تُواصل الجهود العربية الرسمية، عبر فرق إنقاذ ورحلات إغاثية ومساعدات إنسانية وجهود شخصية، تضميد جراح المتضررين من زلزال مدمر ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين 6 فبراير/شباط 2023، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
السفير التركي في الدوحة مصطفى كوكصو، قال إن الدفعة الأولى من البيوت المتنقلة التي خصصتها قطر لمتضرري الزلزال في تركيا، باتت جاهزة لإرسالها، الأحد. وذكر السفير التركي، في تصريح لمراسل "الأناضول"، أن الدفعة الأولى تتضمن 306 بيوت متنقلة مجهزة بالكامل للمعيشة.
جهود إغاثة من قطر لضحايا الزلزال
فور وقوع الزلزال أعلنت الدوحة تخصيصها 10 آلاف بيت متنقل، سيتم إرسالها إلى المناطق المتضررة من كارثة الزلزال في تركيا وسوريا.
أوضح كوكصو أنه "من المقرر إرسال باقي البيوت تباعاً خلال الأيام المقبلة، حسب الإمكانات اللوجستية". وأشار إلى أن "هناك تنسيقاً مستمراً مع الجهات القطرية المعنية لتنظيم أمور المساعدات التي تجريها قطر لصالح متضرري الزلزال".
كما هرعت قطر منذ الساعات الأولى للزلزال، إلى تقديم المساعدة عبر جسر جوي يحمل فريقاً من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي "لخويا".
بينما جمعت حملة "عون وسند" الشعبية نحو 46 مليون دولار لصالح منكوبي الزلزال، منها تبرع بنحو 14 مليون دولار من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
فريق إنقاذ سعودي يواصل أعماله في تركيا
من جهة أخرى أفادت وكالة الأنباء السعودية، الأحد، عبر حسابها بـ"تويتر"، بأن "فريق البحث والإنقاذ السعودي يواصل في تركيا عملياته الميدانية بالمناطق المتضررة من الزلزال"، مستعرضة عبر مقطع فيديو، تلك الجهود.
يتكون فريق البحث والإنقاذ السعودي من منقذين وأطباء وفنيي طب طوارئ ومشرفي وسائل البحث ومهندسين وفنيي صيانة واتصالات وأمن وسلامة.
أما في الكويت، فأعلن رئيس فريق البحث والإنقاذ أيمن المفرح، الأحد، أن الفريق يواصل عملياته على مدار 24 ساعة، في المواقع المتضررة من الزلزال والمناطق المنكوبة بتركيا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
بينما أعلنت جمعية السالم للأعمال الإنسانية والخيرية، الأحد، تخصيص أكثر من 350 ألف دينار كويتي ( نحو 1.147.468 دولار أمريكي) من حملتها السنوية "شاحنات الكويت" لمصلحة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا، بحسب الوكالة.
قال المدير العام للجمعية ضاري البعيجان، إنه "من المقرر أن تصل يوم الإثنين، طائرة إغاثية لمصلحة المتضررين، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية في الكويت".
طائرات إغاثة عراقية لضحايا زلزال تركيا
أما في العراق، فأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، الأحد، اعتزام إرسال طائرتين محملتين بالمواد الإغاثية اليوم إلى سوريا، وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وفق تصريح المتحدث باسم الأمانة حيدر مجيد للوكالة، "سبق أن وجه العراق 24 طلعة جوية تحمل مساعدات لتركيا وسوريا عبر جسر جوي وجَّه بإنشائه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني". وأضاف مجيد أن "عملية الجسر الجوي ما بين سوريا وتركيا مستمرة بتوجيه رئيس مجلس الوزراء".
فيما أجرى "السوداني" اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قدّم فيه التعازي، مؤكداً "استمرار العراق في تسيير الجسر الجوي لنقل المساعدات الطبية والإنسانية ومواد الإغاثة إلى المناطق المنكوبة"، وفق الوكالة.
فلسطين تدعم ضحايا الزلزال
بدوره، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن "فريق بلاده للتدخل والاستجابة العاجلة إلى سوريا وتركيا يقوم بجهود إغاثية استثنائية"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
أما في الجزائر، فقدّم الرئيس عبد المجيد تبون، مساء السبت، التحية لفرق الإنقاذ الموجودة في تركيا وسوريا، قائلاً عبر تويتر: "تحية كبرى لكم جميعاً على ما تزرعونه من بسمة وسعادة بين أهلنا في تركيا وسوريا بكل احترافية بل وبطولة، أنتم فخر الجزائر".
كذلك وفي ليبيا، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، عبر حسابه بـ"تويتر"، مساء السبت: "فخور بأبناء ليبيا الذين يواصلون العمل منذ وصولهم إلى تركيا وسوريا في عمليات الإنقاذ والمساعدة الإنسانية".
من طرابلس، انطلقت السبت، أولى رحلات الجسر الجوي المقدم من حكومة الوحدة الوطنية بليبيا لمساعدة الشعبين السوري والتركي، "تشمل أطناناً من الأدوية والمواد الغذائية المختلفة والخيم والأغطية والمدافئ"، وفق وكالة الأنباء الرسمية بالبلاد. وأشارت الوكالة إلى أن "فرق الإنقاذ الليبية تواصل تقديم المساعدة والخدمات للمتضررين جراء الزلزال". وأوضحت أن "حجم الكارثة يحتم علينا الاستمرار في القيام بواجبنا في التخفيف من معاناة الشعبين السوري والتركي".
بعثة كشفية لبنانية تصل إلى تركيا
في لبنان، غادرت بعثة كشفية لبنانية إلى تركيا، السبت؛ للمشاركة في أعمال الإغاثة بالمناطق المنكوبة جراء الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا.
قال وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين، إن "لبنان سيستكمل إرسال بعثات إغاثية لمساندة الدول المتضررة انطلاقاً من واجباته تجاه الدول الصديقة وشعوبها"، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
في سياق متصل تنوعت جهود الأشخاص في دعم مصابي الزلزال، ففي إسطنبول، نظم شباب مصريون كثر حملات للتبرع بالدم من أجل إرساله إلى المستشفيات لعلاج المصابين من الزلزال المدمر.
كما انضم فريق من شباب ليبي، للمشاركة في البحث عن مصابين تحت الأنقاض بالأماكن المنكوبة، في حين قدم أصحاب مطاعم سورية في إسطنبول وجبات للمصابين الذين قدموا إلى إسطنبول للعلاج، كما شارك شباب سعودي في جهود الإنقاذ بالمدن المنكوبة.
يذكر أنه منذ وقوع الزلزال وحتى الجمعة، أعلنت 16 دولة عربية إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، وهي: السعودية وقطر والكويت والإمارات ومصر ولبنان والجزائر والأردن والبحرين وليبيا وتونس وفلسطين والعراق وموريتانيا والسودان وعمان.