اختطاف 6 عمال أقباط مصريين في ليبيا “كانوا يبحثون عن عمل”.. والمختطِفون يقدمون مطالبهم

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/17 الساعة 09:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/17 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
التضخم ونسب البطالة أهم أسباب سفر المصريين إلى ليبيا رغم الخطر - رويترز

اختطف مجهولون ستة أقباط مصريين في ليبيا، وطلبوا فدية للإفراج عنهم، بحسب ما أفاد به، الخميس 16 فبراير/شباط 2023، نائب في البرلمان المصري، ووسائل إعلام مقربة من الكنيسة القبطية.

من جانبه، قال النائب المقرب من السلطات في مصر، مصطفى بكري، على "تويتر": "ما زالت العصابات الإجرامية في ليبيا تختطف ستة من المصريين الأقباط منذ نحو أسبوع، وتطلب فدية مالية كبيرة للإفراج عنهم".

وأضاف أن المخطوفين "عمال بسطاء سافروا للبحث عن فرصة عمل في مجال المعمار، وتم خطفهم عندما كانوا يستقلون الطريق البري عبر منطقة دميم ثم صبراتة".

أكدت كذلك وسائل إعلام مقربة من الكنيسة، من بينها قناة "سي تي في" التلفزيونية وموقع "أقباط متحدون"، اختطاف الأقباط الستة، أثناء توجههم براً من بنغازي إلى طرابلس.

أفادت أيضاً بأن الخاطفين طلبوا فدية تناهز 30 ألف دولار عن كل فرد.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" اختطف 21 مصرياً قبطياً مطلع عام 2015، ثم أعلن ذبحهم، وبث فيديو يظهر ذلك في فبراير/شباط من العام ذاته.

وردت القاهرة بشن غارات جوية على أهداف في ليبيا، لم تعلن عنها في حينها.

حوادث سابقة

في يوليو 2015 أعلنت منظمة الهلال الأحمر الليبي العثور على 48 جثة لمهاجر غير شرعي، أغلبهم من مصر، في منطقة صحراوية تقع بين مدينتي أجدابيا وطبرق، وأفيد بأنهم ماتوا من العطش.

وقالت المنظمة في بيان لها "إن الضحايا كانوا في طريقهم إلى ليبيا بطرق غير شرعية للعمل هناك"، لافتة إلى أنها عثرت على 19 جثة مهاجر غير شرعي مصري منتشرة في المنطقة (ما يعنى أنهم تاهوا بحثاً عن الماء أو وصولاً لأقرب طريق)، إلى جانب 29 جثة أخرى وجدت ملقاة في الصحراء لعدم توفر وسيلة لنقلهم.

وبعد العثور على متعلقاتهم، اكتشفت السلطات أن أغلب المتوفين منحدرون من محافظات صعيد مصر، خاصة أسيوط والمنيا وبني سويف وهي من أشد المحافظات المصرية فقراً.

في يوليو 2015 تم العثور على 48 جثة لمهاجر غير شرعي، أغلبهم من مصر
في يوليو 2015 تم العثور على 48 جثة لمهاجر غير شرعي، أغلبهم من مصر

وفي يوليو/تموز 2017، انتشل رجال الهلال الأحمر الليبي جثث 19 مهاجراً مصرياً آخرين من صحراء الجغبوب على بعد حوالي 400 كيلومتر جنوبي طبرق.

وبحسب خالد الراقي، رئيس جمعية الهلال الأحمر الليبي، فإن المهاجرين دخلوا الأراضي الليبية سيراً على الأقدام، وماتوا من الجوع والعطش بعد أن ضلوا طريقهم.

يتم تهريبهم مقابل 1500 جنيه، على طريق الواحات ثم الصحراء
يتم تهريبهم مقابل 1500 جنيه، على طريق الواحات ثم الصحراء

غرقت ليبيا التي تتصارع على السلطة فيها حكومات ومجموعات مسلحة عدة، في الفوضى إثر الإطاحة بنظام معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول 2011. إلا أن جهود إعادة إعمارها لا تزال تغري فقراء المصريين للسفر والعمل بها.

وتشير تقديرات مصرية غير رسمية إلى وجود ما بين 200 و250 ألف مصري حالياً في ليبيا، رغم أن عددهم جاوز المليونين في آخر الإحصاءات الرسمية قبل الانتفاضة التي أطاحت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في فبراير/شباط 2011.

سوق متعطش للعمالة

ارتفاع معدل التضخم ونسب البطالة هما إحدى أهم أسباب سفر المصريين إلى ليبيا للعمل رغم اضطراب الأوضاع الأمنية هنا، كما شرح سابقا الباحث الاقتصادي محمد سليمان.

ويضيف أنه منذ سنوات يسافر مصريون إلى ليبيا للعمل، بسبب قربها من مصر وسهولة الوصول إليها براً، ويستطيعون أيضاً دخولها بدون تأشيرة مسبقة.

ويصف الباحث الاقتصادي ليبيا بأنها "سوق مفتوح متعطش للعمالة" لإعادة الإعمار للمناطق المدمرة بسبب الحرب الأهلية.

التضخم ونسب البطالة أهم أسباب سفر المصريين إلى ليبيا رغم الخطر
التضخم ونسب البطالة أهم أسباب سفر المصريين إلى ليبيا رغم الخطر

وأضاف "السوق الخليجي بدأ سياسة التوطين في الوظائف وإحلال الخليجيين محل الوافدين في مختلف الوظائف، ما يجعل السوق الليبي رغم اضطرابه الأمني الخيار الأول للمصريين".

وفي مكتبه الممتليء بالاستمارات الخاصة براغبي العمل بالخارج في شارع رئيسي في وسط القاهرة، قال سمسار سفر أربعيني فضل عدم ذكر اسمه "السوق الخليجي شبه مقفول. والعراق لا تطلب عمالاً ووضعها صعب أمنياً أيضاً".

تحميل المزيد