وثَّق فريق الإنقاذ التركي، السبت 11 فبراير/شباط 2023، عملية إنقاذ سيدة تركية، بعد أن ظلت خمسة أيام كاملة تحت ركام منزلها المتهدم جراء الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، الإثنين 5 فبراير/شباط 2023، وأودى بحياة آلاف الأشخاص ودمر آلاف المنازل وشرّد عشرات الآلاف من المواطنين.
كان زلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
وزير الصحة يعلق على إنقاذ سيدة تركية من تحت الركام
وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، نشر مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي بتويتر يوثق حواراً بين السيدة التي تم إنقاذها وهي في سيارة الإسعاف، وبين المسعف وقد قالت السيدة للمسعف: "أنا دعوت الله كثيراً، وقلت رب أنت لم تترك حضرة يوسف جائعاً وبلا ماء فلا تتركني.. أنا أؤمن بذلك.. يا رب تكون ابنتي بخير"، فقال لها المسعف إن عملية إنقاذها كانت معجزة.
في حين علق وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، على عملية الإنقاذ الصعبة للسيدة بالقول: "السيدة خرجت من تحت الأنقاض بعد نحو 119 ساعة". وأوضح قوجة أن استمرار العمل لإنقاذها بلغ 13 ساعة، وأورد أن المرأة كانت تكرر دائماً: "يا رب أنت لم تترك (النبي) يوسف جائعاً ولا عَطِشاً فلا تتركني أيضاً".
في الوقت نفسه، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال جنوبي البلاد إلى 22 ألفاً و327. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مساء السبت، في مركز التنسيق في حالات الطوارئ بمشاركة وزير الدفاع خلوصي أكار. وقال قوجة إن 22 ألفاً و327 شخصاً فقدوا حياتهم جراء الكارثة، فيما نجا 80 ألفاً و278 مصاباً (حتى الساعة 16.30 تغ).
كما أشار إلى أن المستشفى الجامعي في هطاي يواصل حالياً تقديم جميع أشكال الخدمات الطبية للمصابين بسبب الزلزال. وذكر وزير الصحة أن الفرق الطبية تبذل قصارى جهدها وتقدم الخدمات أيضاً في الولايات الأخرى المتضررة من الكارثة.
أردوغان يكشف القوة التدميرية لزلزال تركيا
في سياق متصل، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الزلزال الذي ضرب المناطق الجنوبية من تركيا بأنه أقوى وأكثر تدميراً بثلاثة أضعاف من زلزال عام 1999 المحفور في ذاكرة البلاد.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال زيارته مخيماً للمتضررين من الزلزال بمنطقة قايا بنار صلاح الدين الأيوبي بولاية ديار بكر. وأشار الرئيس التركي إلى أن الزلزال تسبب في دمار على مساحة 500 كيلومتر، وشُعر به على مساحة 1000 كيلومتر.
في حين تخطط الدولة التركية، بحسب الرئيس أردوغان، لإعادة بناء مئات الآلاف من المساكن مع بنيتها التحتية والفوقية وإعادة إنشاء المدن التي تعرضت لدمار كبير جراء الزلزال.
كما أعلن أردوغان تخصيص كافة المساكن الجامعية للمتضررين من الزلزال والانتقال إلى نظام التعليم عن بعد في الجامعات حتى الصيف القادم. وأشار إلى أن آثار التدمير شملت منطقة أوسع من زلزال أرزينجان عام 1939 وكانت أكثر شدة وتدميراً.
فيما أوضح أن الزلزال كان عنيفاً، ولا يمكن مقارنته بالزلازل التي تجاوزت شدتها 7 درجات في تاريخ تركيا كزلازل جانقير 1943 وجناق قلعة 1953 وغردا 1944 وفارتو 1966 ومودورنو 1967 وغاديز 1970 ومرادية 1976.
وأكد أن الزلزالين المتعاقبين والهزات التي تبعتهما ستسجل بأنها من أعنف الزلازل بتاريخ تركيا. واستشهد الرئيس التركي بتوصيف العلماء حول العالم لحجم الزلزال ومدى الدمار الذي خلفه. كما قال: "المدن التي ضربها الزلزال يسكن فيها 13.5 مليون إنسان. فيما يقطن نحو 20 مليون إنسان في إجمالي المنطقة التي شكل فيها الزلزال رعباً للسكان".