قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الخميس 23 فبراير/شباط 2023، إن أحد المسعفين الفلسطينيين الذين يعملون في مستشفى النجاح بنابلس في الضفة الغربية، فوجئ بجثة والده ضمن ضحايا المداهمة العسكرية القاتلة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على مدينة نابلس صباح الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023.
كان عبد الهادي (61 عاماً)، والد المسعف الفلسطيني إلياس الأشقر، من بين 11 فلسطينياً قتلتهم القوات الإسرائيلية خلال مداهمة المدينة الواقعة بالضفة الغربية المحتلة والتي استمرت أربع ساعات.
اقرأ أيضاً
مسعف فلسطيني يجد جثمان والده
صرخ الممرض إلياس الأشقر: "هذا والدي!"، وهو يتعرف على الملامح المألوفة للوجه الملطخ بالدماء للرجل الذي فشل هو وفريقه الطبي في إنقاذه.
قال أحمد الأسود، رئيس قسم العناية المركزة للقلب والصديق المقرب لـ"الأشقر"، لموقع Middle East Eye البريطاني: "ذهبت أنا وإلياس إلى غرفة الطوارئ وحاولنا إنعاش اثنين من الجرحى دون النظر إلى وجوههم. في هذه المواقف، نحن نهتم فقط بمساعدة المريض بأسرع ما يمكن". وأضاف: "عندما فشلت كل المحاولات وأعلن وقت الوفاة، نظر إلياس إلى وجه الرجل وصرخ منادياً إياي بملء رئتيه وقال: هذا والدي!".
شعر الفريق الطبي بصدمة إلياس، ورفع "الأسود" هوية عبد الهادي الأشقر في وجه صديقه وسأل: "هل أنت متأكد من أن هذا والدك؟". قال إلياس: "نعم"، ليخيم بعدها صمت رهيب على غرفة الطوارئ.
كان عبد الهادي الأشقر في السوق الشرقية لمدينة نابلس عندما اقتحمت أكثر من 60 آلية عسكرية إسرائيليةً المدينة في وقت متأخر من صباح الأربعاء. أُصيب بشظية في القلب.
في وقت سابق من ذلك اليوم، كانت السوق الشرقية للمدينة القديمة يمارس نشاطه المعتاد في أوقات الذروة.
لم يتوقع أحد في السوق أن تتحول المنطقة، التي تحيا بأصوات البائعين والمشترين الذين يساومون على الأسعار، إلى ساحة معركة.
اقرأ أيضاً
الاحتلال يقتحم نابلس
في نحو الساعة العاشرة صباحاً، دخلت القوات الخاصة الإسرائيلية السرية -بعضها في ملابس مدنية، والبعض الآخر متنكراً في زي رجال الدين أو بملابس نسائية- إلى السوق حاملين لفافات كبيرة من السجاد أخفوا فيها أسلحتهم، وتوجهوا إلى مسجد الصلاحي الكبير، وفقاً لروايات شهود عيان.
بعد فترة وجيزة، قال شهود عيان إن القوات الخاصة غادرت المسجد وتوجهت بأسلحتها باتجاه مبنى سكني مجاور أفادت التقارير بأنه يؤوي مقاتلين فلسطينيين. وسرعان ما حاصرت تلك القوات، التي انضمت إليها تعزيزات عسكرية كبيرة، المبنى وأطلقت صواريخ باتجاهه، فيما شوهد قناصة إسرائيليون متمركزون في محيطه.
استشهاد ستة فلسطينيين
من جانبها قتلت القوات الإسرائيلية ستة مقاتلين من الجماعات المسلحة المحلية، وضمن ذلك من عرين الأسود، وكذلك صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً، وثلاثة رجال مسنين.
فور ورود أنباء المداهمة، أرسل مدير الاستجابة للطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس، أحمد جبريل، سيارات إسعاف على الفور إلى المنطقة. لكنهم وجدوها تحت الحصار، حيث أغلق الجيش الإسرائيلي جميع المنافذ.
قال جبريل إن القوات الإسرائيلية منعت فريقاً من الوصول وإجلاء طفل يعاني من مرض في القلب. واستهدف الجيش الإسرائيلي سيارات الإسعاف بالغاز المسيل للدموع، مما زاد من صعوبة إجلاء الجرحى الذين تمكنوا من الوصول إليهم.
فيما أُصيبَ ما لا يقل عن 102 فلسطيني، من بينهم ثلاثة صحفيين، وأصيب 82 آخرون بأعيرة نارية.