أوقفت السلطات التونسية، مساء السبت، 11 فبراير/شباط 2023، القيادي السابق في حركة "النهضة" والناشط السياسي عبد الحميد الجلاصي، في الوقت الذي قال فيه محامون إن الشرطة اعتقلت سياسيا معروفاً ورجل أعمال يتمتع بنفوذ سياسي قوي في قضية قالت وسائل إعلام محلية إنها تتعلق بالتآمر على أمن الدولة.
من جانبه، أفاد رياض الشعيبي، المستشار السياسي لرئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، في تدوينة عبر حسابه على في فيسبوك، بأن "فرقة أمنية داهمت منزل المهندس عبد الحميد الجلاصي وتم اقتياده إلى جهة مجهولة" دون مزيد من التفاصيل.
اتهامات لقيادي سابق في النهضة
بدورها، قالت إذاعة "موزاييك" (خاصة): "تحت إشراف النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس (العاصمة)، وفي إطار البحث المتعلّق بشبهات التآمر على أمن الدولة والاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة، تمّ مساء السبت إيقاف القيادي السابق بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي".
يذكر أن الجلاصي (مواليد عام 1960) ناشط سياسي في حركة "النهضة" وكان قيادياً بارزاً فيها، وتقلد منصب النائب الأول لرئيسها قبل أن يستقيل في مارس/آذار 2020. وحتى الساعة 21:30 (ت.غ) لم تعلق السلطات على ما أورده الشعيبي وإذاعة "موزاييك".
في سياق متصل، قال محامون إن الشرطة التونسية اعتقلت خيام التركي، الذي سبق أن تولى وزارة المالية لفترة وجيزة، وكمال لطيف، وهو رجل أعمال في قطاع مواد البناء له علاقات وثيقة مع الساسة وجميع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة.
حيث يوصف كمال لطيف في تونس بأنه "رئيس حكومة الظل" لدوره المؤثر في الساحة السياسية وارتباطه بعلاقات وثيقة بالأطراف السياسية الرئيسية في البلاد.
في المقابل، قالت وسائل إعلام محلية إن الشرطة اعتقلت دبلوماسياً سابقاً وعسكرياً متقاعداً، بحسب تلفزيون التاسعة وراديو موزاييك إف.إم، ولم يرد متحدث باسم وزارة الداخلية بعد على اتصال رويترز للتعليق.
النهضة ترفض اعتقال وزير سابق
فيما قال حزب النهضة، أحد أكبر أحزاب المعارضة، إن اعتقال خيام التركي يهدف إلى ترهيب معارضي الرئيس قيس سعيد.
كما نددت جبهة الخلاص، وهي الائتلاف المعارض الرئيسي لسعيد، باعتقال التركي، قائلة إن الشرطة استجوبته عدة مرات بعد بسبب تنظيمه مأدبة غذاء جمع فيها شخصيات معارضة في منزله.
في حين أعربت جماعات حقوقية عن قلقها المتزايد بشأن الحريات السياسية في تونس، منذ سيطرة سعيد على معظم السلطات في عام 2021 وتحركاته للسيطرة على القضاء. ولم يُعرف عن التركي أو لطيف أنهما من منتقدي الرئيس.
فيما اتهم خصوم سعيد السياسيون، الذين وصفهم بالخونة، الرئيس بالقيام بانقلاب يهدف إلى تفكيك الديمقراطية التي أقيمت بعد ثورة 2011. ونفى سعيد ذلك قائلاً إن تحركاته كانت مشروعة؛ بهدف إنقاذ تونس من الفوضى والفساد. ووعد بدعم الحقوق والحريات التي جلبتها الثورة للتونسيين.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، اعتقلت السلطات عدة معارضين سياسيين لسعيد أو فتحت تحقيقات معهم. وكان ائتلاف أحزاب طرح في إحدى المراحل اسم التركي، وهو شخصية قيادية سابقة في حزب التكتل، كمرشح لرئاسة الوزراء.
حيث قال محاميه عبد العزيز سيد، عبر الهاتف لرويترز، إن الشرطة داهمت منزل التركي لاعتقاله فجراً. وذكرت إذاعة موزاييك إف.إم المحلية أن اعتقال خيام التركي جاء للاشتباه في تآمره ضد أمن الدولة، دون أن تذكر مصدراً. وقال رضا بلحاج، محامي لطيف لرويترز، إن رجل الأعمال اعتُقل أيضاً في منزله. ويصفه محللون تونسيون بأنه شخصية مؤثرة منذ الثورة.