اتهمت روسيا، الأحد 19 فبراير/شباط 2023، كييف بأنها تعتزم شن هجوم نووي على أراضٍ أوكرانية، وتحميل موسكو مسؤوليته، قبل عقد اجتماع للأمم المتحدة، وذلك دون أن تقدّم موسكو أدلة على هذا الاتهام، في حين قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن فرنسا تهدر وقتها بالتفكير في إجراء حوار مع روسيا.
وزارة الدفاع الروسية، قالت في بيان إن مواد مشعة تم نقلها إلى أوكرانيا من دولة أوروبية، وإن كييف تستعد لعمل "استفزازي" واسع النطاق.
أضاف بيان الوزارة أن "الهدف من هذا الاستفزاز هو اتهام الجيش الروسي بشن هجمات عشوائية مزعومة على منشآت مشعة خطرة في أوكرانيا؛ مما يؤدي إلى تسرب مواد مشعة وحدوث تلوث في المنطقة".
منذ بدء هجومها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، اتهمت روسيا بشكل متكرر كييف بالتخطيط لعمليات "زائفة" بأسلحة غير تقليدية، باستخدام مواد بيولوجية أو مشعة. ولم يحدث مثل هذا الهجوم حتى الآن.
ترفض أوكرانيا وحلفاؤها مثل هذه الاتهامات ويصفونها بأنها محاولات لنشر معلومات مضللة، ويتهمون موسكو بالتخطيط لتنفيذ حوادث نووية، في محاولة لتحميل أوكرانيا مسؤوليتها.
رفض الحوار مع روسيا
في موازاة التصريحات الروسية، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في مقابلة نُشرت يوم الأحد 19 فبراير/شباط 2023، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهدر وقته بالتفكير في أي نوع من الحوار مع روسيا.
كان زيلينسكي يرد بذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية على اقتراح من ماكرون بضرورة "هزيمة روسيا ولكن ليس سحقها"، وأنه لا بد من حسم الصراع في أوكرانيا من خلال المفاوضات.
زيلينسكي قال للصحيفة الإيطالية اليومية: "سيكون حواراً عديم الفائدة. في الواقع يضيع ماكرون وقته. توصلت إلى نتيجة مفادها أننا غير قادرين على تغيير الموقف الروسي".
أضاف زيلينسكي أنه "إذا كانوا قد قرروا عزل أنفسهم في حلم إعادة بناء الإمبراطورية السوفييتية القديمة، فلا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك. الأمر متروك لهم كي يختاروا أو يقرروا عدم التعاون مع المجتمع الدولي على أساس الاحترام المتبادل".
كذلك رفض زيلينسكي أي تلميح إلى أن العقوبات الغربية هي التي دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العزلة، وقال إن "قرار شن الحرب هو الذي همّش بوتين".
كان ماكرون قد حث الحلفاء يوم الجمعة 17 فبراير/شباط 2023 على زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، وقال أيضاً في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، إنه لا يؤمن بتغيير النظام، وإنه لا توجد فرصة تذكر للتوصل لحل ديمقراطي من داخل المجتمع المدني الروسي وليس هناك بديل لإعادة بوتين إلى طاولة المفاوضات.
دفعت هذه التعليقات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا إلى القول إن على فرنسا أن تتذكر هزيمة نابليون بونابرت في روسيا في القرن التاسع عشر.
تأتي هذه التطورات، فيما تتواصل المعارك العنيفة في شرق أوكرانيا، وقال زيلينسكي أمس الأحد، إن جيش بلاده يلحق خسائر "فادحة" بالقوات الروسية بالقرب من بلدة فوهليدار في منطقة دونباس الشرقية.
أضاف في خطابه الليلي المصور: "الوضع معقد للغاية. نحن نقاتل. نحن نكسر الغزاة ونكبد روسيا خسائر فادحة".
أشار زيلينسكي أيضاً إلى عدة بلدات في دونباس، حيث يتركز القتال منذ شهور، قائلاً: "كلما تكبدت روسيا المزيد من الخسائر، في دونباس.. في باخموت وفوليدار ومارينكا وكريمينا، أسرعنا في إنهاء هذه الحرب بانتصار أوكرانيا".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.