أعلنت جمعيات مصرية في تركيا، الخميس، 16 فبراير/شباط 2023، عن جمع تبرعات أولية بلغت قرابة 200 ألف دولار، والمشاركة بتنظيم 5 قوافل إغاثة وحملة تبرع والمشاركة في إجلاء المنكوبين ومهام تطوعية، وذلك ضمن جهود لمختلف الجاليات العربية في تركيا تضامناً مع المتضررين من الزلزال الذي ضرب البلاد في 6 فبراير/شباط.
بحسب ما نقلت الأناضول، فإن الجمعيات تضم كلاً من "ديوان الخير" و"الرواد الجدد" و"أجيال المستقبل" و"أركان"، بجانب "منتدى الشباب المصري" و"اتحاد الطلاب المصريين".
وقال بيان مشترك عن الجمعيات إنه "منذ وقوع الزلزال في 6 فبراير/شباط الجاري، عملت تلك المؤسسات المصرية، بالتنسيق مع عدد من الجهات التركية الرسمية، على إطلاق حملة جمع تبرعات غير محددة المدة، وصلت إلى 3 ملايين و666 ألف ليرة حتى مساء الأربعاء، 15 فبراير/شباط، والمشاركة في تنظيم 5 قوافل إغاثية بالتعاون مع منظمة الإغاثة IHH".
وشملت التبرعات العينية، التي قدمتها تلك المؤسسات، بحسب البيان، "مولدات كهرباء وبطاطين وخيماً ودفايات كهرباء وأغذية وملابس".
عشرات المتطوعين
كما انضم أكثر من 254 عضواً من أعضاء تلك المؤسسات لصفوف المتطوعين لدى بلديات إسطنبول، بجانب المشاركة في إجلاء أكثر من 200 متضرر من المناطق المنكوبة، وإقامة حملة تبرع بالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي شارك فيها المئات، بحسب البيان ذاته.
بدوره، شارك اتحاد الطلاب المصريين في تركيا بجهود في تلك المهام الإغاثية، منها تفعيل خط ساخن لتلقي اتصالات الطلاب المتضررين وتنسيق إجلائهم.
فيما أشار البيان إلى أن "جهود تلك المؤسسات تستمر على مرحلتين، الأولى منذ وقوع الزلزال وتستمر حتى أواخر الأسبوع المقبل، بجانب مرحلة ثانية مستمرة لحين انتهاء إعمار تلك المناطق المنكوبة".
وعن تلك الجهود نقل البيان عن إسلام العوادلي، رئيس جمعية "الرواد الجدد" قوله: "لدينا دين في أعناقنا تجاه تركيا التي احتضنتنا، وتجاه شعبها المضياف الذي رحّب بنا، ونحن نعتبر أنفسنا جزءاً أصيلاً من هذا البلد الكبير، يفرحنا ما يفرحه، ويحزننا ما يحزنه، ومهما قدّمنا فهو قليل في حق تركيا".
من جانبه، قال حسام الفخراني، رئيس مجلس إدارة "أجيال المستقبل": "قمنا بالحملة لأنه وقت رد الجميل، وهي موجهة للشعبين التركي والسوري، وتعمل على توفير الدعم المطلوب، سواء المادي أو العيني أو التطوع".
بدوره وائل المرسي، المدير التنفيذي لجمعية "ديوان الخير"، أفاد بأن الجمعية أطلقت حملة بعنوان "أنا أخوك فلا تبتئس" من باب الوقوف مع تركيا وشعبها في المصاب الجلل، وتخفيف المعاناة عن المتضررين في الشمال السوري، وفق البيان.
مبادرات الجاليات العربية في تركيا
ومنذ وقوع الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا الأسبوع الماضي، تفاعلت الجاليات والشعوب العربية مع الحدث، حيث أُطلقت مبادرات متنوعة شملت تبرعات عينية ومادية، وتبرّعاً بالدم، في تجسيد للأخوّة التركية العربية، بحسب تقرير للأناضول.
وفي السياق، أصدرت 40 جمعية وجالية عربية في تركيا، بياناً مشتركاً، أعلنت فيه "تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب الشعبين التركي والسوري في محنتهم ومصابهم الأليم". داعية "كل المنتسبين إليها لتقديم جميع أنواع الدعم بالتبرع المادي والعيني للجهات الرسمية والمنظمات، وتنظيم قوافل إغاثة لإنقاذ العالقين وإسعاف المصابين وإيواء المشرّدين وتخفيف آثار الزلزال المدمّر".
كان التبرع بالدم واحداً من أهم المجالات التي شاركت بها الجاليات العربية، حيث سُجّل إقبال كثيف للتبرع من خلال الهلال الأحمر التركي، ترافق مع تنظيم من قبل المؤسسات التابعة لهذه الجاليات. وفي هذا الإطار، نظّم البيت المصري التركي حملة تبرّع بالدم تحت عنوان "الدم التركي والمصري واحد" من أجل دعم الشعب التركي الشقيق، بحسب ما نُشر عبر منصته، فيما أعلن اتحاد الجاليات العربية تنظيمه حملة أخرى للتبرع بالدم.
"فلسطين معكم"
بدورها، نظمت مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية الموجودة في تركيا حملة "فلسطين معكم" من أجل التبرع بالدم، فيما قال الناطق باسم الحملة "في إطار الحملة، نشط المتطوعون ضمن محاولات التواصل والوصول إلى المنكوبين ودعم التعرّف على المفقودين، إضافةً إلى تنظيم حملات تبرعات مادية وعينية لمساندة المتضرّرين والنازحين، وحملات للتبرع بالدم".
وتحدث عن الحملة للأناضول في 8 فبراير/شباط، قائلاً: "نحن الآن في نقطة تبرع بالدم والعشرات من أبناء الجالية الفلسطينية هنا بناءً على دعوة وتنسيق للتبرع بالدم من أجل ضحايا الزلزال المدمّر، وكانت هناك حملة للتواصل تعبّر عن التضامن الكامل مع الشعب التركي الشقيق ومع الدولة".
كما شاركت في حملات التبرع بالدم عدة منظمات وجمعيات عربية، منها "الجمعية العربية"، واتحاد الجمعيات المصرية، وجمعية اللمة السورية، والجالية الليبية في تركيا، والجالية العراقية في تركيا، والجمعيات الفلسطينية، والبيت المصري التركي، والبيت اللبناني، والبيت السوري، وجمعية "جنباً إلى جنب" لذوي الاحتياجات الخاصة.
ونُصبت عدة خيام بالمناطق المحددة، مع انتشار كوادر من الهلال الأحمر، وإقبال من المواطنين العرب في مسعى "لتجسيد امتزاج الدم التركي والعربي كما كان في التاريخ"، بحسب المشاركين والقائمين على الحملة التي انتهت الأحد، 12 فبراير/شباط.
وفي إطار الحملة، قال رائد الفضاء السوري، محمد فارس، للأناضول: "العرب والأتراك إخوة، أجدادنا قاتلوا جنباً إلى جنب في معركة جناق قلعة، واستُشهدوا جنباً إلى جنب، واليوم نحن هنا للتبرع بالدم لإخوتنا الأتراك".