حذَّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، السبت 11 فبراير/شباط 2023، من أن حصيلة وفيات الزلزال الشديد الذي ضرب تركيا وسوريا، والتي تخطت حتى الآن 28 ألف قتيل، "ستتضاعف أو أكثر"، وذلك في وقت تواصل فيه فرق الإنقاذ البحث عن ناجين تحت أنقاض المباني المدمرة.
كان غريفيث قد زار مدينة كهرمان مرعش بتركيا، وهي مركز الزلزال الذي ضرب المنطقة بقوة 7.8 درجة، والذي وقع الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
غريفيث قال في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز": "أعتقد أن من الصعب تقييم (الحصيلة) بدقة؛ لأنّه علينا أن نرى تحت الأنقاض، لكنني واثق بأنها ستتضاعف أو أكثر"، وأضاف: "لم نبدأ فعلياً تعداد القتلى بعد"، واصفاً الزلزال بأنه "أسوأ حدث منذ 100 عام في هذه المنطقة".
كذلك أضاف غريفيث، السبت 11 فبراير/شباط 2023، في فيديو نُشر بحسابه على تويتر: "قريباً سيخلي الأشخاص المكلفون بعمليات البحث والإغاثة المكان للوكالات الإنسانية التي سيقضي عملها بالاهتمام بالعدد الاستثنائي من الأشخاص المتضررين خلال الأشهر المقبلة".
وأشاد غريفيث خلال إفادة صحفية في إقليم كهرمان مرعش التركي، باستجابة تركيا للكارثة ووصفها بأنها "استثنائية".
يأتي هذا فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن عدد المتضررين من جراء الزلزال بلغ نحو 26 مليون شخص، وأطلقت نداء لجمع 42.8 مليون دولار لتمويل الحاجات العاجلة على الصعيد الصحي.
في موازاة ذلك، تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين، وأكدت الوكالة الحكومية لإدارة الكوارث الطبيعية في تركيا، مشاركة نحو 32 ألف شخص في عمليات البحث والإنقاذ، إضافة إلى أكثر من ثمانية آلاف مسعف أجنبي.
كذلك ينتشر أكثر من 25 ألف جندي تركي في المناطق المتضررة، وفقاً لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار.
كان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، قد أعلن مساء السبت عن ارتفاع حصيلة وفيات الزلزال بتركيا إلى 24 ألفاً و617، فيما تجاوز عدد المصابين 80 ألفاً، كما ارتفعت حصيلة الوفيات في شمال غربي سوريا إلى 2167، وأكثر من 2950 مصاباً.
في حين أعلنت وزارة الصحة التابعة لنظام الأسد، مساء السبت 11 فبراير/شباط 2023، عن ارتفاع عدد ضحايا الهزة الأرضية في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، إلى 1408 وفيات و2341 إصابة.
يُصنف الزلزال، الذي ضرب تركيا وسوريا، والذي أعقبته عدة هزات ارتدادية قوية في تركيا وسوريا، على أنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية في هذا القرن، متجاوزاً زلزال اليابان عام 2011 وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته.
كان زلزال قوي مماثل قد ضرب شمال غربي تركيا عام 1999 وأودى بحياة أكثر من 17 ألفاً.
على الرغم من الكارثة التي حلّت بسكان شمال غربي سوريا، فإن المنطقة تعاني بشكل حاد من نقص المساعدات، ولم يدخل سوى القليل جداً منها.
يوجد في شمال غربي سوريا كثير من النازحين بالفعل من مناطق أخرى من البلاد، بعدما اضطروا إلى ترك منازلهم جراء استعادة قوات النظام للمناطق التي كانوا يعيشون فيها، وبعد الزلزال أصبحوا الآن بلا مأوى مرة أخرى.
الدفاع المدني المسؤول عن عمليات الإنقاذ شمال غربي سوريا، أشار إلى أن فرقه تواصل عمليات البحث لانتشال جثث المتوفين، وسط ظروف صعبة جداً بالعمل تحت أنقاض المباني.