عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سلسلة من الاجتماعات السرية رفيعة المستوى مع كبار مسؤولي الجيش، وذلك بهدف رفع درجة الاستعداد للمواجهة المحتملة مع إيران، وفق ما ذكرته صحيفة Times of Israel الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023.
فيما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الأسابيع الأخيرة شهدت عقد رئيس الوزراء خمسة اجتماعات مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، ورئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس استخبارات الجيش أهارون هاليفا؛ لمناقشة مستوى الجاهزية للهجوم المحتمل على برنامج إيران النووي.
لم تنسب القناة معلوماتها إلى أي مصدر، لكنها تضمنت بعض تفاصيل المناقشات. وربما يكون التقرير نفسه مصمماً بغرض التعبير عن جدية تهديدات إسرائيل باللجوء إلى التحرك العسكري، وذلك من أجل وقف مساعي إيران المشتبه بها لامتلاك سلاحٍ نووي، وهو الأمر الذي وصفه نتنياهو بأنه يمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل، على حد تعبير الصحيفة.
إسرائيل "ستتحرك وحدها" ضد إيران
إذ قال التقرير إن الاجتماعات تمخضت عن نتيجةٍ فحواها أن إسرائيل ستتحرك بمفردها، في حال لم يتدخل المجتمع الدولي. وقد جرت مشاركة تلك النتيجة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
بينما شدّد نتنياهو على موقفه الثلاثاء 21 فبراير/شباط، قائلاً إنه يجب على المجتمع الدولي الوفاء بوعود التصدي لطموحات إيران النووية، مع تهديدات جادة بالتحرك العسكري أو إرسال قاذفات القنابل فعلياً.
بينما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأحد 19 فبراير/شباط، إنها تجري محادثات مع إيران، بعد صدور تقرير يُشير إلى بدء البلاد في تخصيب اليورانيوم بنسبة 84%.
يُذكر أن هذه النسبة تقع على بُعد خطوةٍ صغيرة من التخصيب بنسبة 90%، وهو المستوى اللازم لتصنيع مواد صالحة للاستخدام في الأغراض العسكرية.
فيما نفى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمال أفندي، تلك التقارير يوم الإثنين 20 فبراير/شباط، وقال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الحكومية: "لمْ نحاول تخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز الـ60% مطلقاً حتى الآن. ووجود جزيئات تزيد نسبة تخصيبها على 60% لا يعني أننا ننتج اليورانيوم المخصب بنسبة تتجاوز الـ60%".
اتهامات تل أبيب لطهران
من ناحيته، أعلن غالانت الثلاثاء، أن إسرائيل لن تسمح للجمهورية الإسلامية باجتياز "الخط الأحمر" وتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز الـ90%. وقال في مؤتمرٍ صحفي بالقدس: "تواجه إسرائيل سوريا، وحزب الله، وإيران، والإرهاب الفلسطيني في ساحةٍ متعددة الجبهات. ولا بد أن يعود التهديد الإيراني إلى رأس قائمة الأولويات العالمية".
كما أضاف: "أصبحت إيران أقرب لتصنيع سلاحٍ نووي من أي وقتٍ مضى، وأوشكت على تجاوز الخط الأحمر. ولن نسمح بحدوث ذلك، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة. فواجبنا هو الدفاع عن دولة إسرائيل وعن الشعب اليهودي".
بينما تحدث نتنياهو عن حزب الله كما فعل غالانت. إذ حذَّر حزبَ الله وحركةَ حماس في غزة من الخطأ في تفسير غياب الاستقرار السياسي الداخلي بإسرائيل، وتصوُّر أنه ينمُّ عن ضعفٍ عسكري. كما حذَّر من أن جيش الاحتلال سيردُّ "بصورةٍ غير متناسبة" في حال استفزاز حزب الله للدولة اليهودية.
يُذكر أن إسرائيل كانت قريبةً من قصف المنشآت النووية الإيرانية في عدة مناسبات، وذلك تحت إدارة حكومات نتنياهو السابقة.
حيث قال رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك، إن نتنياهو ألغى خطتين لقصف إيران عامي 2010 و2011، بعد أن أقنعه رئيس أركان جيش الاحتلال وبقية الوزراء بذلك.
كما تحدث باراك عن خطط مماثلة لقصفٍ مشابه في عام 2012 أيضاً. لكن العملية أُلغِيَت بسبب إجراء إسرائيل تدريباً عسكرياً مع الولايات المتحدة في تلك الفترة، لأن نتنياهو لم يرد جر الجيش الأمريكي إلى حربٍ مع إيران.