تتواصل الملحمة العربية الرسمية والشعبية لتقديم المساندة للشعبين التركي والسوري جراء الزلزال الذي ضرب البلدين، وذلك لليوم الخامس عشر على التوالي، بجانب استمرار انتفاضة الجاليات العربية داخل تركيا وخارجها في تقديم الدعم المادي والإغاثي لمساعدة المتضررين من الزلزال المدمر، الذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف.
إذ أعلنت البحرين، مساء الثلاثاء، 21 فبراير/شباط 2023، تسيير أولى رحلات جسرها الإغاثي لتركيا، تنفيذاً لتوجيهات عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
جاء ذلك بحسب ما أفادت وكالة الأنباء البحرينية (بنا)، تزامناً مع تواصل الجهود العربية والعالمية لدعم متضرري الزلزال بتركيا وسوريا، لافتة إلى أن "قوة دفاع البحرين قامت بتسيير أولى رحلاتها الإنسانية الإغاثية عبر طائرات سلاح الجو الملكي البحريني إلى تركيا".
وتحمل الطائرة الإغاثية "55.7 طن من مواد الإغاثة والأجهزة الطبية وخيم الإيواء والمساعدات الغذائية واللوجستية"، وفق الوكالة، مشيرة إلى أن الجسر الجوي البحريني، سيستمر بإرسال المساعدات عبر الرحلات الجوية على مدى عدة أيام.
وتأتي تلك المساعدات "تنفيذاً لتوجيهات عاهل البحرين بالتنسيق مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لتسليمها وتوزيعها على المتضررين والمنكوبين والضحايا في كل من سوريا وتركيا، جراء الزلزال المدمر"، بحسب المصدر ذاته.
وأعلنت أكثر من 16 دولة عربية، بينها مصر والسعودية وقطر والإمارات والكويت، إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة وإرسال فرق بحث وإنقاذ لدعم المنكوبين في تركيا وسوريا.
وفي 6 فبراير/شباط ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجة، والثاني 7.6 درجة، تبعته آلاف الهزات الارتدادية العنيفة؛ ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
الأردن يرسل طائرة مساعدات
ومن المنامة إلى عمّان، أرسل الأردن، طائرة مساعدات محملة بالمواد الإغاثية لمساعدة متضرري الزلزال في تركيا.
وذكرت الخارجية الأردنية في بيان أن "الطائرة التي وصلت كهرمان مرعش حملت 12 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية للمتضررين من الزلازل".
إلى ذلك، قال سفير أنقرة بعمان أردام أوزان: "تمكنا من جمع 33.6 طن من الاحتياجات الأساسية كالملابس والأغطية ومولدات كهرباء، أضفناها لحمولة الهيئة الخيرية الهاشمية".
وأوضح أوزان: "منذ اللحظة الأولى لوقوع الكارثة في بلادنا، أعلنا عن حملة للتبرع بالمساعدات العينية لأهالينا بمناطق الزلزال، بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية بالأردن".
وتابع السفير: "نحن مستمرون بحملتنا ما دامت الحاجة تستدعي ذلك"، مقدماً شكره للأردن قيادة وحكومة وشعباً على وقفتهم مع تركيا.
والمؤسسات التركية التي شاركت بجمع المساعدات بالأردن هي وكالة التعاون والتنسيق "تيكا" ومؤسسة وقف المعارف ومعهد يونس إمرة، بإشراف مباشر من سفارة أنقرة بعمان.
ومنذ اليوم الثاني لوقوع الزلزال، أرسل الأردن إلى تركيا وسوريا 12 طائرة و28 شاحنة إغاثية و10 سيارات إسعاف، إضافة إلى البدء بنقل 10 آلاف خيمة.
سفينة مساعدات ليبية
كما وصل إلى إسطنبول فريق إغاثة وطوارئ تابع للهلال الأحمر الليبي على متن سفينة تنقل مساعدات إنسانية لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا قبل أسبوعين.
ووفق الهلال الأحمر الليبي، في بيان الثلاثاء "وصل الإثنين، إلى ميناء إسطنبول البحري فريق الإغاثة والطوارئ على متن سفينة تنقل شحنة من المساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، وكان في الاستقبال الهلال الأحمر التركي".
البيان أوضح أن "السفينة وصلت بعد رحلة استمرت لثلاثة أيام، لتقديم تلك المساعدات لإخواننا في سوريا وتركيا وما زال عمل فريقنا متواصلاً".
وبالتزامن مع وصول السفينة عاد الفريق الفني الليبي من تركيا بعد مشاركته في عمليات إنقاذ محاصرين تحت الأنقاض وانتشال جثث ضحايا.
والأحد، أرسلت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إلى تركيا طائرة ثالثة محملة بـ15 طناً من المساعدات الإنسانية، وفق تصريح السفير التركي بطرابلس كنان يلماز للأناضول من مطار معيتيقة الدولي.
كما تعهَّدت الحكومة الليبية بإرسال 50 مليون دولار كمساعدات نقدية.
الجاليات العربية
يأتي ذلك، فيما تستمر مساهمات الجاليات العربية، وأغلب منظمات المجتمع العربي بمختلف أسمائها وهيئاتها، في أعمال إغاثة المنكوبين بالزلازل التي ضربت جنوبي تركيا وامتد إلى شمالي سوريا.
إذ أعلن أفراد من الجالية المغربية، الثلاثاء 21 فبراير/شباط، جمع تبرعات بأكثر من مليون ليرة تركية (نحو 53 ألف دولار) من مغاربة يقيمون في تركيا وخارجها لمساعدة المتضررين من الزلزال في جنوبي البلاد.
القائمون على حملة جمع التبرعات، قالوا في بيان، إنه "تعبيراً عن التضامن مع تركيا في مواجهة تداعيات الزلازل، جمع أفراد من الجالية المغربية في تركيا وخارجها، أكثر من مليون ليرة".
البيان أضاف أنه "سيتم إرسال هذا الدعم عبر تسيير قافلة مساعدات إنسانية خلال هذا الأسبوع، إلى مركز الزلزال في ولاية كهرمان مرعش"، مشيراً إلى أن إرسال قافلة المساعدات سيتم بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) ومديرية إدارة الهجرة التركية.
واعتبر القائمون على الحملة، أن "المبادرة تهدف للتخفيف من معاناة المتضررين، والتعبير عن وقوف الجالية المغربية مع تركيا في هذه المحنة الصعبة".
الجالية اليمنية
كما أعلن يمنيون مقيمون في تركيا أن حملتهم التي شكَّلتها الجالية اليمنية في تركيا، بالتعاون مع سفارة بلادهم بأنقرة، جمعت 17 مليون ليرة تركية (نحو 900 ألف دولار)، كمساهمة رمزية.
وفي 18 فبراير/شباط الجاري، قدمت الحملة قافلة إغاثية مكونة من 10 شاحنات تحمل مواد غذائية وطبية وإيوائية، انطلقت من إسطنبول إلى المناطق المتضررة جنوبي تركيا.
وارتفعت حصيلة الوفيات جراء الزلزال المدمر جنوبي تركيا إلى 42 ألفاً و310 أشخاص، بحسب ما أعلنته رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) الثلاثاء.
ووفقاً لبيانات نشرتها "آفاد"، فإن 7 آلاف و184 هزة ارتدادية وقعت عقب الزلزال المزدوج الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش قبل أسبوعين.
وتضررت 11 ولاية تركية من الزلزال، وهي كهرمان مرعش وغازي عنتاب وشانلي أورفة وديار بكر وأضنة وأدي يامان وعثمانية وهطاي وكليس، وملاطية وألازيغ.