بينما اتجهت بعض الدول لحظر استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" في الجامعات والمدارس، أعلنت منظمة البكالوريا الدولية في بريطانيا أنها ستسمح للتلاميذ بالاستعانة ببرنامج ChatGPT في مقالاتهم، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 27 فبراير/شباط 2023.
حيث نقلت الصحيفة البريطانية عن مات غلانفيل، رئيس مبادئ وممارسات التقييم في البكالوريا الدولية، قوله: "إن الطلاب يمكنهم الاستعانة بالمقالات التي يكتبها البرنامج طالما أنهم لا يقدمونها على أنها من إنتاجهم".
الذكاء الاصطناعي "فرصة استثنائية"
يتقدم آلاف التلاميذ كل عام لاختبار البكالوريا الدولية في أكثر من 120 مدرسة بريطانية. وقال غلانفيل إنه يجدر بمسؤولي المدارس والتقييم أن يحتفوا بالبرنامج لا أن يخافوا منه؛ لأنه "يمثل فرصة استثنائية". وشبهه ببرامج التدقيق الإملائي وتطبيقات الترجمة.
كما أضاف المسؤول البريطاني: "الخط الواضح بين استخدام ChatGPT وتقديم عمل أصلي يشبه تماماً استخدام الأفكار المأخوذة من أشخاص آخرين أو الإنترنت. وكما يحدث مع أي اقتباس أو مادة مقتبسة من مصدر آخر، لا بد من تسجيلها في متن النص والإشارة إليها في قائمة المراجع. ومع ذلك، تواجه كتابة المقالات صعوبات بالغة بعد ظهور هذا البرنامج الجديد، ولا شك أن أهميتها ستقل بدرجة كبيرة في المستقبل".
غلانفيل قال أيضاً: "حين يتمكن الذكاء الاصطناعي من كتابة مقال بلمسة زر، فمن الضروري أن يتقن طلابنا مهارات مختلفة، مثل فهم إن كان المقال جيداً أو إن كان أغفل سياقاً معيناً، أو استخدم بيانات متحيزة أو إن كان ينقصه الإِبداع. وهذه المهارات ستكون أهم بكثير من كتابة مقال؛ لذا من الضروري أن تعكس مهام التقييم التي نحددها ذلك".
استعمال "ChatGPT" بشكل أخلاقي
قالت البكالوريا الدولية إنها عوضاً عن حظر البرنامج تماماً، مثلما فعلت بعض الولايات الأمريكية والهند والصين، ستتعاون مع المدارس حتى تتمكن من مساعدة الطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي.
حيث أوضح غلانفيل: "تقديم عمل أنشأه الذكاء الاصطناعي على أنه عمل من إنتاجهم تصرف أكاديمي غير مقبول وستكون له عواقب. ولكن ليس مثل حظر استخدامه. فمشكلة استعانة التلاميذ بشخص آخر ليكتب لهم المقالات من الأمور المألوفة".
كما أشار قائلاً: "يواجه المعلمون والبكالوريا الدولية منذ سنوات عديدة حالات مقالات مشتراة من الإنترنت، ومقالات يكتبها مدرسون خصوصيون أو حتى أحد أفراد الأسرة".
ترغب البكالوريا الدولية أيضاً في الاستفادة من الفرص التعليمية التي يقدمها برنامج ChatGPT، مثل تعليم المراهقين كيفية تقييم الذكاء الاصطناعي، وكيفية طرح الأسئلة الصحيحة عليه للحصول على الإجابة المطلوبة، وكيفية التعامل مع مشكلة بطريقة إبداعية عوضاً عن البحث عن إجابات بسيطة ومباشرة بإمكان برنامج ذكاء اصطناعي توليدها، وكيفية تحديد ومعالجة التحيز في العمل الذي ينتجه.
كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي
تقترح أن يطلب المعلمون من التلاميذ طرح سؤال على الذكاء الاصطناعي ثم تحديد نقاط ضعفه ومعرفة كيف يمكنهم تحسينه للخروج بإجابة ترضيهم.
إذ قال غلانفيل: "على الطلاب أن يفهموا أن الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" سيرث تحيز ونقاط ضعف مبرمجيه أو مادة المصدر في حالة أنظمة التعلم الذاتي. ولو تمكن برنامج ذكاء اصطناعي من الإجابة بشكل مقنع عن سؤال الامتحان بأسلوب طالب يبلغ من العمر 18 عاماً، فلماذا لا نستفيد من ذلك في التدريس والتعلُّم اليوم؟".
كما أضاف: "وفي النهاية، ما يعنيه الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل هو أننا سنقضي وقتاً أقل في تدريس آليات كتابة المقالات أو التواصل ووقتاً أكبر في فهم المشكلات ووصفها وتحليلها. وهذا شيء لنا أن نحتفي به لا أن نخاف منه".