كشف تقرير استخباراتي نرويجي، الخميس، 16 فبراير/شباط 2023، عن أن سفن الأسطول الشمالي الروسي أبحرت مؤخراً وعلى متنها أسلحة نووية تكتيكية، لأول مرة منذ الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.
جاء ذلك بحسب ما نقلته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، بأن "سفن البحرية في شمال روسيا وغواصاتها تحمل جزءاً رئيسياً من القدرات النووية الروسية".
حذر التقرير كذلك من أن "هذه الأسلحة النووية التكتيكية تمثل تهديداً جسيماً لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه روسيا عن زيادة ميزانيتها العسكرية لعام 2023 بنسبة 34%، إلا أن التقرير أفاد بأن القوة العسكرية التقليدية لروسيا قد ضعفت.
أرجع التقرير معظم أسباب هذا الضعف إلى استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، فقد أسفر الصراع عن استنفاد موسكو كميات كبيرة من مخزون الصواريخ والمدفعية والمركبات القتالية والقوات العاملة لديها، وغير ذلك.
الأمر ذاته أوردته الاستخبارات الأوكرانية والغربية، مرجعة ذلك إلى أدلة متواترة حصلت عليها منذ أشهر عدة.
علقت الصحيفة بالقول إنه "على إثر ذلك، فإن الجيش الروسي صار مضطراً إلى التفتيش في مخازنه الاحتياطية وإخراج المعدات والأسلحة القديمة التي قد تكون أقل فاعلية في الوقت الحاضر، لتعويض الفقد المستمر في معظم الأسلحة بترسانته العسكرية".
إلا أن التقرير النرويجي ينفي أن يكون النقص في المعدات العسكرية قد طال قدرات روسيا النووية، موضحاً أنها لم تتغير، علاوة على أن القوات الجوية والبحرية الداعمة لها لا تزال سليمة تقريباً.
بحسب التقرير ذاته، فإن الترسانة النووية الروسية اكتسبت أهمية أكبر بكثير في ظل الضعف الحادث للقوة العسكرية التقليدية وتماسك القدرات النووية.
الأسطول الشمالي الروسي
يذكر موقع الجيش الروسي على الإنترنت، أن الأسطول الشمالي يقبع معظم الوقت بالقرب من شبه جزيرة كولا، ويتولى الحفاظ على جميع القوات النووية الاستراتيجية البحرية في حالة استعداد دائم.
ذكرت كذلك تقارير عدة أنه أكبر الأساطيل البحرية لدى روسيا.
في غضون ذلك، أورد التقرير النرويجي أن الأسطول الشمالي الروسي من المقرر أن يُجري تدريبات روتينية ودوريات لغواصاته في بحر بارنتس (الواقع إلى الشمال الشرقي من النرويج، وإزاء الجزء الأوروبي من روسيا)، ومناورات للغواصات في المحيط الأطلسي.
أما طائرات الأسطول، فإن مهماتها لم تتأثر تأثيراً ذا بال بحرب أوكرانيا وتواصل عملها المعتاد.
تهديد للناتو
مع ذلك، حذَّر التقرير من أن تصرفات روسيا، التي يغلب عليها "ضعف الثقة بمقاصد التحركات الغربية"، فضلاً عن رد فعل الغرب على حرب أوكرانيا، كلها أمور تزيد من فرص الوقوع في سوء التفاهم بين روسيا والقوى الغربية.
وقال إن هذا بدوره يستدعي إمكان التصعيد، ووقوع حوادث غير مقصودة بين روسيا وحلف الناتو.
من جهة أخرى، أبدى كثير من المراقبين في الأشهر الأخيرة خشيتهم أن تستخدم روسيا الأسلحة النووية في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، لكن بعض الخبراء أشاروا إلى أن موسكو قد تلجأ إلى الأسلحة النووية إذا بدا لها أن أوكرانيا توشك على الانتصار في هذه الحرب.
في حين سبق أن حذر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، من أن هزيمة روسيا في أوكرانيا قد تفضي إلى حرب نووية.
إلا أن روسيا نفت مراراً نيتها استخدام الأسلحة النووية بعد شنها حرباً على جارتها أوكرانيا، معتبرة أن الحديث عن ذلك "مبالغة غربية"، في حين قال بوتين هدد باستخدام السلاح النووي بشكل دفاعي فقط، في حال وجود تهديد حقيقي لروسيا.
منذ بداية الحرب يتجاهل المسؤولون الأمريكيون عمداً تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحرب النووية، معتبرين أن إدخال هذا التهديد في المعادلة من شأنه أن يفسد خططهم لدعم أوكرانيا وهزيمة الروس.
وفقاً لاتحاد العلماء الأمريكيين، تمتلك روسيا مخزوناً إجمالياً للرؤوس الحربية النووية يبلغ 5977 – وهذا هو الأكبر في العالم.
وبالمقارنة، تمتلك الولايات المتحدة 5428 بينما تمتلك فرنسا 290 بينما تمتلك المملكة المتحدة 225.
وتقول نشرة العلماء الذريين إن الترسانة الروسية تضم 4447 رأساً حربياً منها 1588 منتشرة على صواريخ باليستية وقواعد قاذفات ثقيلة.
وتقول إن هناك ما يقرب من 977 رأساً حربياً استراتيجياً إضافياً، إلى جانب 1912 رأساً حربياً غير استراتيجي محتفظ بها في الاحتياط.