ضرب زلزال بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر ولاية هاتاي جنوبي تركيا، في وقت متأخر من مساء الخميس 16 فبراير/شباط 2023، فيما تتواصل الجهود في الولاية المنكوبة بالزلزال الذي ضرب 11 ولاية تركية ومناطق من سوريا الأسبوع الماضي، وسجل حتى اللحظة أكثر من 43 ألف قتيل في تركيا وسوريا.
وذكر بيان صادر عن رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث التركية "آفاد"، أن زلزالاً بقوة 5.1 درجة مركزه البحر الأبيض المتوسط وقع قبالة سواحل منطقة آرسوز بولاية هاتاي.
وأضاف أن مركز الزلزال يبعد 6 كيلومترات عن آرسوز، وبعمق 9.26 كيلومتر، فيما قال والي هاتاي رحمي دوغان، إنهم لم يتلقوا أي بلاغات سلبية عن وقوع أضرار في المباني.
في السياق أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، مساء الخميس، ارتفاع عدد وفيات الزلزال جنوبي البلاد إلى 38 ألفاً و44 شخصاً.
ولفت البيان إلى مواصلة 29 ألفاً و160 منقذاً أعمال البحث والإنقاذ بالمنطقة، يساندهم في هذه الأعمال 11 ألفاً و488 منقذاً من دول أخرى.
أضاف البيان أن إجمالي عدد طواقم الإغاثة والطبابة والمتطوعين وغيرهم في مناطق الزلزال يصل إلى أكثر من 264 ألف شخص.
كما تجري أعمال البحث والإنقاذ بإسناد من 121 مروحية و78 طائرة، تعمل كـ"جسر جوي" في نقل الأفراد والمستلزمات، علاوة على 26 سفينة تقوم بالوظيفة ذاتها.
وأكد البيان إقامة أكثر من 172 ألف خيمة لإيواء منكوبي الزلزال مؤقتاً في المنطقة، مع تقديم الدعم النفسي لـ498 ألفاً و225 ناجٍ من الزلزال.
وتواصل فرق الإنقاذ البحث عن ناجين في الولايات التركية المتضررة من الزلزال، رغم مرور أكثر من 250 ساعة على الكارثة.
وتمكنت فرق الإنقاذ، الخميس، من إخراج طفل أجنبي من تحت أنقاض منزله بعد مضي 260 ساعة. وحسب مراسل الأناضول، تمكن فريق الإنقاذ من إخراج الطفل عثمان حلبية (12 عاماً)، في حي أكينجي بولاية هاتاي من تحت ركام منزله.
كما أنقذت فرق الإغاثة امرأة تركية من تحت الأنقاض في ولاية كهرمان مرعش بعد مضي 258 ساعة على كارثة الزلزال.
وانتشلت الفرق نسليهان قليج (29 عاما)، حية من تحت أنقاض مبنى منهار في مجمع "أبرار" السكني.
كما نجحت فرق الإغاثة في إنقاذ شابة تركية من تحت الأنقاض بولاية كهرمان مرعش بعد مضي 248 ساعة على كارثة الزلزال.
وانتشلت الفرق الشابة ألينا أولماز (17 عاماً)، حية من تحت أنقاض مبنى منهار في منطقة "دول قادر أوغلو".
الوضع كارثي بسوريا
وفي سوريا، التي أضاف الزلزال فيها إلى الأزمة الإنسانية بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من 11 عاما، بلغ عدد القتلى المسجل حتى الآن في مناطق النظام والمعارضة 5800.
فيما قالت منظمة سورية تطوعية إن عدد النازحين جراء الزلزال شمال غربي البلاد بلغ 171 ألفاً و843 شخصاً في حصيلة غير نهائية.
وذكرت منظمة "منسقو استجابة سوريا" (محلية إنسانية) في بيان، أن "المساعدات الأممية ما زالت ضمن الحدود الدنيا، وبلغ عددها خلال أسبوع واحد 114 شاحنة فقط، 93% منها عبر معبر باب الهوى رغم افتتاح معبرين إضافيين".
وأوضحت أنه "من المتوقع دخول 24 شاحنة أممية من معبري باب الهوى وباب السلامة".
وتحدثت المنظمة عن "استياء عام في المنطقة من تأخر وصول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أن "المساعدات الأممية لم تتجاوز 25% من مجمل المساعدات التي دخلت شمالي غربي سوريا".
أفادت كذلك بأن "عدد النازحين جراء الزلزال شمالي غربي البلاد، بلغ 171 ألفاً و843 شخصاً في حصيلة غير نهائية بعد مع مرور 10 أيام على حدوثه".
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، وقع زلزالان متتاليان بقوة 7.7 درجة و7.6 درجة جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وتسببا بخسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.