أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، أنّ أوكرانيا ستصبح عضواً في الحلف، ولكن "على المدى الطويل"، وذلك في الوقت الذي تطلب فيه كييف الانضمام إلى "الناتو" في مواجهة الغزو الروسي، في حين أعلنت موسكو استعدادها للحوار مع أوكرانيا، بشرط احتفاظ روسيا بمناطق أوكرانية ضمتها إليها.
ستولتنبرغ، وخلال زيارة إلى فنلندا، قال إنّ "دول حلف شمال الأطلسي موافقة على أن تصبح أوكرانيا عضواً في التحالف، ولكن في الوقت ذاته هذا احتمال على المدى الطويل"، داعياً إلى بناء "إطار" لتجنّب أيّ غزو جديد في المستقبل، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت أوكرانيا قد تقدمت في سبتمبر/أيلول 2022 بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بموجب إجراءات معجلة، لكن "الناتو" لم يوافق بعد على ضم كييف إليه، على الرغم من أن دولاً في الحلف دأبت على تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي عليها في فبراير/شباط 2022.
تُثير رغبة أوكرانيا العلنية في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي غضب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يرى في انضمام كييف للحلف توسعاً لـ"الناتو" نحو الشرق؛ ما "يمثل تهديداً وجودياً لبلاده".
تأتي تصريحات الأمين العام لحلف "الناتو"، في وقت كرر فيه الكرملين، الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2023، موقفه من أن روسيا مستعدة للدخول في مفاوضات لإنهاء الصراع في أوكرانيا، لكن "الواقع" الجديد على الأرض لا يمكن تجاهله.
دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قال في تصريح للصحفيين إن روسيا لن تتخلى أبداً عن أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها في العام 2022، عقب استفتاءات انتقدتها كييف والدول الغربية بوصفها صورية وليس لها أساس قانوني.
المناطق الأربع التي ضمتها روسيا هي: دونيتسك، ولوغانسك، وخيرسون، وزابوريجيا، وقال بيسكوف: "ثمة واقع بعينه أصبح عاملاً داخلياً بالفعل.. أقصد الأراضي الجديدة. دستور روسيا الاتحادية قائم، ولا يمكن تجاهله.. لا يمكن لروسيا أبداً أن تتنازل عن هذا، هذه حقائق مهمة".
من جانبها، تشترط أوكرانيا لمناقشة وضع خطة للسلام أن تغادر القوات الروسية كل شبر من أراضيها، بما في ذلك المناطق الأربع التي ضمتها وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في إجراء من جانب واحد في 2014.
معارك طاحنة في باخموت
ميدانياً، واصلت القوات الروسية هجومها في شرق أوكرانيا، وتحاول محاصرة مدينة باخموت الصغيرة الشهيرة بالتعدين، والتي شهدت جانباً من أكثر المعارك ضراوة في الحرب.
تسعى روسيا لقطع خطوط الإمدادات عن القوات الأوكرانية التي تدافع عن المدينة وإجبارهم على الاستسلام أو الانسحاب، الأمر الذي من شأنه أن يمنح روسيا أول انتصار واضح منذ أكثر من نصف عام ويمهد الطريق للاستيلاء على آخر المراكز الحضرية في منطقة دونيتسك.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، إن "العدو يدمر دون هوادة كل ما يمكن استخدامه لحماية مواقعنا… جنودنا الذين يدافعون عن المنطقة المحيطة بباخموت هم أبطال حقيقيون".
بدوره، أعلن الجيش الأوكراني أن روسيا عززت قواتها في منطقة باخموت وقصفت نقاطاً حول المدينة.
المحلل العسكري الأوكراني، أوليه زدانوف، أشار إلى أن القوات الروسية وضعت موطئ قدم لها بين القرى فيما تحاول قطع الطريق إلى الغرب من تشاسيف يار، وأضاف: "القطاع الجنوبي من باخموت هو المنطقة الوحيدة التي يمكن وصفها بأنها خاضعة للسيطرة الأوكرانية. أما في جميع المناطق الأخرى، فالوضع لا يمكن التنبؤ به"، موضحاً أنه "من المستحيل تحديد موقع خط الجبهة الأمامي".
تقول أوكرانيا وحلفاؤها إن روسيا، التي عززت قواتها بمئات الآلاف من المجندين، كثفت هجماتها على طول الجبهة الشرقية، لكن هجماتها تكلفها الكثير.
يُذكر أن روسيا أطلقت في 24 فبراير/شباط 2022، هجوماً على أوكرانيا تبعته ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو لإنهائه تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية، والتزام الحياد، ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".