السيسي من مؤتمر دعم القدس: أدعو إسرائيل لتكريس الاندماج مع دول المنطقة.. طالبها بقبول مبادرة “السلام العربية”

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/12 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/12 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني/الأناضول

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد 12 فبراير/شباط 2023، إسرائيل إلى ضرورة تكريس ما وصفه بثقافة التعايش والاندماج بين شعوب المنطقة في الوقت الراهن، في إشارة منه إلى تطبيع العلاقات بين الاحتلال والشعوب العربية. كما دعا إسرائيل إلى "طي صفحة  الألم"، من خلال تنفيذ المبادرة العربية للسلام التي سبق أن طرحتها السعودية بالقمة العربية في بيروت عام 2002.

جاء ذلك خلال كلمته في أعمال مؤتمر "القدس.. صمود وتنمية" المنعقد في القاهرة بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني، وعدد من ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية والأمم المتحدة.

السيسي أكد أن القضية الفلسطينية "ما زالت أولوية لدى مصر والعرب، وتظل مكوناً رئيسياً لعملنا المشترك، وجزءاً لا يتجزأ في وجدان الشخصية العربية"، بحسب وسائل إعلام مصرية.

وأضاف: "أقول لإسرائيل: لقد حان الوقت لتكريس ثقافة السلام والتعايش بل والاندماج بين شعوب المنطقة، وإنه لهذا الغرض مددنا أيدينا بالمبادرة العربية للسلام التي تضمن تحقيق ذلك وفقاً لسياق عادل وشامل، فدعونا نضعها معاً موضع التنفيذ، ولنطوِ صفحة الأمل من أجل الأجيال القادمة، الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء".

ويعقد مؤتمر "القدس.. صمود وتنمية" بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، تنفيذاً لمخرجات قمة الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أقرت القمة العربية في الجزائر عقد المؤتمر بهدف بحث "وسائل وآليات سياسية وقانونية وتنموية عملية تهدف إلى حماية مدينة القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين، ودعم صمود أهلها".

مؤتمر دعم القدس بالقاهرة/الأناضول
مؤتمر دعم القدس بالقاهرة/الأناضول

وواصل السيسي حديثه: "إن مصر بادرت منذ أكثر من 4 عقود، بمد يد السلام إلى إسرائيل، سلام قائم على العدل وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967، وأؤكد هنا أن عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، ستظل هي القدس الشرقية".

كما أعرب السيسي عن أسفه، لأن اجتماع اليوم جاء على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية، وظروف تهدد الأمن الإقليمي ومفهوم التعايش بين شعوب المنطقة.

وأكمل الرئيس المصري: "أجدد دعوتي للمجتمع الدولي، وشركاء السلام، لضرورة العمل معاً، على إنفاذ حل الدولتين وتهيئة الظروف الملائمة، لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة، لتحقيق الأمن الإقليمي".

وتابع: "إن مصر ستستمر في الدعوة، لمعالجة جذور الأزمة المتمثلة في الاحتلال ولن تألو جهداً، في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي طالت معاناته، وستواصل- من أجل هذا الهدف- العمل مع طرفي الصراع، لإعادة إحياء المسار السياسي، كما سنواصل جهودنا، للتعامل مع التحديات الآنية، وسنعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة، وستستمر الجهود في دعم إعادة إعمار القطاع، ودعوة المجتمع الدولي لزيادة إسهامه، لتخفيف معاناة إخوتنا الفلسطينيين بغزة".

التوجه إلى الأمم المتحدة

وفي كلمته، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن في الأيام القليلة القادمة؛ للمطالبة بإصدار "قرار يؤكد حماية حل الدولتين، ووقف أعمال إسرائيل الأحادية وعلى رأسها الاستيطان".

الرئيس الفلسطيني قال إن "المعركة المحتدمة في كل أرض فلسطين لم تبدأ فقط يوم احتلال مدينتنا المقدسة عام 1967، ولكنها بدأت قبل ذلك بعقود عدة بهدف التخلص من اليهود في أوروبا (..)، وتأمين مصالح الدول الاستعمارية".

وأردف: "نحن أصحاب الحق في فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، ونحن أيضاً أصحاب الحق الديني والتاريخي والقانوني الحصري في حائط البراق".

كما أشار عباس إلى أن "القدس بحاجة اليوم إلى أمَّتيها العربية والإسلامية، بحاجة إلى من يشد إليها الرحال؛ لكي يشارك أهلها رباطهم المقدس، ولو أياماً أو حتى ساعات".

وتابع: "كلّي ثقة وأمل بأن نكون في أعمالنا أيضاً بمستوى هذه القضية الكبيرة، وأن نبذل كل جهودنا من أجل حمايتها بكل الأدوات السياسية والاقتصادية والقانونية".

ومعلناً التوجه إلى الأمم المتحدة والمحاكم الدولية قريباً، قال الرئيس الفلسطيني: "أمام التعنت الإسرائيلي وممارساته التي تخطت كل الخطوط الحمراء، سوف نتوجه في الأيام القليلة القادمة، إلى الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة بما في ذلك مجلس الأمن الدولي".

تحميل المزيد