الضحايا وجدوا أنفسهم مفلسين وبلا أموال! مكاتب التحويلات في سوريا تعجز عن تلبية طلب عملائها عقب الزلزال

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/18 الساعة 08:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/18 الساعة 08:47 بتوقيت غرينتش
امرأة سورية تجلس في منزل ابنها المتضرر في أعقاب الزلزال المميت في حلب/رويترز

تسببت جهود الإغاثة المقدمة لسوريا عقب الزلزال الذي ضرب محافظات حلب واللاذقية وإدلب، في ضغوط غير مسبوقة على نظام التحويلات الأجنبية، حيث لم تعد مكاتب التحويلات قادرة على التعامل مع الارتفاع الهائل في الطلب، ما ترك الضحايا مفلسين والعملة المحلية في مأزق.

موقع Middle East Eye البريطاني قال في تقرير، الجمعة 17 فبراير/شباط 2023، إن الارتفاع المفاجئ في حجم "الحوالات" وضع نظام التحويلات غير الرسمي في سوريا، الذي يربط نظام بشار الأسد، ويخضع لعقوبات مشددة بالعالم الخارجي، تحت ضغط غير مسبوق.

التقرير أشار إلى أن هذا الوضع دفع ضحايا الزلزال إلى السفر إلى محافظات مختلفة، ليتمكنوا من استقبال الحوالات من مكاتب أخرى، فيما لم يتمكن آخرون من تلقي الحوالات من الأساس.

ويشار إلى أن التحويلات المالية من الخارج أصبحت من مصادر الدخل الأساسية التي يعتمد عليها السوريون، بعد ما يقرب من عشر سنوات من الحرب.

تكدس المواطنين أمام مكاتب الحوالات المالية
تكدس المواطنين أمام مكاتب الحوالات المالية

ورغم أن بعض شركات التحويلات واصلت عملها في سوريا خلال الحرب، توقفت ويسترن يونيون، أكبر خدمة تحويل أموال في العالم، عن استقبال التحويلات هناك، لخشيتها من العقوبات.

لكنها قررت رفع القيود ورسوم التحويل على بعض المعاملات المالية حتى 8 مارس/آذار عام 2023، تضامناً مع شعبَي تركيا وسوريا.

وسارع السوريون إثر هذا القرار لاستقبال الأموال التي يرسلها الأصدقاء وأفراد العائلة المغتربون للمساهمة في إغاثة ضحايا الزلزال.

عجز مكاتب التحويل

لكن المشكلات ظهرت تباعاً، حيث عجزت مكاتب التحويل عن تلبية الطلب، وتكدس الناس في طوابير ضخمة، وفقاً للموقع.

يأتي ذلك، بينما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة  تظهر مجموعات من الناس المحبطين ينتظرون حوالاتهم في فرع ويسترن يونيون الرسمي في اللاذقية.

وفي حلب، عجز الناس عن استقبال التحويلات المباشرة القادمة من الخارج عبر ويسترن يونيون. وعوضاً عن ذلك يُضطرون إلى السفر إلى اللاذقية أو دمشق لاستقبال المال، وكثير منهم كانوا من الناجين من الزلزال.

إلى ذلك، أوضح إبراهيم أبا زيد، رئيس شركة الفؤاد للصرافة، التي تمثل ويسترن يونيون في سوريا، أن الفروع في حلب أغلقت بسبب الحرب ولم يعد بإمكانها تلبية الطلب الآن، ولكن يوجد حل بديل.

إذ قال إنه يمكن للمرسلين أن يرسلوا لأسماء مقيمة في دمشق أو اللاذقية أو حمص أو طرطوس أو حماة، وتقوم هذه الأسماء بإعادة التحويل إلى حلب دون أي عمولات.  

ورغم أن الشركة تعهدت بعدم فرض أي عمولة على الأموال المخصصة للمناطق المنكوبة بالزلزال، فإن مرور التحويلات بعدة مراحل حتى تصل إلى حلب فاقم معاناة الضحايا.

في السياق، قال عامر إبراهيم (43 عاماً)، المقيم بمدينة اللاذقية التي ضربها الزلزال، لموقع Middle East Eye: "الطوابير في مدينة اللاذقية تسودها الفوضى، صفوف من الناس كانت تنتظر استقبال الحوالات".

وأضاف: "كانت فوضى لم يسبق لها مثيل. بعض الناس لم يتمكنوا حتى من الوصول إلى أموالهم أصلاً، فكانوا يقولون لنا إنه لا يوجد إنترنت، أو أن الشبكة التي يستخدمونها لتتبع التحويلات معطلة".

وتابع إبراهيم: "نحن نعيش على هذه الحوالات، هي مصدر دخلي الوحيد، ابني يعيش في ألمانيا، ويرسل إلينا ما يستطيعه. قابلت شخصاً من حلب قال إنه فقد منزله في الزلزال، وأتى من هناك لأنه لا يملك مالاً، وحلب بأكملها لا تضم خدمة ويسترن يونيون".

أزمة النظام السوري المالية

عادة ما تغلق مكاتب تحويل الأموال أبوابها أيام الجمعة في سوريا، لكن السلطات أصدرت أوامر بفتحها لزيادة الأموال ودعم الليرة السورية المتعثرة في أعقاب الزلزال.

وبدا أن البعض يتربح من الأزمة، ففي شمال غربي سوريا، الخاضع لسيطرة المعارضة، أفادت تقارير أن شركات الصرافة ضاعفت رسومها من حوالي 5% إلى 10%.

ويبدو أن بعض مكاتب التحويل في المنطقة تواجه مشكلات في التدفق النقدي وتكافح لتلبية الطلب، إذ اشتكى كثيرون من عدم قدرتهم على الحصول على تحويلات تفوق قيمتها 300 دولار.

تحميل المزيد