قالت الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023، إنها "تتوقع أن تحاكم إسرائيل المسؤولين عن أعمال العنف في بلدة حوارة" بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، وذلك في أعقاب تصعيد جديد شهدته الضفة، وتخلله هجوم واسع من المستوطنين على ممتلكات فلسطينيين.
جاء ذلك في تصريحات متلفزة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، نقلتها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، وقال برايس: "نتوقع أن تحاكم إسرائيل المسؤولين عن أعمال الشغب في حوارة، بالإضافة إلى دفع تعويضات عن الأضرار".
برايس أشار إلى أن واشنطن قلقة بشأن "أعمال العنف الأخيرة في إسرائيل والضفة الغربية"، وقال: "ندين القتل الصادم للشقيقين الإسرائيليين بالقرب من نابلس، ومقتل الإسرائيلي في أريحا (شرق الضفة)، الذي تبين أنه مواطن أمريكي، وندين العنف الواسع النطاق والعشوائي الذي يمارسه المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين".
من جانبه، قال سفير واشنطن لدى إسرائيل، توم نيدس، في تغريدة بحسابه على تويتر: "للأسف، أستطيع أن أؤكد مقتل مواطن أمريكي في إحدى الهجمات الإرهابية في الضفة الليلة".
كان قد قُتل إسرائيلي في وقت سابق من مساء الإثنين، 27 فبراير/شباط 2023، متأثراً بجراح خطيرة أصيب بها لدى إطلاق النار على سيارته قرب أريحا، فيما فرض الجيش الإسرائيلي حصاراً على المدينة في محاولة لاعتقال المنفذين.
سبق ذلك بيوم حدوث هجمات غير مسبوقة من قبل مستوطنين إسرائيليين، على بلدة حوارة وعدد من القرى الفلسطينية في محيط مدينة نابلس، وأسفرت عن وفاة فلسطيني وإصابة العشرات، وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات الفلسطينية، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار على سيارة كانا يستقلانها قرب البلدة.
من جانبها، لم تعلن السلطات الإسرائيلية اعتقال المستوطنين المسؤولين عن الهجمات في البلدات الفلسطينية، أو ملاحقتهم.
أثار التصعيد في الضفة شكوكاً في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تبني موقف متوازن بين واشنطن التي تضغط من أجل التوصل لحل وسط دائم، وبين حكومته التي تضم مستوطنين متشددين يطالبون باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجمات الفلسطينية.
أمتز أسا-إل، الزميل الباحث في معهد "شالوم هارتمان"، قال في تصريح أوردته وكالة رويترز، إن نتنياهو إذا لم يتمكن من السيطرة على أعمال العنف الآن، فسيتسبب ذلك في حدوث خلاف أكبر مع البيت الأبيض.
أضاف أمتز "إذا تكرر أي شيء على غرار الواقعة التي حدثت الليلة الماضية، فسيعطي ذلك واشنطن دافعاً للشك في أن نتنياهو عاجز عن التعامل مع الأمر، ومن ثم فسيتحدثون معه بوضوح شديد"، مضيفاً أن البيت الأبيض ضغط على الزعماء الإسرائيليين من قبل.
لفت أمتز أيضاً إلى أنه من مصلحة نتنياهو الآن إثبات أنه يسيطر على هذا النوع من عنف المستوطنين.
من جانبها، تتطلع السلطة الفلسطينية إلى أن تؤدي واشنطن دوراً في كبح جماح حكومة نتنياهو، بعد أن شعرت بالقلق منذ الانتخابات الإسرائيلية، في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، والتي فاز بها نتنياهو ليبدأ تشكيل حكومته الائتلافية مع حزبي القوة اليهودية والصهيونية الدينية.
في هذا السياق، قال المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه "على الإدارة الأمريكية الراعية لهذه الحكومة أن توقف كل هذا العنف وهذه الجرائم".
بدوره، توقع المحلل السياسي الفلسطيني جورج جقمان حدوث المزيد من العنف، قائلاً إن "المعركة الرئيسية ستكون مع المستوطنين"، وبحسب رويترز، فإن محللين إسرائيليين بدأوا في التساؤل عما إذا كان بإمكان نتنياهو الحفاظ على وحدة حكومته التي لم يمضِ على تشكيلها سوى ثمانية أسابيع فقط.
يُذكر أنه منذ بداية العالم الجاري، قتلت قوات الاحتلال 66 فلسطينياً، بينهم 11 خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، يوم الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023.
رداً على هذه الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أودى إجمالاً بحياة 14 إسرائيلياً منذ بداية 2023، بحسب إعلام عبري.