رغم خسارته لزَوجته وطفلته في الزلزال الذي ضرب الشمال السوري وتسبب في وفاة الآلاف، يصر الممرض السوري عبد الباسط خليل، على إكمال مهمته الإنسانية والبقاء على رأس عمله، حسبما جاء في مقطع فيديو نشرته مديرية صحة إدلب، الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023.
في الفيديو أكّد خليل، الذي يشتغل فنيَّ تخدير في مشفى حارم العام بمحافظة إدلب، إنّه كان في المستشفى لحظة وقوع الزلزال، وإنه خرج لرؤية منزله الذي يطل على المشفى، إلا أنّ المبنى كان قد تدمّر، بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة فجر 6 فبراير/شباط.
كما قال: "ذهبت إلى المبنى الذي كانت تقطنه أسرتي لكنّني لم أسمع أي صوت، ولم يكن باستطاعتي أن أفعل أي شيء"، وأضاف: "على الفور عدت إلى المشفى من جديد؛ لتقديم الإسعافات الأوليّة للمصابين".
بحسب الفيديو الذي حظي بتعاطف واسع بين المتابعين، عبّر الممرض السوري عن أمله أن تكون زوجته وطفلته بين المصابين لكي ينقذهما، لكن الحقيقة كانت أكبر من ذلك.
أكمل حديثه قائلاً: "في كل مرة، عندما يخفّ الضغط على المستشفى، كنت أتوجّه للمبنى لكن دون جدوى".
فيما كشف الممرض السوري أنه بعد 3 أيام من حدوث الزلزال في الشمال السوري استطاع انتشال جثة زوجته وطفلته، ودفنهما ليعود بعدها للمستشفى على رأس عمله لإنقاذ الأرواح.
أكّد عبد الباسط خليل أنه ليس بإمكانه ترك المستشفى؛ لحاجة المرضى له في قسم العمليات الجراحية، ولكونه الممرض الوحيد الذي يعمل في التخدير. وقال: "شعرت بخوف من أن يلومني ضميري وتعذّبني نفسي في حال تركت المستشفى".
بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال السادس من فبراير/شباط في الشمال السوري إلى قرابة ستة آلاف وسبعمئة وخمسين شخصاً. وأكد المرصد أن المئات لا يزالون بحالة حرجة.