أعلن حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، أن فلسطين تقود حراكاً سياسياً كبيراً بالتعاون مع الدول العربية؛ لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن حركة "فتح" تجري "حواراً صامتاً وهادئاً" مع حركة "حماس" لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
حيث قال "الشيخ" في تصريحات لتلفزيون "فلسطين" الرسمي، إن فلسطين "تقود حراكاً سياسياً كبيراً لمواجهة عدوان الاحتلال على شعبنا". وأضاف أن هناك "جهوداً دبلوماسية واسعة لمواجهة عدوان الاحتلال"، مشيراً إلى أن "القيادة الفلسطينية ستعمل على إعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل، والذهاب إلى تحركات دولية لمواجهتها وردّاً على جرائمها". وذكر أن قرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ما زال قائماً.
السلطة الفلسطينية تسعى لوقف اعتداءات إسرائيل
في حين اعتبر "الشيخ" أن "قرارات القيادة الفلسطينية تهدف إلى إجبار إسرائيل على وقف عدوانها بحق شعبنا". وفي السياق، قال "الشيخ" إن "اجتماع العقبة يؤكد أهمية الوصول إلى عملية سياسية أكثر شمولية تقود لتحقيق السلام العادل والشامل".
لفت إلى أن قرار المشاركة في الاجتماع كان بإجماع الغالبية من فصائل منظمة التحرير، مشيراً إلى أن الاجتماع كان "سياسياً وأمنياً واقتصادياً".
أما عن تنصل الحكومة الإسرائيلية من اتفاق العقبة، فقال المسؤول الفلسطيني البارز: "نحن نعرف أننا أمام حكومة يمنية فاشية، ويجب أن نوظف كل العالم للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف إجراءاتها ولترحل عن أرضنا".
يذكر أنه في يوم الأحد 26 فبراير/شباط 2023، اتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في اجتماع العقبة الأمني، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر، على وقف الإجراءات أحادية الجانب لأشهر محددة وخفض التصعيد.
أوضح البيان الختامي للاجتماع، أنَّ وقف الإجراءات الأحادية يشمل "التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر".
حوار صامت مع حماس
أما على الصعيد الداخلي، فقال "الشيخ"، إن "حركة فتح في حوار صامت وهادئ مع حركة حماس لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي"، مضيفاً: "نتمنى أن تنجح تلك الجهود".
في حين شهدت بلدة حوارة وعدد من القرى الفلسطينية في محيط مدينة نابلس، هجمات غير مسبوقة من قبل مستوطنين إسرائيليين، أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة العشرات، وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب البلدة.
فيما لم تعلن السلطات الإسرائيلية اعتقال المستوطنين المسؤولين عن الهجمات في البلدات الفلسطينية، أو ملاحقتهم.
ومنذ بداية العام الجاري، قُتل 66 فلسطينياً برصاص إسرائيلي، بينهم 11 خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وردّاً على هذه الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أودى إجمالاً بحياة 12 إسرائيلياً منذ بداية 2023.
مقتل إسرائيلي
في سياق متصل تأتي تصريحات حسين الشيخ، في الوقت الذي أعلن فيه مستشفى "هداسا" بالقدس، وفاة إسرائيلي (27 عاماً)، متأثراً بجروح أصيب بها في وقت سابق من الإثنين، قرب أريحا شرقي الضفة الغربية.
قال المستشفى في بيان: "تم إجلاء الجريح مع استمرار عمليات الإنعاش القلبي في المستشفى، ولكن للأسف كان على الطاقم الطبي إعلان وفاته"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين وصلوا بسيارتهم إلى مفرق بيت عربة (قرب أريحا في طريق البحر الميت)، وفتحوا النار تجاه سيارة إسرائيلية، ما أسفر عن إصابة إسرائيلي (أعلنت وفاته لاحقاً). وأضاف في بيان على تويتر، أن المسلحين واصلوا طريقهم وفتحوا النار على سيارة إسرائيلية أخرى، دون وقوع إصابات.
أكد الجيش أن المسلحين فروا هاربين، فيما تقوم قواته بإجراء عمليات تمشيط في المنطقة وتنصب الحواجز ونقاط التفتيش.
في السياق، قالت القناة (12) الخاصة، إن المسلحين الفلسطينيين حاولوا تنفيذ 3 عمليات إطلاق نار في المنطقة ذاتها، على الطريق 90 شمال البحر الميت. وأوضحت أنهم أطلقوا النار بداية على سيارة وتمكنوا من إصابة إسرائيلي بداخلها بجروح خطيرة (الذي أعلنت وفاته)، واستمروا في طريقهم وأطلقوا النار على سيارة أخرى كانت تستقلها أسرة إسرائيلية وتمكنوا من إصابتها دون أن يلحق أذى بركابها.
فيما أطلق المسلحون النار على سيارة إسرائيلية ثالثة دون وقوع إصابات، قبل أن يترجلوا من سيارتهم ويضرموا فيها النيران ويفروا هاربين سيرا على الأقدام، بحسب المصدر ذاته.
من جانبها، قالت هيئة البث الرسمية، إن الجيش الإسرائيلي طوّق مدينة أريحا؛ في محاولة للقبض على المسلحين الذين يُعتقد أنهم فروا إليها. على الصعيد ذاته، نقل مراسل الأناضول في الضفة الغربية عن شهود عيان، أن السلطات الإسرائيلية أغلقت كافة مداخل مدينة أريحا شرقي الضفة، عقب العملية.
أضاف الشهود، أن عشرات المركبات احتُجزت ومُنعت من المرور من وإلى أريحا. وقالت مصادر في شرطة المعابر الحدودية الفلسطينية، لـ"الأناضول"، إن السلطات الإسرائيلية أغلقت معبر الكرامة الواصل بين الضفة الغربية والأردن أمام المسافرين.
فيما لم يعرف بعدُ ما إذا كان السبب تنفيذ العملية، كما لم يصدر بعدُ أي تعقيب إسرائيلي حول إغلاق المعبر حتى الساعة (18.30 ت.غ).