حذَّر الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، من خطر نفاد الذخيرة وقطع غيار الأسلحة لدى كييف والغرب في الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ عام، بينما يتجهز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لجولات أخرى من الحرب"، بحسب ما نقلت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2023.
وقال ستولتنبرغ إن على دول الغرب، العضو في الحلف، أن تزود كييف بالأسلحة التي تحتاجها "للفوز بهذه الحرب.. فلا نلحظ بوادر على أن الرئيس بوتين يستعد للسلام.. ما نراه أنه يستعد لهجمات وجولات جديدة من الحرب".
أضاف: "أصبحت هذه الحرب حرب استنزاف طاحنة، وبالتالي فهي أيضاً معركة لوجيستية. أمام الحلفاء مهمة كبيرة ليتمكنوا من توفير الذخيرة والوقود وقطع الغيار اللازمة".
تعهّد ألماني بإنتاج ذخائر
يأتي ذلك بينما تعهَّد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، بزيادة إنتاج الذخيرة لمدافع غيبارد المضادة للطائرات التي سلمتها ألمانيا إلى كييف. وقال: "سنبدأ بسرعة إنتاجنا الخاص من ذخيرة غيبارد في راينميتال".
وتعتزم رينميتال، اعتباراً من هذا الصيف، إنتاج 300 ألف قذيفة من الذخيرة المضادة للطائرات لأوكرانيا. وحتى الآن، كانت ذخيرة غيبارد تُصنع في سويسرا، لكنها عارضت تسليمها إلى أوكرانيا.
ومن أمثلة الذخيرة المعرضة للنفاد قذائف المدفعية عيار 155 ملم، التي تطلقها أوكرانيا بمعدل 5000 قذيفة في اليوم، وزاد وقت انتظار طلبيات الذخيرة من عام إلى 28 شهراً في ظل الصعوبات التي تواجهها شركات الأسلحة لمواكبة الطلب.
في السياق، قال ستولتنبرغ: "الحرب في أوكرانيا تستهلك كميات مهولة من الذخيرة وتستنزف مخزونات أعضاء الحلف. المعدل الحالي لاستهلاك الذخيرة في أوكرانيا أعلى بمراحل من معدل إنتاجنا الحالي".
حرب الاستنزاف
من جانبه، قال إيغور تشيرنيف، النائب عن حزب زيلينسكي ورئيس الوفد الأوكراني إلى الناتو: "نحن في المرحلة الثالثة من الحرب، وهي حرب الاستنزاف. كانت المرحلة الأولى الحرب الخاطفة التي لم ينجح الروس فيها؛ والثانية كانت الابتزاز. والآن اتخذوا قراراً بتحويلها إلى حرب استنزاف، وفي حرب الاستنزاف، تكون لكمية الذخيرة أهمية كبرى".
في الوقت ذاته، أشار تشيرنيف إلى أنه رغم تأثير العقوبات على قدرة روسيا على تجديد أسلحتها المتقدمة، فقد "زادت إنتاج الذخيرة بالآلاف يومياً"، وأضاف: "هم يستخدمون قذائف المدفعية بالآلاف لتسوية قرى بالأرض. صحيح أن الكم يفوق الكيف، لكنهم يملكون الكم".
كما لفت تشيرنيف إلى أن صواريخ هيمارس التي وفرها الغرب لأوكرانيا ومكنتها من قصف مخزونات المدفعية الروسية "غيرت قواعد اللعبة". وقبل أن تبدأ أوكرانيا في استخدامها، كانت روسيا تطلق "ما بين 60 و70 ألف قذيفة في اليوم. والآن تطلق حوالي 20 ألف قذيفة، ومع ذلك فهذا يفوق ما نستخدمه بأربعة أضعاف".
وأجبرت ضربات "هيمارس" روسيا على نقل مخزونات ذخيرتها خارج أوكرانيا، وهذا زاد من صعوبة توفير الإمدادات، لكنه أعجز أوكرانيا أيضاً عن الوصول إليها. وقال تشيرنيف: "لهذا السبب نحتاج أيضاً إلى صواريخ بمدى أطول يصل إلى 300 كيلومتر".
أضاف: "بعد التعبئة، نعلم أنه لم يعد لدينا ما يكفي من القوة البشرية لصد الهجمات المباشرة من الروس، ولكن إذا تمكنا من تدمير سلاسلهم اللوجستية، ومستودعاتهم، فيمكننا ذلك. يمكنهم الاستمرار في إنتاج الذخيرة ولكن إذا لم يتمكنوا من نقلها إلى الخطوط الأمامية فلن يتمكنوا من استخدامها".