تعرض رجل تركي إلى موقف محرج، عندما تبرع بالخطأ بمبلغ 50 مليار ليرة تركية (نحو 2.6 مليار دولار)، لضحايا الزلزال المُدمر الذي ضرب تركيا، يوم 6 فبراير/شباط 2023، ليتبين أن الرقم الصحيح الذي أراد التبرع به هو 50 ألف ليرة، مثيراً بذلك ردود أفعال واسعة على شبكات التواصل.
القصة بدأت عندما أراد حميد دوراس أن يشارك في حملة "تركيا قلب واحد"، التي نُظمت على مستوى البلاد، يوم الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023، للتبرع لضحايا الزلزال، وأخبر المسؤولين عن الحملة بأنه يريد التبرع بمبلغ 50 مليار ليرة، مثيراً بذلك دهشة المذيعين والمذيعات الذين كانوا يديرون الحملة.
بعدما أصبح الإعلان عن تبرع دوراس حديث شبكات التواصل الاجتماعي في تركيا، أوضح ابن الرجل الذي يملك معرضاً لبيع السيارات، في تغريدة على تويتر، أن والده أراد أن يتبرع بمبلغ 50 ألف ليرة تركية فقط.
أما بخصوص اللبس الذي أثاره رقم 50 مليار، فيعود إلى أن دوراس استخدم بالفعل رقم 50 ملياراً، لكنه كان يقصد هذا الرقم بالعملة التركية القديمة، فقبل العام 2005 كانت تركيا تعتمد عملة مؤلفة من الكثير من الأصفار.
على سبيل المثال، كان أحدهم إذا أراد أن يشتري شيئاً بقيمة ألف ليرة تركية (بالعملة الحالية)، كان يطلب البائع سعرها بالقول "مليار ليرة" (بحسب قيمة العملة التركية قبل عقود).
كانت تركيا قد أصدرت قانون تنظيم العملة للجمهورية التركية، يوم 28 يناير/كانون الثاني 2004، ونص على حذف 6 أصفار من العملة، بدءاً من 1 يناير/كانون الثاني سنة 2005، ليبدأ بذلك الجيل الثامن من النقود، وأصبحت العملة تضم فئات 5 و10 و20 و50 و100، و200 ليرة.
دوراس اضطر بعد ردود الأفعال الواسعة إلى التصريح لوسائل إعلام تركية لتوضيح موقفه، وقال: "البارحة في التلفزيون كان هناك برنامج اسمه تركيا قلب واحد، للتبرع لضحايا الزلزال، تحمست للتبرع، وقلت 50 مليار ليرة بالعملة القديمة".
أضاف دوراس أنه بسبب حالة الحماس التي انتابته لم ينتبه لحقيقة الرقم الذي ذكره، لكي يتم تصحيحه، مؤكداً أنه في الحقيقة أراد أن يتبرع بمبلغ 50 ألف ليرة فقط.
أشار دوراس إلى أنه بسبب تصريحه تعرض للكثير من ردود الأفعال على شبكات التواصل، وأوضح أن بعض المعلقين هاجموه بالألفاظ، الأمر الذي أثار حزنه، مشيراً إلى أنه "تبرع من أجل رضا الله".
صحيفة "خبر ترك" المحلية، أشارت إلى أن الشركة التي يملكها دوراس قررت بعد الخطأ، أن ترفع المبلغ من 50 إلى 100 ألف ليرة تركية لضحايا الزلزال.
يُذكر أنه في مساء الأربعاء، 15 فبراير/شباط 2023، بثت 213 محطة تلفزيونية و562 إذاعة داخل وخارج تركيا، حملة مشتركة حملت اسم "تركيا قلب واحد"، شارك فيها مشاهير أتراك في تقديم الحملة على الهواء مباشرة، لدعم المتضررين من الزلزال.
على مدار 7 ساعات من البث المباشر، تلقت الحملة تبرعات كبيرة وصلت قيمتها إلى 115 ملياراً و146 مليوناً و528 ألف ليرة تركية (نحو 6.1 مليار دولار).
جاءت هذه الحملة بعدما ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوة الأول 7.7 درجة، والثاني 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.