حصل سجين روسي سابق على العفو في يوم مغادرته السجن من أجل المشاركة في الحرب بأوكرانيا ضمن مجموعة فاغنر، وفقاً لما أظهره العفو السري الصادر له من الرئيس فلاديمير بوتين، وهي الخطوة التي يقول النشطاء الحقوقيون إنها تختصر مسار الإجراءات القانونية القائمة.
إذ راجعت صحيفة New York Times الأمريكية، الجمعة، 10 فبراير/شباط 2023، الوثيقة التي كانت عبارةً عن نسخة لشهادة الإفراج من السجن، وتمثل أول دليل منشور على ما وصفه النشطاء بحملة العفو الجماعية تحت إشراف الكرملين، بغرض إغراء عشرات الآلاف من السجناء للمشاركة في المعارك.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية، فقد تحول هؤلاء المجندون إلى مُكوِّنٍ أساسي في جهود الحرب الروسية خلال الأشهر الأخيرة، حيث اعتمدت عليهم مجموعة فاغنر لشن موجات من الهجمات الانتحارية، التي تستهدف استنزاف المواقع الأوكرانية بطول الجبهة الشرقية شديدة التحصين، بما في ذلك مدينة باخموت الرئيسية. ويُذكر أن القوات الروسية لا تحقق سوى مكاسب بطيئة على تلك الجبهة.
وفي أوائل يناير/كانون الثاني، بدأت مجموعة فاغنر في نشر مقاطع فيديو لسجناء سابقين وهم يتلقون ما يبدو أنها أوراق العفو، وذلك بعد إنهاء عقودهم.
محاولة لزيادة أعداد فاغنر
بينما يقول المحللون والنشطاء الحقوقيون إن مقاطع الفيديو تمثل محاولةً لرفع أعداد مجندي فاغنر. (لكن يفغيني بريغوجين قال يوم الخميس، 9 فبراير/شباط، إن المجموعة ستتوقف عن تجنيد السجناء الروس دون الإفصاح عن السبب).
وسرعان ما أثارت مقاطع الفيديو التساؤلات حول ما إذا كان التجنيد وسيلةً للتحايل على الإجراءات القانونية. إذ تنص قواعد العفو الحالية على إجراء عملية تشاور مطولة بين عدة وكالات حكومية. بينما لا يستطيع أحد سوى بوتين -بصفته الرئيس- أن يعفو عن السجناء.
وصدرت شهادة الإفراج من السجن، التي راجعتها الصحيفة الأمريكية، عن وزارة العدل الروسية. ونصّت على أن السجين قد أُطلِق سراحه في أواخر أغسطس/آب بموجب "مرسوم عفو أصدره رئيس الاتحاد الروسي".
وتسلّم السجين السابق شهادته في فبراير/شباط الجاري أثناء تعافيه من إصابة لغم داخل مستوصف بجنوب روسيا. في ما أخفت الصحيفة الأمريكية تفاصيله الشخصية لحمايته من الانتقام.
وحصلت الصحيفة على نسخة الشهادة من يانا غيلميل، محامية حقوق السجناء الروسية. وسبق أن أكّدت والدة السجين على هوية ابنها وتعاقده مع فاغنر أثناء حديثها إلى الصحيفة الأمريكية. بينما توافقت تفاصيله الشخصية وعقوبات السجن الموقعة عليه مع المعلومات الموجودة على قاعدة البيانات القانونية العامة.
إذ قالت يانا إن إصدار مثل هذه الشهادات يمثل ضربة قوية لما تبقى من شرعيةٍ قانونية في روسيا، عن طريق محو حق ضحايا الجرائم في الحصول على تعويضات.
وتحدثت عن السجناء السابقين الذين حصلوا على العفو، قائلةً: "يمكنهم أن يقتلوا رجلاً أو يسرقوا، ثم يذهبوا إلى الحرب ليخرجوا أحراراً. إنها حصانة كاملة من العقاب".
ولم ينشر الكرملين أي مراسيم عفو رئاسي في العام الجاري. لكن المتحدث باسم بوتين والنشطاء الموالين للحكومة ألمحوا ضمنياً، في الأسابيع الأخيرة، إلى احتمالية التعامل مع الوضعية القانونية لمقاتلي فاغنر، باعتبارها من أسرار الدولة.
في ما قالت إيفا ميركاشيفا، عضوة مجلس حقوق الإنسان الروسي الموالي للكرملين، خلال حديثها إلى وسائل الإعلام الحكومية الشهر الماضي: "جميع تلك المراسيم سرية، ولا يمكننا رؤيتها".