استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بجروح وحالات اختناق، الأحد 26 فبراير/شباط 2023، وتعرض عدد من المنازل والسيارات للاحتراق، جراء اعتداءات واسعة من مستوطنين إسرائيليين استهدفت قرى حوارة وبورين وقريوت، جنوب نابلس في الضفة الغربية.
حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "استشهاد سامح حمد الله محمود أقطش (37 عاماً)، متأثراً بجروح بالغة، أصيب بها بالرصاص الحي في البطن، جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على بلدة زعترة، المحاذية لبلدة حوارة جنوبي نابلس.
كما قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان آخر إن "إصابة خطيرة بحجر في الرأس أدت لكسر في الجمجمة، وصلت إلى مركز طوارئ حوارة الحكومي جراء اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين".
وأضافت الوزارة أن "20 حالة اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والدخان الناتج عن أعمال الحرق، وإصابة طفيفة بقضيب معدني في الوجه، وصلت إلى المركز الطبي وحالتهم مستقرة".
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن "98 فلسطينياً أصيبوا في بلدة حوارة، بينهم شخص تعرض للطعن بسكاكين، وآخر بجروح بسبب ضربه بقطعة حديد".
وأضافت الجمعية أن "95 فلسطينياً أصيبوا بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، كما أعاق الجيش الإسرائيلي عمل الطواقم الطبية، وجرى الاعتداء على 3 مركبات إسعاف".
وأفاد مراسل الأناضول نقلاً عن شهود عيان، أن عشرات المستوطنين وبحماية من الجيش الإسرائيلي اقتحموا بلدة حوارة من ناحية دوار سلمان الفارس القريب من مستوطنة "يتسهار"، ومن ناحية حاجز زعترة العسكري.
وأضاف أن المستوطنين أحرقوا عدداً من المنازل والسيارات والممتلكات، على أطراف البلدة.
بدوره، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس في بيان صحفي، إن اعتداءات المستوطنين في حوارة طالت الفلسطينيين ومنازلهم، وعدداً من المركبات.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اشتعال النيران في عدد من المنازل، وفي معرض للسيارات.
من جانبها، أدانت رئاسة السلطة الفلسطينية "الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حوارة وبورين وعينبوس وغيرها من المناطق".
وأكدت الرئاسة أن "هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة".
وحملت الرئاسة الفلسطينية "المسؤولية الكاملة عن هذا الإرهاب للحكومة الاسرائيلية وهي ترجمة لمواقف بعض الوزراء في هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة".
فيما حذرت حركة "حماس"، إسرائيل "من مغبّة وتداعيات إطلاق يد المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
ودعت الحركة، في بيان لها، الفلسطينيين في الضفة إلى "هبّة تضامنية عاجلة وتشكيل حالة إسناد ودعم، تحمي بيوت المواطنين وممتلكاتهم وتتصدّى للمستوطنين".
وفي وقت سابق، الأحد، قتل إسرائيليان، بعد إطلاق النار على سيارة كانا يستقلانها قرب بلدة حوارة شمالي الضفة الغربية، ومنذ بداية العام الجاري، قُتل ما يزيد عن 60 فلسطينياً برصاص إسرائيلي، بينهم 11 خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، الأربعاء.
جاءت هذه الأحداث بعد ساعات من انتهاء اللقاء "الأمني السياسي" الذي عُقد في مدينة العقبة الأردنية، وأكد بيانه الختامي تأكيد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي "التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما"، وضرورة "الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف".