وصفه بـ”الزواج بين أبوظبي وتل أبيب”.. مسؤول إماراتي: نبذل جهوداً لإدخال الشركات الإسرائيلية لآسيا

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/17 الساعة 10:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/17 الساعة 11:02 بتوقيت غرينتش
الإمارات وقعت اتفاقية تطبيع مع الاحتلال برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب - رويترز

كشف مسؤول حكومي إماراتي، في مقابلة أجراها مع صحيفة The Jerusalem Post العبرية، الخميس 16 فبراير/شباط 2023، عن أن الشركات الإسرائيلية التي تريد الوصول إلى الأسواق في آسيا تقوم بذلك من خلال أبوظبي، واصفا العلاقة مع تل أبيب بـ"الزواج الجميل". 

جاء ذلك بحسب تصريحات عبد الله عبد العزيز الشامسي، القائم بأعمال المدير العام لمكتب أبوظبي للاستثمار، وهي مؤسسة رسمية تعمل على استثمار الموارد المالية نيابة عن حكومة أبوظبي.

عن الاستثمارات التي عرضها المسؤول في مكتب أبوظبي للاستثمار على الشركات الإسرائيلية، أوضح أنها: "إندونيسيا والهند وتركيا والعديد من الدول الأخرى التي لدينا اتفاقيات تجارة حرة معها". 

وقال: "هذه أسواق جديدة يمكن للشركات الإسرائيلية الاستفادة منها. نحن نتحدث عن مليارات الأشخاص والأعمال المهمة التي يمكن تنفيذها بمجرد الوجود في أبوظبي".

أمريكا رعت اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل - رويترز
أمريكا رعت اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل – رويترز

أمضى الشامسي، الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023، في قمة الاستثمار التي عقدتها منصة استثمار المخاطر "OurCrowd" في مدينة القدس المحتلة، حيث كان يسعى لإيجاد قيادات وشركات تكنولوجية إسرائيلية جديدة مهتمة بممارسة الأعمال التجارية في بلاده. 

يشرف الشامسي كذلك على جهود مكتب أبوظبي للاستثمار لتنمية وتنويع اقتصاد إمارة أبوظبي من خلال استثمارات القطاع الخاص. 

تمثيل في تل أبيب

منذ حوالي عامين، أسس مكتب أبوظبي للاستثمار أول مكتب تمثيلي دولي له في تل أبيب لتعزيز التعاون والتواصل بين الشركات والمؤسسات التي تركز على الابتكار في أبوظبي وإسرائيل.

وتابع الشامسي: "نعمل بالأساس على تعزيز العلاقات التجارية بين أبوظبي وإسرائيل. بدأنا مباشرة عقب اتفاقية إبراهيم (اتفاقيات تطبيع دول عربية مع إسرائيل برعاية أمريكية عام 2020)، بفتح مكتب في تل أبيب". 

وقال: "نفذنا تكاملاً مع النظام المحلي، ونحاول إجراء اتصالات وخلق قيمة لأصحاب المشروعات أو الشركات القائمة خارج إسرائيل، التي يمكننا تقديم عروض قيّمة لها في أبوظبي".

المسؤول الحكومي الإماراتي أكد أن أبوظبي توفر أسواقا للشركات الإسرائيلية في آسيا - رويترز
المسؤول الحكومي الإماراتي أكد أن أبوظبي توفر أسواقا للشركات الإسرائيلية في آسيا – رويترز

"زواج جميل بين أبوظبي وتل أبيب"

تحدث الشمسي عمن أسماهم "الأصدقاء الإسرائيليين" الذين يقوم بتوسيع قائمتهم، معتبراً أن هذا جزء مما دفعه إلى إحضار أحد أكبر الوفود التجارية الجماعية من الإمارات إلى إسرائيل، "إن لم يكن أكبرها على الإطلاق"، وفق وصفه.

وقال الشامسي: "إنه زواج جميل بين أبوظبي وإسرائيل، وما يمكننا تقديمه لمنصة OurCrowd، وما تستطيع هي تقديمه لنا، سيسمح لنا بمزيد من تنمية الأعمال التجارية الإسرائيلية والدولية".

أصدر معهد السلام لاتفاقيات إبراهيم تقريره السنوي لعام 2022، الذي يفحص العلاقات بين دول الاتفاق، في وقت سابق من هذا الشهر. 

ويفحص التقرير تطور العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والشعبية الثنائية والمتعددة الأطراف بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان ومصر والأردن وكوسوفو، فضلاً عن الدور الحاسم للولايات المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين.

أفاد المعهد بأن إجمالي التجارة بين إسرائيل وشركائها الإقليميين بلغ 3.57 مليار دولار في عام 2022، ارتفاعاً من 1.095 مليار دولار في عام 2021، و593 مليون دولار في عام 2019.

وصف المعهد العلاقات بين إسرائيل والإمارات بأنها "قوية"، وسلّط الضوء على كيفية "ارتفاع التجارة بين إسرائيل والإمارات منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم". 

وبلغ حجم التجارة بين البلدين 2.59 مليار دولار في عام 2022؛ بزيادة قدرها 124% عن العام السابق.

في العام الماضي 2022، وقّعت إسرائيل والإمارات اتفاقية التجارة الحرة؛ ما يعني أنه من المتوقع زيادة كبيرة في حجم التجارة في السنوات المقبلة، وفق الصحيفة ذاتها.

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مستمر رغم ما أثاره من غضب فلسطيني وعربي شعبي - رويترز
التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مستمر رغم ما أثاره من غضب فلسطيني وعربي شعبي – رويترز

لكن، هل كل شيء جيد مثلما يبدو؟

قال الشامسي، إنه بعد مرور ما يقرب من عامين ونصف العام منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم، "يمكنني إخباركم أنَّ تغييراً كبيراً قد حدث على جانبي أبوظبي وإسرائيل من حيث الشركات التي نتعامل معها، وفهم ما يطرحه كل طرف على الطاولة، وكيف يمكن الاستفادة منه".

وأضاف: "يتطلع مكتب أبوظبي للاستثمار إلى مواصلة المحادثات التي بدأت خلال قمة OurCrowd والعمل مع المزيد من الشركات الإسرائيلية المبتكرة لاستكشاف إمكانيات الاستثمار غير المحدودة في أبوظبي".

وكشف استطلاع رأي حديث عن تراجع التأييد لعلاقات التطبيع مع إسرائيل بين سكان الإمارات والبحرين خلال العامين الماضيين، فقد انخفض التأييد في الإمارات من 47 % عام 2020 إلى 25 %، وتراجع التأييد كذلك في البحرين من 45 % إلى 20 % فقط.

أظهرت جماهير كرة القدم العربية خلال مونديال قطر معارضتها الصريحة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بانصرافهم عن التفاعل مع الإسرائيليين ورفضهم إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية. وارتدى المشجعون العرب وبعض الرياضيين، مثل لاعبي المنتخب المغربي، شارات مؤيدة للفلسطينيين على أذرعهم، ورفعوا الأعلام الفلسطينية طوال البطولة.

وتدل بيانات أعداد السائحين على الأمر نفسه، فقد توافد أكثر من 150 ألف إسرائيلي على الإمارات خلال عامين ونصف العام من تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لكن 1600 إماراتي فقط زاروا إسرائيل منذ أن رفعت العام الماضي قيود السفر المرتبطة بجائحة كورونا.

"الإمارات تؤمن نفسها من إيران بتعميق العلاقة مع تل أبيب"

لكن يرى بن زايد في علاقاته إسرائيل وسيلة لتأمين بلاده ضد إيران، لا سيما في ظل الشكوك التي تساوره وبعض الزعماء العرب في التزام الولايات المتحدة بحمايتهم وضمان الأمن الإقليمي. ويأمل أيضاً في الاستفادة من التقدم التكنولوجي الإسرائيلي في ترسيخ مكانة الإمارات بين "الدول الرائدة" في اقتصاد المعرفة، كما يقول الموقع الأمريكي.

إضافة إلى ذلك، يستند بن زايد إلى علاقاته مع إسرائيل في ترويج الزعم بأن الإمارات "منارة للاعتدال الإسلامي"، وكسب التأييد بين قطاعات مهمة من الرأي العام الغربي، وعلى رأسه الإنجيليون أصحاب النفوذ السياسي الكبير في الولايات المتحدة. 

وفي هذا السياق، جاء إعلان الإمارات هذا الأسبوع عن البدء في تدريس الهولوكوست في مناهج التاريخ بالمدارس الابتدائية والثانوية، فنالَ إشادةً فورية من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وفي معرض التعليق على الخطوة الإماراتية، قالت ديبورا ليبستات، المبعوثة الأمريكية الخاصة لمراقبة معاداة السامية ومكافحتها، إن "نشر الوعي بشأن الهولوكوست واجب على البشرية، وعلى كثير من البلدان، لا سيما وأن التقليل من أهمية المحرقة استمر زمناً طويلاً لأسباب سياسية. ولذلك استحقت دولة الإمارات الثناء لاتخاذها هذه الخطوة، وأتوقع أن تحذو دول أخرى حذوها قريباً".

تحميل المزيد