كشفت مجلة Popular Mechanics الأمريكية في تقرير نشرته الجمعة 17 فبراير/شباط 2023 أن صوراً على الإنترنت ظهرت لطائرة بدون طيار مدنية، سقطت وهي تحمل قذيفة مدفع بحرية، قيل إنَّ اوكرانيا أسقطتها في إقليم خيرسون الجنوبي. ويبدو جسم الطائرة سليماً؛ مما يعني أنها ربما تكون قد تعطّلت أو تعرّضت للخطف أو اضطرت للهبوط بعد فقد رابط القيادة الخاص بها.
هذه الطائرة الهجينة ذات الإقلاع أو الهبوط العمودي تم طلاؤها باللون البرتقالي الساطع، ويبدو أنها من طراز Mugin-4 التي تبيعها شركة Mugin UAV، ومقرها في شيامن بمقاطعة فوجيان الصينية. ويتضح أنَّ كاميرات الطائرات بدون طيار التي تنتجها الشركة قد خضعت لتعديلات، وقد سبق لأوكرانيا استخدامها ضد القوات الروسية، ولكن يبدو من هذه الواقعة أن روسيا كذلك قد قامت بشراء هذا النوع من الطائرات بدون طيار من الصين لمواجهة القوات الأوكرانية كذلك.
كُتِبَت عبارة "من أجل سيفاستوبول" على القذيفة؛ مما يشير إلى مهمة للانتقام من الغارات الأوكرانية على منشآت عسكرية روسية على ميناء القرم شُنَت باستخدام الطائرات بدون طيار من الطراز نفسه.
هجوم على القوات الروسية
وقعت أشهر هذه الهجمات في يوليو/تموز 2022، حين نجت طائرة بدون طيار من طراز Mugin-5 Pro من عاصفة من نيران المدافع المضادة للطائرات لتصطدم بمقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول؛ مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص وإلغاء الاحتفال بيوم البحرية.
يمكن شراء هذه الطائرات بدون طيار بسهولة عبر منصة التسوق الصينية الضخمة على الإنترنت AliExpress، المملوكة لمجموعة علي بابا؛ لذلك أُطلِق عليها اسم "طائرات علي بابا بدون طيار".
من جانبها صرّحت الشركة المصنعة Mugin UAV بأنها تدين تسليح طائرتها المُسيَّرة ولا تسمح بالبيع المباشر لأوكرانيا ولا روسيا. لكن من الواضح أنَّ كلا البلدين يحصلان على الطائرات بدون طيار بأسعار معقولة عبر وكلاء أو مانحين مدنيين أو أطراف ثالثة أخرى.
في الواقع، أكثر الطائرات المدنية التي يشيع استخدامها بين القوات الروسية والأوكرانية هي طائرات كوادكوبتر التي صنّعتها الشركة الصينية DJI، وخاصة طائرات Mavic والطائرات بدون طيار ذات الكاميرات الأكبر حجماً. وتعد هذه الطائرات الصغيرة بدون طيار مفيدة للغاية في الحصول على أهداف لضربات المدفعية، لكن يمكن أيضاً الارتجال وتعديلها لحمل القنابل اليدوية أو قذائف الهاون، التي يمكن إسقاطها بدقة مذهلة. كما تشهد طائرات السباق بدون طيار ذات كاميرات منظور الشخص الأول، التي تنتجها شركة DJI، استخداماً متزايداً في هجمات الكاميكازي بعد تعديلها.
حظر صيني على تصدير الطائرات المسيرة لروسيا وأوكرانيا
على الرغم من الحظر الصيني على تصدير الطائرات بدون طيار مباشرة إلى أوكرانيا وروسيا، فقد شق الآلاف منها طريقه إلى هناك من خلال مانحين من أطراف ثالثة. وعمل الجنود من كلا الجانبين أيضاً على كسر حماية الطائرات المدنية بدون طيار للتغلب على نقاط الضعف بسبب برامج الأمان.
تتميز الطائرات بدون طيار كوادكوبتر بأنها متعددة الاستخدامات، وتحديداً بفضل قدراتها للإقلاع أو الهبوط العمودي؛ مما يلغي الحاجة إلى استخدام مقلاع أو مدرج. لكن وضع الطيران هذا غير فعّال أكثر بكثير من الطائرات بدون طيار ثابتة الجناحين من حيث المدى والسرعة؛ مما يحد من مدى وصولها.
في حين تتغلب الطائرات من طراز Mugin؛ مثل الطائرات الهجينة الأخرى بدون طيار، على هذه المشكلة بفضل نظامي الدفع الموجودين بها: ما بين 4 و8 دوارات يمكن استخدامها في للإقلاع أو الهبوط العمودي حيثما كان ذلك مناسباً، ومروحة دافعة مثبتة في الخلف لمزيد من الكفاءة في التحليق. والنطاق الناتج وقدرة الحمولة المتزايدة تجعلها أكثر قابلية للتطبيق على الهجمات بعيدة المدى.
مع ذلك، لا تزال طريقة التوجيه التي تستخدمها أوكرانيا غير واضحة. ومن الممكن أن تنتقل الطائرات بدون طيار ببساطة إلى إحداثيات مركز التموضع العالمي (جي بي إس) المُعيَّنة مسبقاً. وبدلاً من ذلك، قد يتحكم مُشغِّل داخل نطاق الهدف في الطائرات عن بُعد في المرحلة النهائية. ومن الناحية النظرية، يمكن للمُشغِل أيضاً الاستفادة من وضع الطيران العمودي للطائرة بدون طيار لإطلاق الذخائر بدقة دون تحطيم الطائرة نفسها، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان قد استُخدِم أي من طراز Mugin لهجمات غير الكاميكازي.
يوجد حالياً 5 أجيال من طائرات Mugin الهجينة متاحة للشراء بأسعار تتراوح من 7000 دولار إلى 15000 دولار على موقع الشركة على الإنترنت. وبدلاً من زجاج الألياف، تستخدم أحدث الموديلات ألياف الكربون، وهو بلاستيك مركب مقوى خفيف لكنه شديد الصلابة ومتين. ويوجد أيضاً طرازان يعملان بالكهرباء؛ هما EV350 و EV460.