قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد 26 فبراير/شباط 2023، إنه ما من خيار أمام بلاده سوى الأخذ في الاعتبار القدرات النووية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، واعتبر أن الغرب يريد "تصفية روسيا"، وأنه شريك غير مباشر في "جرائم" كييف.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية عن بوتين، الذي قال أيضاً إن حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة "يسعى إلى هزيمة روسيا"، التي تخوض حرباً في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2023.
أضاف بوتين أنه "في الظروف الحالية، عندما تعلن جميع الدول الكبيرة بحلف شمال الأطلسي أن هدفها الرئيسي هو تكبيدنا هزيمة استراتيجية، حتى يعاني شعبنا كما يقولون، كيف يمكننا أن نتجاهل قدراتهم النووية في مثل هذه الظروف؟".
بوتين اتهم الغرب بأن لديه هدفاً واحداً وهو "تقطيع أواصر الاتحاد السوفييتي السابق، والجزء الرئيسي فيه روسيا الاتحادية"، وقال إن "الغرب لا يمكنه أن يقبل روسيا فيما يسمى بأسرة الشعوب المتحضرة إلا على شكل أجزاء"، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".
في هذا الصدد، قال بوتين أيضاً إن "خطط الغرب لتقسيم روسيا موثقة على الورق، وإذا اتبعت روسيا المسار الذي يحلم به الغرب فقد يتغير مصير شعوبها بشكل كبير، ولن يتمكن الشعب الروسي كمجموعة إثنية من البقاء، وحدة الشعب الروسي هي الشرط الأساسي لكل انتصارات وإنجازات البلاد".
في سياق متصل، اعتبر بوتين أن تقديم "الناتو" شحنات من الأسلحة إلى القوات الأوكرانية يُعد مشاركة في الصراع، مضيفاً: "انضم أتباع أمريكا إلى الصراع ضد روسيا، لكنهم يدركون أنانية نوايا واشنطن".
كان بوتين قد أبدى عزمه، نهاية الأسبوع الماضي، مواصلة القتال في أوكرانيا حليفة أمريكا وأوروبا، ووعد الرئيس الروسي بزيادة الإنتاج الصناعي العسكري من أجل الاستجابة لحاجات القوات الروسية في أوكرانيا.
بوتين كان يتحدث عشية الذكرى السنوية الأولى لبدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقال إن "جيشاً وبحرية عصريين وفعالين هما ضمانة لأمن بلد وسيادته، ضمانة لنموه المستقر ومستقبله"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يأتي هذا فيما يتصاعد القتال ميدانياً بين القوات الروسية والأوكرانية في مناطق عدة بأوكرانيا، وتوعدت موسكو وكييف بعضهما بالعمل على تحقيق النصر في الحرب الطاحنة.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كان قد تعهد الجمعة 24 فبراير/شباط 2023، بأن بلاده "ستفعل كل شيء من أجل تحقيق النصر هذه السنة"، وفي موسكو، أعلن الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف أيضاً أن موسكو "ستنتصر" في أوكرانيا، مؤكداً أن بلاده على استعداد للمضي حتى حدود بولندا.
يُذكر أن روسيا أطلقت، في 24 فبراير/شباط 2022، هجوماً على أوكرانيا تبعته ردود فعل دولية غاضبة، وتشترط موسكو لإنهائه تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى أي كيانات عسكرية، والتزام الحياد، ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".