أعلنت ليبيا، السبت 11 فبراير/شباط 2023، انطلاق أول رحلة ضمن خطة الجسر الجوي محملة بشحنات مساعدات للشعبين التركي والسوري، ليصل عدد الدول العربية التي أعلنت رسمياً عن إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا إلى 15، منذ وقوع الزلزال المدمر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023.
وفيما تستمر جهود فرق الإنقاذ، بما فيها القادمة من دول عربية عدة في البحث عن ناجين، رغم الأمل الضئيل بإيجادهم بعد مرور أكثر من 136 ساعة على الزلزال، تستمر كذلك على نفس الوتيرة جهود الدعم القادمة من الدول العربية، إغاثياً وطبياً، وذلك لليوم السادس بعد الزلزال.
جهود إغاثية
وفي بيان لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، قالت إن "أولى رحلات الجسر الجوي انطلقت السبت، لمساعدة الشعبين الشقيقين التركي والسوري".
تحمل الشحنة، وفق البيان الليبي "أطناناً من الأدوية والمواد الغذائية المختلفة والخيم والأغطية والمدافئ".
والثلاثاء، توجه 500 عنصر فني من جهاز المباحث الجنائية وهيئة السلامة الوطنية وجهاز الطب العسكري وطب الميدان والطوارئ من طرابلس الليبية إلى تركيا للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
وتنضم ليبيا بهذه الرحلة إلى السعودية، وقطر، والكويت، والإمارات، ومصر، ولبنان، والجزائر، والأردن، والبحرين، وليبيا، وتونس، وفلسطين، والعراق وموريتانيا، والتي أعلنت جميعاً في بيانات رسمية منفصلة على مدار الأيام الماضية، إطلاق جسور جوية لدعم المتضررين.
السبت كذلك، وصلت طائرة مساعدات سعودية سادسة وفرق إنقاذ بحرينية ولبنانية إلى تركيا لدعمها في عمليات الإنقاذ المستمرة.
حيث أفادت وكالة الأنباء السعودية، بأنه "وصلت مطار غازي عنتاب التركي، السبت، الطائرة الإغاثية السادسة، تحمل على متنها 98 طناً من المساعدات الإغاثية".
تشمل المساعدات وفق الوكالة "المواد الغذائية والخيام والبطانيات والبسط والحقائب الإيوائية والمواد الطبية"، وذلك إنفاذاً لتوجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ضمن الجسر الإغاثي السعودي لمساعدة تركيا وسوريا.
وعلى مدى يومي الخميس والجمعة، وصلت إلى تركيا 5 طائرات سعودية إغاثية، تقل فرق الإسعاف والإنقاذ المتخصصة وعشرات الأطنان من المواد الإغاثية والمواد الطبية، وفق بيانات سابقة للوكالة.
كما أفادت وكالة الأنباء البحرينية، بأنه "وصل، السبت، فريق البحث والإنقاذ التابع للحرس الملكي بقوة دفاع البحرين إلى مطار غازي عنتاب؛ للمشاركة في مهمة الإغاثة الإنسانية والبدء في عملية سواعد الغيث"، ووفق الوكالة فقد "باشر الفريق مهامه من مقاطعة هطاي جنوبي تركيا".
كذلك سيرت سلطنة عمان رحلات إغاثة جوية إلى تركيا بواسطة طائرات نقل عسكرية لسلاح الجو السلطاني العماني، وتحمل على متنها مواد إغاثية متنوعة، وفق وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
كما غادرت بعثة إنقاذ جديدة من لبنان إلى تركيا، السبت، للمشاركة في أعمال الإغاثة بالمناطق المنكوبة جراء الزلزال.
وأشار وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين عبر تويتر، إلى استمرار "بعثات الإغاثة اللبنانية بمد يد العون للشعبين السوري والتركي"، وأضاف: "ودعنا صباحاً وفداً كشفياً لبنانياً من جمعية (الكشاف المسلم)، مغادراً إلى تركيا للمشاركة في أعمال الإغاثة في المناطق المنكوبة بالتنسيق مع الكشاف التركي".
وسبق للبنان إرسال فريق إنقاذ إلى تركيا للمساعدة في جهود الإغاثة، ضم عناصر من الجيش، والدفاع المدني والصليب الأحمر.
حملات شعبية
في السعودية، شارك أكثر من 709 آلاف شخص، السبت، في حملة تبرعات شعبية لإغاثة سوريا وتركيا، بحصيلة تقترب من 250 مليون ريال (66.6 مليون دولار).
جاء ذلك بحسب رصد بيانات منصة "ساهم" السعودية (حكومية)، المسؤولة عن "الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا وتركيا"، التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة (حكومي) الأربعاء.
تأتي حصيلة المشاركات والتبرعات الأولية التي رصدتها الأناضول، خلال أقل من 3 أيام من انطلاق حملة الإغاثة، عقب توجيه ملكي الثلاثاء بإطلاقها.
فيما حققت حملة "الكويت بجانبكم" الرسمية، السبت، تبرعات بـ42.6 مليون دولار في الساعات الست الأولى من انطلاقها لدعم ضحايا زلزال تركيا وسوريا، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
ووفق الوكالة "تجاوزت حصيلة تبرعات الحملة 13 مليون دينار كويتي (42.6 مليون دولار) من متبرعين تجاوز عددهم 65 ألفاً، وذلك في الساعات الست الأولى من انطلاقها".
بدأت الحملة عبر "بث مباشر على تلفزيون الكويت (رسمي) الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي، على أن تنتهي في منتصف ليل (السبت/الأحد)" بالتوقيت المحلي، بحسب المصدر نفسه.
وانطلقت الحملة بـ"التعاون بين وزارات الخارجية والإعلام والشؤون الاجتماعية، توحيداً للجهود المبذولة إثر الزلزال المدمّر".
والجمعة، أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التبرع بـ50 مليون ريال قطري (14 مليون دولار) ضمن حملة بث مباشر للتلفزيون القطري حققت حتى منتصف الليلة الماضية 46 مليون دولار، والجزائر بـ45 مليون دولار، والضفة الغربية في فلسطين، بقيمة تصل إلى نحو 3 ملايين و500 ألف شيكل (نحو مليون دولار).
جهود طبية
من جانبها، أعلنت الإمارات استعدادها لافتتاح المرحلة الأولى من المستشفى الميداني في منطقة الطوارئ بغازي عنتاب.
حيث ذكرت مصادر دبلوماسية إماراتية للأناضول، أن الإمارات بدأت "الاستعدادات لبدء استقبال الجرحى والمتضررين لتقديم الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية".
وأضافت أنه سيتم "افتتاح قسم الطوارئ وقسم العمليات وقسم العناية المركزة وقسم الأشعة المقطعية وقسم التعقيم".
وأردفت المصادر أنه "جارٍ أيضاً العمل على فتح باقي الأقسام في المرحلة الثانية والتي تشمل قسم المختبر وقسم الأشعة والصيدلة وقسم الأسنان والعيادات الخارجية وأجنحة المرضى بسعة 50 سريراً".
وأشارت إلى أن "عدد الأطباء بالمستشفى يبلغ 15 طبيباً من مختلف التخصصات
و60 ممرضاً وفنياً".
وإضافة إلى ذلك قالت المصادر إن المستشفى الميداني "يضم ضباطاً وأفراداً من القوات المسلحة الإماراتية"، مشيرة إلى أن " تنفيذ التدخلات سيتم بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة التركية".
وتابعت المصادر: أن الجهود "ستتواصل من خلال كوادر إماراتية مؤهلة للعمل على تقديم الدعم الطبي للتخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال، وتوفير كافة الإمكانات والموارد، وتقديم يد العون للمصابين تحت إشراف فريق طبي متخصص".
وحتى الجمعة، وصلت إلى كل من تركيا وسوريا 27 طائرة شحن ضمن عملية "الفارس الشهم/2" التي تقودها قيادة العمليات المشتركة بتوجيهات القيادة الإماراتية وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وبحسب الوكالة، أمس، فإن "إجمالي ما سيرته الإمارات إلى تركيا بلغ 17 طائرة شحن، فيما بلغ إجمالي ما سيرته إلى سوريا 10 طائرات شحن على متنها مواد إغاثية وغذائية ومواد طبية وخيام إيواء".
وبلغ عدد فرق البحث والإنقاذ الإماراتية في جمهوريتي تركيا وسوريا، بحسب الوكالة، 134 فرد إنقاذ إماراتياً يقومون بواجبهم الإنساني.
وفجر 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوّته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية، مخلفة خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
أعلن مفوض الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، السبت 11 فبراير 2023، أن عمليات الإنقاذ "بدأت تقترب من النهاية" في الولايات التركية العشر المتضررة من الزلزال المدمر، فيما أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الزلزال إلى 24 ألفاً و617.