دعت الأمم المتحدة، الخميس 16 فبراير/شباط 2023، المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات إنسانية بقيمة مليار دولار إلى ضحايا الزلزال في تركيا التي ضربها زلزال مدمرٌ، الإثنين 6 فبراير/شباط، وتأثرت به سوريا، مخلفاً عشرات الآلاف من القتلى في كلا البلدين.
بحسب بيان صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أوضح أن التمويل سيتم توزيعه على فترة ثلاثة أشهر، ويهدف إلى تسريع مساهمة منظمات الإغاثة في الفعاليات التي تقوم بها الحكومة التركية.
أضاف أن التمويل سيساهم في مساعدة 5.2 مليون شخص في مجالات الغذاء والأمن والتعليم والمياه والمأوى، مشيراً إلى أن "تركيا هي الدولة التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، وهي كريمة مع جيرانها السوريين منذ سنوات".
في حين أشار غوتيريش إلى أن الوقت قد حان لدعم الشعب التركي الذي يتضامن مع جميع الذين يطلبون المساعدة في العالم، واستطرد قائلاً: "أدعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكامل لهذه المبادرة لمواجهة أكبر كارثة طبيعية في عصرنا".
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوة الأول 7.7 درجة والثاني 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
دعم عربي كبير
على أثر ذلك أعلنت عشرات الدول حول العالم عن إطلاق جسور جوية مع تركيا لنقل المساعدات اللازمة، بينما وصل آلاف عناصر البحث والإنقاذ إلى هناك قادمين من دول مختلفة، للمشاركة في أعمال انتشال الأحياء والجثث من تحت الأنقاض عقب الزلزال المدمر.
بدورها، كانت الدول العربية في مقدمة دول العالم من حيث الدعم الذي وصل إلى تركيا وسوريا على حد سواء، وذلك من خلال المواقف الرسمية أو حملات التبرع الشعبية التي تمكنت من جمع ما يقرب من 400 مليون دولار في دول الخليج وحدها.
"تركيا قلب واحد"
وفي تركيا كذلك، انطلقت حملة تبرع شعبية، الأربعاء، تحت اسم "تركيا قلب واحد" عبر بث حي نقلته 213 محطة تلفزيونية و562 إذاعة داخل وخارج تركيا على الهواء مباشرة، وشارك في تقديمها مشاهير أتراك، تمكنت من جمع أكثر من 6 مليارات دولار، في غضون 7 ساعات، لصالح المتضررين من الزلزال.
الحملة التي بثتها قنوات وإذاعات في تركيا وأذربيجان وقبرص التركية، لاقت دعماً واسعاً من رجال أعمال وشركات وساسة ورياضيين وممثلين، ووصفتها وسائل إعلام تركية بأنها أكبر حملة تبرعات في البلاد، ولقيت استجابة رسمية وشعبية.
وفي مداخلة هاتفية، أثناء انطلاق الحملة، قال أردوغان إن بلاده تهدف إلى تشييد مبانٍ جديدة وآمنة خلال عام واحد، مكان كل مبنى تهدَّم في الزلزال المزدوج. وأضاف: "اعتباراً من بداية مارس/آذار المقبل، سنضع حجر الأساس لـ30 ألف وحدة سكنية، وبذلك سنكون قد بدأنا إعادة إعمار المناطق المهدمة".
وعلى مدار 7 ساعات من البث المباشر، تلقت الحملة تبرعات كبيرة وصلت قيمتها إلى 115 ملياراً و146 مليوناً و528 ألف ليرة تركية (نحو 6.1 مليار دولار). وفي اتصال هاتفي، أعلن رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، عن دعم الحملة بمليون يورو.