارة، اليوم".
والثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، طالب 22 خبيراً إسرائيلياً بالقانون الدولي، النائبة العامة الإسرائيلية غالي باهراف-ميارا، بالتحقيق مع وزير المالية سموتريتش، وعضوي الكنيست "فوغل" وزميله في الحزب "ليمور سون هار- ميليخ"، بتهمة "التسبب في جرائم حرب".
صحيفة "هآرتس" العبرية ذكرت أن الخبراء اعتبروا في رسالة وجّهوها إلى النائبة العامة، أن "التعليقات التي أدلى بها سموتريتش والنائبان من حزب القوة اليهودية في أثناء وبعد أعمال الشغب، ربما تكون قد انتهكت القانون الدولي وحملت الآخرين على ارتكاب جرائم حرب".
كانت قرية حوارة جنوبي نابلس وبلدات مجاورة قد تعرضت مساء الأحد 26 فبراير/شباط 2023، لهجوم نفذه مئات المستوطنين الإسرائيليين؛ ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وجرح العشرات، إضافة إلى إحراق والتسبب بأضرار لعشرات المنازل والسيارات.
قوبل هجوم المستوطنين الإسرائيليين بإدانات دولية واسعة، وضمن ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ورفض سموتريتش- وهو أيضاً وزير إضافي بوزارة الدفاع الإسرائيلية- اعتبار ما قام به المستوطنون "إرهاباً يهودياً".
غير أن سموتريتش قال لاحقاً الأربعاء، في تغريدة على تويتر: "لتجنب الشك، لم أقصد بكلماتي محو قرية حوارة، ولكن فقط للتصرف بشكل هادف ضد الإرهابيين وأنصار الإرهاب بداخلها وأخذ الثمن الباهظ منهم لاستعادة الأمن لسكان المنطقة" أي المستوطنين، وفق قوله.
إلا أن زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد، قال في تغريدة على تويتر: "دعوة الوزير سموتريتش إلى محو حوارة تحريض على جريمة حرب"، وأضاف لابيد: "لقد خرجت هذه الحكومة عن مسارها".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فلم يعلق على تصريحات سموتريتش بالرفض أو القبول.
من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" تصريحات سموتريتش "مؤشراً خطيراً على مستوى الإجرام والتحريض العلني لارتكاب المستوطنين مزيداً من المجازر بحق شعبنا الفلسطيني بغطاء رسمي من حكومة الاحتلال".
المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، قال إن "التصريحات تستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً للجم تطرف وعنف الاحتلال، ومحاسبة قادته على جرائمهم التي تجاوزت كل حدود".
بدوره، وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وزير المالية الإسرائيلي بـ"الإرهابي"، وقال إن دعوته إلى محو بلدة حوارة "دعوة إرهابية عنصرية يعلنها وزير إرهابي في حكومة الاحتلال".
تقع قرية حوارة، جنوبي مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية، ويمر من خلالها آلاف المستوطنين يومياً للوصول الى مستوطناتهم المقامة على أراضي محافظة نابلس.
وألقت الشرطة الإسرائيلية، الأربعاء 1 مارس/آذار 2023، القبض على 5 أشخاص؛ للاشتباه بهم في الهجوم الذي شنه مستوطنون على "حوارة"، في حين اعتبرت السلطة الفلسطينية أن اعتقال مستوطنين غير كافٍ.
أثار التصعيد في الضفة شكوكاً في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تبنّي موقف متوازن بين واشنطن التي تضغط من أجل التوصل لحل وسط دائم، وحكومته التي تضم مستوطنين متشددين يطالبون باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجمات الفلسطينية.
يُذكر أنه منذ بداية عام 2023، قتل الاحتلال ما يزيد على 60 فلسطينياً برصاص إسرائيلي، ورداً على الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أودى إجمالاً بحياة 10 إسرائيليين منذ بداية 2023.