تواصل المساعدات الإغاثية من دول عربية التدفق إلى تركيا التي تواجه تداعيات الزلزال المدمّر الذي ضربها في 6 فبراير/شباط 2023، وراح ضحيته أكثر من 43 ألفاً، ومئات آلاف المصابين والنازحين، فيما غادر فريق البحث والإنقاذ السعودي عائداً إلى بلاده بعد مشاركته في الجهود التي أثمرت انتشال ناجين واستمرت أكثر من أسبوعين.
حيث أعلنت مصر، الخميس 23 فبراير/شباط 2023، "إقلاع طائرتي نقل عسكريتين من قاعدة شرق القاهرة الجوية نحو تركيا، محمّلتين بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية التي تشمل الأدوية والمستلزمات الطبية".
وفي بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش المصري العقيد غريب عبد الحافظ، أشار فيه إلى أن هاتين الطائرتين تأتيان "تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، باستمرار إرسال مساعدات إنسانية إغاثية؛ تضامناً مع الشعب التركي.
وقدَّمت المساعدات "وزارة الدفاع ووزارة الصحة والسكان؛ للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين"، وفق عبد الحافظ.
كما أفاد عبد الحافظ بـ"وصول سفينة الإمداد المصرية التابعة للقوات البحرية إلى سوريا وتركيا، محمَّلة بمساعدات إغاثية".
وتأتي الطائرتان غداة رسو السفينة "حلايب" التابعة للقوات البحرية المصرية، في ميناء مرسين الدولي جنوبي تركيا محملةً بـ650 طناً من المساعدات الإنسانية.
وعقب الزلزال أجرى السيسي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعرب خلاله عن التعازي والتضامن إثر الكارثة.
وفي 8 فبراير/شباط الجاري، أعلن الجيش المصري تسيير 5 طائرات نقل عسكرية محمّلة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى تركيا وسوريا.
مساعدات مستمرة من الكويت
في السياق ذاته، قالت سفارة أنقرة في الكويت، إنها تواصل تقديم المساعدات العينية التي جمعتها في إطار حملة أطلقتها لصالح المتضررين من الزلزال في تركيا.
وأوضحت السفارة في بيان على تويتر، الخميس، أن طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية التركية غادرت الكويت مساء الأربعاء، محملة بـ100 طن من المساعدات.
وذكرت أن المساعدات تشمل خياماً وبطانيات وأكياس نوم ومولدات كهرباء ومدافئ، معربة عن شكرها لمواطنيها وللأصدقاء في الكويت على دعمهم تركيا خلال الزلزال.
وأضافت: "حتى الآن تم جمع مئات الأطنان من المواد الإغاثية ضمن حملة المساعدات العينية التي أطلقتها السفارة التركية في الكويت وحظيت باهتمام كبير".
وتابعت: "تم إرسال ما مجموعه 177 طناً من المواد الإغاثية في رحلات جوية مختلفة، وإن المساعدات المتبقية سيتم إرسالها على فترات زمنية مختلفة".
يشار إلى أن الكويت نفذت أنشطة إغاثية وإنسانية عاجلة عقب الزلزال، بمشاركة حكومية وغير حكومية من منظمات وجمعيات وشركات خاصة وأفراد.
الوفد السعودي يغادر
وغادر فريق البحث والإنقاذ السعودي تركيا، الخميس، عائداً إلى بلاده بعد مشاركته في عمليات إغاثة المتضررين من كارثة الزلزال.
وقال مراسل الأناضول إن الفريق التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، غادر مطار ولاية شانلي أورفة متجهاً إلى المملكة، مشيراً إلى أن الفريق يضم 150 فرداً، بينهم 95 خبيراً في مجال البحث والإنقاذ، و55 موظفاً طبياً.
فيما أكد منسق وزارة الخارجية التركية المعنيّ بالمساعدات الإنسانية الدولية في شانلي أورفة، السفير مصطفى توركر أري، أن الفريق السعودي ساهم في عمليات النجدة بـ3 ولايات.
وتقدم أري، خلال تصريحات للصحفيين في المطار، بالشكر إلى جميع أفراد الفريق السعودي.
من جهته، قال مدير إدارة الإغاثة العاجلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فهد العصيمي، إن الفريق السعودي جاء إلى تركيا بعد استكمال تحضيراته خلال فترة وجيزة.
وأشار العصيمي إلى أن الفريق يعود إلى بلاده بعد انتهاء مهمته في مناطق الزلزال، لكن المساعدات والتعاون مع الجانب التركي سيتواصلان.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالٌ بقوة 7.7 درجات، وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجات وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف وخلّف دماراً ضخماً في البلدين.
ومنذ وقوع الزلزال، أعلنت 16 دولة عربية رسمياً إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، هي: السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، مصر، لبنان، الجزائر، الأردن، البحرين، ليبيا، تونس، فلسطين، العراق، موريتانيا، السودان، سلطنة عمان.