انتقد رئيس مجموعة الخوذ البيضاء، التي تديرها المعارضة السورية، الثلاثاء 14 فبراير/شباط 2023، قرار الأمم المتحدة، الذي منح رئيس النظام السوري بشار الأسد الفرصة بأن تكون له كلمة بشأن تقسيم مساعداتها عبر المعابر الحدودية مع تركيا، قائلاً إنه منحه "مكاسب سياسية مجانية".
جاء تصريح منظمة الخوذ البيضاء بعد أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، أن الأسد وافق على السماح للأمم المتحدة بتسليم مساعدات إلى شمال غربي سوريا، الخاضع لسيطرة المعارضة، عبر معبرين حدوديين مع تركيا لمدة 3 أشهر.
وتعني موافقة الأسد أن الأمم المتحدة يمكنها الآن استخدام ما مجموعه ثلاثة معابر حدودية مع تركيا، للوصول إلى شمال غربي سوريا، التي عصفت بها الحرب.
الخوذ البيضاء "مصدومة" من قرار الأمم المتحدة
قال رائد الصالح، رئيس جماعة الخوذ البيضاء لرويترز: "هذا أمر صادم، ونحن في حيرة من تصرفات الأمم المتحدة".
وتتماشى تصريحاته مع المشاعر التي أبداها الكثير من السوريين في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي دمرها زلزال عنيف الأسبوع الماضي.
وكان الصالح قد اتهم الأمم المتحدة بالفشل في إيصال المساعدات الإنسانية المناسبة إلى المناطق المنكوبة، بعد أن دمرها الزلزال القوي والهزات الارتدادية التي أعقبته.
كما أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في وقت سابق، على أن تعامل الأمم المتحدة مع كارثة الزلزال في سوريا "كان مسيّساً"؛ حيث وُجّه الدعم الأممي المقدم إلى نظام بشار الأسد.
بيان الائتلاف أشار إلى أن "منظمات الأمم المتحدة وجهت الدعم لنظام الأسد، وتركت الأنقاض تخنق المدنيين في المناطق المحررة، رغم الأضرار البالغة التي لحقت بها".
وجاء في البيان: "يدعو الائتلاف الوطني المجتمع الدولي إلى التحرك الفعال خارج الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لإغاثة السوريين، وإرسال الفرق المختصة، وإنشاء مراكز إيواء عاجلة لعشرات الآلاف من العائلات التي شردت.
لم تنكر الأمم المتحدة تقصيرها تجاه الشمال السوري، فقد أقر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، الجمعة، بأن المجتمع الدولي خذل من يعيشون في شمال غربي سوريا، وقال إنهم محقون في شعورهم بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم بعد كارثة الزلزال.
الأمم المتحدة تبرر موقفها
حاولت الأمم المتحدة تدارُك الأمر في البداية، فقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، إن 14 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية عبرت الحدود إلى سوريا، بعد مغادرتها مدينة غازي عنتاب بجنوبي تركيا، يوم الجمعة.
وأفادت بأن الشاحنات المتجهة إلى إدلب، التي تخضع لسيطرة المعارضة، محملة باحتياجات من بينها مدافئ كهربائية وخيام وبطانيات.
إلا أن هذه المساعدات هي اعتيادية وليست مرتبطة بالاستجابة للزلزال، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، بول ديلون، إن "الوضع المحدد مسبقاً" فيما يتعلق بالمساعدات ليس هو القضية.
وأضاف أن "القضية هي أن يتم توصيل المساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها والمناسبة للمشردين، بما في ذلك الخيام والبطانيات وغيرها من المواد، إلى شمال غربي سوريا في هذا الوقت".
ويُنسب للخوذ البيضاء الفضل في إنقاذ آلاف الأشخاص في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، والتي تعرضت للقصف من جانب القوات الحكومية والروسية، في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 12 عاماً.
تحرك من مجلس الأمن
وتصل المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة التي ضربها الزلزال، لكن الشمال الغربي الذي يسيطر عليه المتمردون لم يتلقَّ سوى القليل من المساعدات. وقال مصدر من هيئة تحرير الشام التي تسيطر على جزء كبير من المنطقة، إنها لن تسمح بدخول الشحنات عبر الخطوط الأمامية من المناطق التي يسيطر عليها النظام.
ويعارض النظام منذ وقت طويل تسليم المساعدات عبر حدوده، ووصف ذلك بأنه انتهاك لسيادته. ويقول إنه ينبغي تسليم المزيد من المساعدات عبر الخطوط الأمامية للحرب الأهلية المستمرة منذ 12 عاماً.
وكان جريفيث قد أشار مطلع الأسبوع إلى أنه سيسعى للحصول على تصريح من مجلس الأمن، لزيادة الوصول من تركيا إذا لم يوافق النظام السوري على ذلك.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، إنه إذا لم يتم تنفيذ اتفاق الأسد بشفافية واستدامة دون عقبات، فيجب على مجلس الأمن النظر في اعتماد قرار يسمح بالوصول.
ويحتاج تمرير القرار إلى تسعة أصوات لصالحه، وألا تستخدم روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.