طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهاز الأمن الاتحادي (إف.إس.بي)، الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، تكثيف نشاطه في مكافحة ما سمَّاه تزايد أنشطة التجسس والتخريب من جانب أوكرانيا والغرب، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية حملتها المستمرة منذ أسابيع لمحاولة تطويق والاستيلاء على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا؛ حيث وصف قائد القوات البرية الأوكرانية الموقف بأنه "محتدم بشدة".
في كلمة أمام المسؤولين، قال بوتين إن على الجهاز وقف "جماعات التخريب" التي تدخل روسيا قادمة من أوكرانيا، وتكثيف جهود حماية البنية التحتية ومنع أجهزة الأمن الغربية من إعادة تنشيط ما أطلق عليه خلايا إرهابية أو متطرفة داخل روسيا.
نشاط أجهزة المخابرات الغربية في روسيا
في الوقت نفسه، قال بوتين: "لطالما اعتادت أجهزة المخابرات الغربية أن تكون نشطة دوما في روسيا، والآن ألقوا علينا أفراداً إضافيين وموارد تقنية وموارد أخرى إضافية.. يتعين علينا اتخاذ رد فعل إزاء ذلك".
في سياق متصل، أصدر بوتين توجيهات للجهاز بمنع تدفق الأسلحة بصورة غير مشروعة إلى روسيا، وتعزيز الأمن في أربع مناطق من أوكرانيا استولت موسكو عليها جزئياً وأعلنتها جزءاً من أراضيها، في تحرك نددت به أغلب الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ووصفته بأنه غير قانوني.
كما دأب بوتين على حث الروس على أن يأخذوا حذرهم من الخونة في وسطهم، وهي نبرة عاد إليها اليوم الثلاثاء، إذ قال: "من الضروري تحديد ومنع الأنشطة غير القانونية لمن يحاولون تشتيت مجتمعنا وإضعافه".
قطع خطط الإمداد عن أوكرانيا
في سياق موازٍ، تحاول القوات الروسية، ومن بينها قوات تابعة لمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، قطع خطوط الإمداد عن القوات الأوكرانية التي تدافع عن المدينة، التي شهدت بعض أكثر المعارك دموية خلال الحرب، وإجبارها على الاستسلام أو الانسحاب.
من شأن ذلك أن يمنح روسيا أول انتصار كبير منذ أكثر من نصف عام، ويمهد الطريق للاستيلاء على آخر المراكز الحضرية في منطقة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها خلال ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
حيث قال الكولونيل جنرال الأوكراني أولكسندر سيرسكي، في بيان: "على الرغم من الخسائر الفادحة، ألقى العدو بأكثر الوحدات الهجومية جاهزية لدى فاغنر، وتحاول اختراق دفاعات قواتنا ومحاصرة المدينة".
كذلك فقد قال جندي لم يفصح عن اسمه من اللواء 93 الميكانيكي المنفصل بنبرة متحدية: "28 فبراير، بلدة باخموت.. المدينة مشتعلة والعدو يضغط.. كل شيء سيكون أوكرانيا…"، وذلك عبر تطبيق تليغرام للمراسلات، بينما يمكن سماع صوت الانفجارات في الخلفية.
في حين بثت وكالة ريا للأنباء الحكومية الروسية مقطع فيديو قالت إنه يظهر طائرات سوخوي سو-25 المقاتلة الروسية تحلق فوق باخموت. ويقول رجل في المقطع تم تعريفه بأنه أحد مقاتلي فاغنر: "نحن فخورون بأنها طائراتنا"، مضيفاً أن الطائرات المقاتلة ساعدتهم "نفسياً".
روسيا تقصف تجمعات سكنية في أوكرانيا
من جانبه، قال الجيش الأوكراني إن روسيا تقصف تجمعات سكنية في أنحاء باخموت التي بلغ تعدادها حوالي 70 ألف نسمة قبل الحرب، لكنها الآن صارت أنقاضاً بعد أشهر من الحرب الطاحنة.
حيث ذكر الجيش في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء أنه "خلال اليوم السابق، تصدت قواتنا لأكثر من 60 هجوماً للعدو" على أماكن، من بينها قريتا يادخد وباركييفكا على المداخل الشمالية لباخموت.
كما قال مراسل من رويترز زار المنطقة الإثنين إنه لم يرَ أي علامة على انسحاب القوات الأوكرانية، وإن التعزيزات تصل على الرغم من استمرار القصف الروسي.