قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أولى قوافل المساعدات من المنظمة الدولية دخلت شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة من تركيا من معبر باب السلامة الذي فتح حديثاً، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2023.
وصرح المتحدث لرويترز أن المنظمة الدولية للهجرة هي التي سلمت المساعدات، دون أن يقدم تفاصيل عن حجم المساعدات أو نوعها والتي وصلت للمناطق التي هزها الزلزال المدمر الأسبوع الماضي.
ومساء الإثنين 13 فبراير/شباط، أعلنت الأمم المتحدة أن النظام السوري وافق على فتح معبرين حدوديين جديدين بين تركيا وسوريا "لفترة أولية مدتها ثلاثة أشهر للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب"، في إشارة إلى معبري "باب السلامة" و"الراعي".
والثلاثاء، دخلت إلى الشمال قافلة من ثماني شاحنات من الأمم المتحدة، تحوي مواد إغاثية، بحسب ما نقل موقع "عنب بلدي" المحلي عن مصادر في المعبر الحدودي مع تركيا.
وقال الموقع إن معبر "الراعي" لم يسجل دخول أي مساعدات أممية، وسط غياب المعلومات المتعلقة بوجود شاحنات ستمر عبر المعبر خلال الفترة المقبلة.
يُذكر أن هذه أول قافلة أممية تدخل معبراً حدودياً بين تركيا وسوريا غير معبر "باب الهوى" منذ وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا الإثنين 6 فبراير/شباط، وأودى بحياة أكثر من 37 ألفاً، بينما يتواصل البحث عن الجثث تحت الأنقاض.
ومنذ العام 2020 أوقفت الأمم المتحدة عمليات إدخال المساعدات عبر باب السلامة، وذلك بسبب ضغوط روسية على مجلس الأمن الدولي، بحجة أن استخدام المعبر "ينتهك" سيادة النظام السوري المدعوم من موسكو التي تستخدم حق النقض "الفيتو" بمجلس الأمن.
من جانب آخر، وصل وفد طبي مؤلف من 14 طبيباً سورياً أمريكياً إلى شمال غربي سوريا للمساعدة في تقديم العلاج لمتضرري الزلزال في المنطقة عبر معبر باب الهوى، بحسب ما أفاد موقع "تلفزيون سوريا".
وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل أول وفد أممي رفيع المستوى إلى شمال غربي سوريا للاطلاع على أوضاع المنطقة، وذلك بعد مضي 9 أيام على كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
والثلاثاء، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، إطلاق نداء إنساني بقيمة 397 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الزلزال في سوريا، سيغطي الاحتياجات الإنسانية لمدة 3 أشهر.
وفي مؤتمر صحفي، قال غوتيريش إن "الاحتياجات هائلة"، مضيفاً أن "جهود الاستجابة في سوريا تضم منظومة الأمم المتحدة بأسرها وشركاءها الإنسانيين، وتساعد في تأمين الإغاثة التي تمس الحاجة إليها والمنقذة للحياة، بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية والغذاء والحماية، لنحو 5 ملايين سوري".
والإثنين أمس، أعلن غوتيريش التوصل إلى اتفاق من أجل استخدام معبري باب السلامة والراعي بولاية كيليس جنوبي تركيا، إلى جانب معبر "باب الهوى" بولاية هطاي لإدخال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سوريا، مشيراً إلى أن الموافقة جرت خلال جلسة خاصة بسوريا لمجلس الأمن الدولي.
وأكد الأهمية الملحة لإيصال الأغذية وتوفير الرعاية الصحية والحماية والإيواء ومستلزمات شتوية والمواد الأساسية الأخرى لملايين المتضررين جراء الزلزال، لافتاً إلى أن النظام السوري وافق على استخدام نقطتي عبور جديدتين من تركيا إلى سوريا بغية القدرة على تقديم المساعدات الإنسانية عقب الزلزال.