أعلن نظام بشار الأسد، صباح الأحد 19 فبراير/شباط 2023، عن مقتل 5 أشخاص، وإصابة 15 آخرين، جراء قصف إسرائيلي بالصواريخ، استهدف عدة نقاط وسط العاصمة السورية دمشق ومحيطها، من بينها مبنى يقع فيما يعرفه سكان دمشق بـ"المربع الأمني".
وكالة أنباء النظام "سانا"، نقلت عن مصدر عسكري- لم تسمه- قوله إن إسرائيل شنت "عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفةً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها".
أشارت الوكالة إلى أنه من ضمن "أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين"، وأكد المصدر العسكري للوكالة وفاة 5 وإصابة آخرين بينهم حالات حرجة، فضلاً عن حدوث أضرارٍ مادية لحقت بعدد من الأحياء في دمشق ومحيطها.
من جانبهم، قال شهود ومسؤولون لوكالة رويترز، إن الهجوم الصاروخي الإسرائيلي استهدف مبنى في حي كفر سوسة بوسط العاصمة السورية دمشق، بالقرب من مجمع أمني كبير قريب من منشآت إيرانية، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى.
يضم حي كفرسوسة عدداً من مقارّ الأفرع الأمنية في سوريا، وهذه المقار تشكل معاً ما يُعرف بـ"المربع الأمني"، وهي منطقة شديدة المراقبة من قبل أجهزة الأمن التابعة للنظام، وعادةً ما تشهد انتشاراً عسكرياً وأمنياً واسعاً.
ألحق هذا الهجوم النادر الموجّه أضراراً بعدة مبانٍ في المنطقة كثيفة السكان، بالقرب من ميدان الأمويين في قلب العاصمة دمشق، حيث تقع مبان أمنية متعددة الطوابق وسط المناطق السكنية.
لم يتضح على الفور ما إذا كان الهجوم استهدف شخصاً معيناً، لكن حي كفرسوسة الذي طالته الصواريخ، هو نفس المنطقة التي لقي فيها عماد مغنية القائد البارز السابق لـ"حزب الله" حتفه فيها، عام 2008، عندما وقع تفجير في كفرسوسة.
يقول السكان إن العديد من الأجهزة الأمنية الإيرانية تقع في منطقة كفرسوسة، من بينها مركز ثقافي كبير.
حتى الساعة 5:00 بتوقيت غرينتش لم يصدر أي تعليق من إسرائيل، على اتهام نظام الأسد لها بشن ضربات في دمشق.
وتشن إسرائيل منذ ما يقرب من عشر سنوات تقريباً هجمات جوية، ضد ما يشتبه بأنها عمليات نقل أسلحة ونشر أفراد برعاية إيران في سوريا المجاورة، ونادراً ما يعترف المسؤولون الإسرائيليون بمسؤوليتهم عن عمليات محددة.
تقول مصادر مخابرات غربية لرويترز، إن إيران وسّعت وجودها العسكري في سوريا في السنوات الأخيرة، ولديها تواجد في معظم المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، مع خضوع آلاف من أفراد الجماعات المسلحة المحلية لقيادتها.
كما كثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة هجماتها على المطارات والقواعد الجوية السورية، لتعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوية، لنقل السلاح إلى حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران.
من جانبهم، يقول خبراء عسكريون إسرائيليون إن الهجمات جزء من تصعيد لصراع منخفض الحدة، استهدف إبطاء تواجد إيران المتزايد في سوريا.
كذلك تبسط جماعات مسلحة، تعمل بالوكالة عن إيران بقيادة "حزب الله" اللبناني، سيطرتها الآن في مناطق واسعة في شرق وجنوب وشمال غرب سوريا، وفي عدة ضواحٍ حول العاصمة.