أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً طويل المدى في البحر، قبالة ساحلها الشرقي، السبت، 18 فبراير/شباط 2023، بعد أن هددت بردّ قوي على مناورات عسكرية "وشيكة" للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقالت السلطات اليابانية إن الصاروخ سقط داخل المنطقة الاقتصادية لليابان بعد أكثر من ساعة من إطلاقه، مما يشير إلى أنه من أكبر الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية، بحسب ما نقلت رويترز.
يأتي الإطلاق الصاروخي الأول لكوريا الشمالية منذ الأول من يناير/كانون الثاني بعد أن هددت بيونغ يانغ الجمعة برد "متواصل وقوي بشكل غير مسبوق" في وقت تستعد فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجراء مناورات عسكرية سنوية، كجزء من الجهود المبذولة لدرء التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة لكوريا الشمالية.
وأطلقت كوريا الشمالية، المسلحة نووياً، عدداً غير مسبوق من الصواريخ العام الماضي، من بينها صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكن أن تضرب أي موقع في الولايات المتحدة، كما استأنفت الاستعدادات لإجراء أول تجربة نووية لها منذ عام 2017.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إن صاروخ السبت بعيد المدى أُطلق من منطقة سونان بالقرب من بيونغ يانغ. ويوجد في سونان مطار بيونغ يانغ الدولي الذي أجرت فيه كوريا الشمالية معظم تجاربها الأخيرة للصواريخ البالستية العابرة للقارات.
اليابان تدين
وقال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، في إفادة صحفية، إن اليابان أدانت بشدة إطلاق الصاروخ، وقدمت احتجاجاً قوياً، واصفاً الإطلاق بأنه تهديد للمجتمع الدولي.
ومع أن برامج الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية لكوريا الشمالية محظور بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، تقول بيونغ يانغ إن تطوير أسلحتها ضروري لمواجهة "السياسات العدائية" لواشنطن وحلفائها.
وقالت وزارة الدفاع في سيول إنه من المقرر إجراء تدريبات نووية يُطلَق عليها تدريبات المحاكاة للجنة استراتيجية الردع في 22 فبراير/شباط 2023، في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وسيشترك فيها كبار صناع السياسة الدفاعية من الجانبين.
وتخطط الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أيضاً لإجراء مجموعة من التدريبات الميدانية الموسعة، بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية، في الأسابيع والأشهر القادمة.
ويتمركز نحو 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية، كإرث من الحرب الكورية 1950-1953، التي توقفت بهدنة وليس بمعاهدة سلام كاملة، مما يجعل البلدين في حالة حرب من الناحية الفنية.
فيما أظهر مقطع مصور، نشرته وسائل إعلام حكومية، عرضاً عسكرياً في التاسع من فبراير/شباط، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تكون بيونغ يانغ أنشأت وحدة عسكرية مكلفة بتشغيل صواريخ باليستية جديدة عابرة للقارات في إطار أحدث إعادة هيكلة للجيش.