اتهم القضاء الأمريكي "مهندس" الحرب على المخدرات في المكسيك بالفساد وتهريب الكوكايين إلى الولايات المتحدة، بعد أن ثبت تلقيه رشاوى قُدرت بملايين الدولارات على مدى سنوات من أباطرة المخدرات في المكسيك، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء 22 فبراير/شباط 2023.
الوكالة أوضحت أن القضاء الأمريكي أدان، الثلاثاء 21 فبراير/شباط، الوزير المكسيكي السابق، خينارو غارسيا لونا، الذي عرف في بلده من قبل بجهوده في مكافحة المخدرات، بالفساد وتهريب الكوكايين بين المكسيك والولايات المتحدة؛ حيث يمكن أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
إدانة الوزير المكسيكي السابق
بعد مداولات استمرت أياماً ومحاكمة استغرقت شهراً واحداً، وجد المحلفون الـ12 في محكمة بروكلين أن وزير الأمن العام السابق في عهد الرئيس السابق فيليبي كالديرون (2006-2012) مذنب في خمس تهم، بما في ذلك تلقي ملايين الدولارات لحماية كارتل سينالوا وبالمشاركة في الاتجار بـ53 طناً على الأقل من الكوكايين من المكسيك إلى الولايات المتحدة بين 2001 و2012.
بينما التزم الوزير السابق طوال مدة محاكمته الصمت، وقال المدعي العام الفيدرالي في بروكلين، بريون بيس، في بيان، إن غارسيا لونا أصبح الآن "مجرماً مُداناً". وسيصدر الحكم الذي قد يصل إلى السجن مدى الحياة، في 27 حزيران/يونيو مبدئياً.
كما أضاف المدعي العام أن "غارسيا لونا الذي كان في أحد الأيام على رأس سلطات إنفاذ القانون في بلاده سيعيش الآن بقية حياته كخائن لبلده ولأجهزة إنفاذ القانون المتفانية التي يخاطر أفرادها بحياتهم لتفكيك كارتلات المخدرات".
في أول رد فعل في المكسيك بعد إدانة الوزير السابق، كتب المتحدث باسم الرئاسة الحالية خيسوس راميريس في تغريدة على تويتر: "تحققت العدالة".
يعتبر غارسيا لونا هو أكبر مسؤول مكسيكي يحاكم أمام القضاء الأمريكي في نيويورك في الحرب ضد عصابات تهريب المخدرات في أمريكا الوسطى والجنوبية التي تستغل تواطؤ وزراء محليين لإغراق سوق أمريكا الشمالية.
تداعيات المحاكمة
قبل أن يصبح وزيراً كان غارسيا لونا المهندس الميكانيكي، بين 2001 و2005، شرطياً ثم رئيس وكالة الاستخبارات لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة، وغادر غارسيا لونا بلاده إلى الولايات المتحدة بعد تركه منصبه.
بينما قال إيوان غريللو، وهو كاتب بريطاني مقيم في المكسيك وخبير في عالم الجريمة الخفي في المكسيك، لـ"بي بي سي نيوز"، إن الإدانة لها "تداعيات كبيرة" على حرب حكومتي الولايات المتحدة والمكسيك ضد الفساد والجريمة المنظمة.
أضاف غريللو أن هذا الحكم "قد يشجع ذلك المدعين على متابعة قضايا أخرى". "لقد خاطر (المدعون) بشكل معين بعدم وجود أدلة مادية، وجاءت الإدانة بناء على شهادة من تجار المخدرات".
كما أوضح أن إدانة غارسيا لونا يمكن أن تساعد أيضاً في إثناء المسؤولين في البلاد (عن مواصلة العمل)؛ خوفاً من المحاكمة بتهمة "الفساد العلني"، وقال: "إذا كنت عميلاً مكسيكياً، فسوف تفكر في مقدار تعريض نفسك للإدانة من جانب الأمريكيين".