التقى الشاب التركي مصطفى أفجي برضيعته لأول مرة بعد الزلزال، بعدما فاجأ عائلته بأنه على قيد الحياة، بعد مرور 12 يوماً على مصطفى وهو مدفون تحت أنقاض الزلزال المُدمر، الذي ضرب تركيا وسوريا يوم 6 فبراير/شباط 2023، وأسفر عن وفاة الآلاف من الضحايا.
كانت فرق الإنقاذ التركية قد أخرجت فجر الجمعة، 17 فبراير/شباط 2023، مصطفى من تحت الأنقاض في مدينة هطاي، التي دمّر الزلزال أجزاءً واسعة منها، وتصدر مصطفى الحديث على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديو له وهو يفاجئ عائلته باتصال، بعدما اعتقدوا أنه توفي.
قضى مصطفى 260 ساعة تحت الأنقاض، وفي ليلة كارثة الزلزال كانت زوجة مصطفى قد ولدت طفلة، وقال مصطفى في تصريح للصحفيين: "اعتقدت أن عائلتي ماتت"، بينما كانت طفلته "ألميلا" مستلقية على صدره لأول مرة بعد الزلزال، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 17 فبراير/شباط 2023.
أشار مصطفى إلى أنه ظن أيضاً أنه فقد زوجته وطفلته عقب الزلزال، وظهر وهو يتحدث على سرير مستشفى برفقة زوجته وطفلته.
بحسب الصحيفة البريطانية، عندما وقع الزلزال كان مصطفى في الطابق الأرضي للمستشفى، بينما كانت زوجته "بيلغه"، البالغة من العمر 28 عاماً، قد وضعت للتو رضيعتها بعملية قيصرية في الطابق الرابع من المستشفى.
كان مصطفى قد خرج للطابق الأرضي لاستنشاق الهواء، وبينما لم تتعرض الأم والطفلة لإصابات بليغة، دُفن مصطفى تحت أنقاض الزلزال، إذ وقع الدمار الكبير في الطابق الأرضي للمستشفى.
وقال مصطفى إنه كان يخشى أن تعيش طفلته بلا أب، مضيفاً: "اختبرت الجنة والجحيم معاً، ولحسن الحظ التقينا جميعاً وعائلتي مكتملة".
كان وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، قد نشر مقطع فيديو اتصال مصطفى وقريبه، ويدعى "قدير"، الذي لم يصدق أنه يتحدث معه، وأنه لا يزال على قيد الحياة، وبادر إلى سؤاله عن هويته للتأكد من أنه يتحدث معه بالفعل.
وصباح اليوم السبت، 18 فبراير/شباط 2023، أعلنت وكالة الأناضول التركية الرسمية، عن إنقاذ 3 أشخاص، بينهم طفل، من تحت الأنقاض بعد مرور 296 ساعة على الزلزال، في أنطاكية جنوبي تركيا.
يأتي هذا فيما لقي أكثر من 45 ألفاً حتفهم جراء الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع بقاء الكثيرين في عداد المفقودين، كما دمرت الكارثة، الأسوأ في تاريخ تركيا الحديث، نحو 264 ألف شقة.
أقامت مساجد حول العالم صلاة الغائب أمس الجمعة، 17 فبراير/شباط 2023، على القتلى في تركيا وسوريا، الذين لم يتسن دفن الكثير منهم بشكل طبيعي؛ نظراً لحجم الكارثة.
تقول منظمات الإغاثة إن الناجين سيحتاجون إلى المساعدة لأشهر قادمة في مواجهة الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية الحيوية.
في سوريا المجاورة المنكوبة بالفعل بأكثر من عقد من الحرب، تم تسجيل أكبر عدد من إجمالي القتلى في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة شمال غربي سوريا.