قال موقع شبكة CBS الإخبارية الأمريكية في تقرير نشرته، الخميس 9 فبراير/شباط 2023، إن مهندساً تركياً كان يعمل في أمازون في ولاية نيويورك الأمريكية عاد إلى تركيا ليزور والده في مدينة كهرمان مرعش، لكنه لقي حتفه وأسرته بسبب الزلزال الذي ضرب البلاد.
كان زلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلَّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
مهندس تركي يعود من أمريكا ليموت وعائلته بسبب الزلزال
الموقع الأمريكي قال، نقلاً عن بعض الأصدقاء، إن بوراك فيريك عاد إلى كهرمان مرعش ومعه زوجته وأولاده الاثنان، من أجل قضاء المزيد من الأوقات مع والديه، ولكي يعيش أولاده مع أجدادهم. ومع حدوث الزلزال الأول في جنوبي تركيا وشمالي سوريا، طمأن بوراك فيريك أصدقاءه في أمريكا أنه بوضع جيد.
لكن، وحسبما نشر الموقع الأمريكي، فمع حدوث الزلزال الثاني في نفس المكان جنوبي تركيا وشمالي سوريا، تهدم المنزل الذي كان يتكون من خمسة طوابق، وماتوا جميعاً، وقد عثرت قوات الإنقاذ على بوراك فيريك وزوجته وأولاده وقد فارقوا الحياة وهم متعانقون، كما توفيت والدة بوراك، في حين كان الوالد خارج المنزل، وقد شهد انهيار منزله.
جدير بالذكر أن بوراك فيريك خريج جامعة كولومبيا، وكان عضواً في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في نيويورك. ونقل الموقع عن أحد أصدقائه قوله: "لقد كان شخصاً محباً ومهتماً. إنه قائد خادم في مجتمعنا، سيكون مع عائلته في الجنة ينظرون إلينا، وأعتقد أنه، كما تعلمون، يريد منا تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة للأشخاص الذين يكافحون الآن في تركيا وسوريا".
إعادة بناء المنازل المهدمة بسبب الزلزال
في سياق متصل، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الزلزال الذي ضرب المناطق الجنوبية من تركيا بأنه أقوى وأكثر تدميراً بثلاثة أضعاف من زلزال عام 1999 المحفور في ذاكرة البلاد.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال زيارته مخيماً للمتضررين من الزلزال بمنطقة قايا بنار صلاح الدين الأيوبي بولاية ديار بكر. وأشار الرئيس التركي إلى أن الزلزال تسبب في دمار على مساحة 500 كيلومتر، وشُعر به على مساحة 1000 كيلومتر.
في حين تخطط الدولة التركية، بحسب الرئيس أردوغان، لإعادة بناء مئات الآلاف من المساكن مع بنيتها التحتية والفوقية وإعادة إنشاء المدن التي تعرضت لدمار كبير جراء الزلزال.
كما أعلن أردوغان تخصيص كافة المساكن الجامعية للمتضررين من الزلزال والانتقال إلى نظام التعليم عن بعد في الجامعات حتى الصيف القادم. وأشار إلى أنها آثار التدمير شملت منطقة أوسع من زلزال أرزينجان عام 1939 وكانت أكثر شدة وتدميراً.
فيما أوضح أن الزلزال كان عنيفاً، ولا يمكن مقارنته بالزلازل التي تجاوزت شدتها 7 درجات في تاريخ تركيا كزلازل جانقير 1943 وجناق قلعة 1953 وغردا 1944 وفارتو 1966 ومودورنو 1967 وغاديز 1970 ومرادية 1976.
أكد أنّ الزلزالين المتعاقبين والهزات التي تبعتها ستسجل بأنها من أعنف الزلازل بتاريخ تركيا. واستشهد الرئيس التركي بتوصيف العلماء حول العالم لحجم الزلزال ومدى الدمار الذي خلفه.
كما قال: "المدن التي ضربها الزلزال يسكن فيها 13.5 مليون إنسان. فيما يقطن نحو 20 مليون إنسان في إجمالي المنطقة التي شكل فيها الزلزال رعباً للسكان".
تدمير الكثير من المنازل بسبب الزلزال
فيما تسبب الزلزال الثاني بحسب الرئيس التركي بعدد وفيات أقل لوقوعه نهاراً، إلا أنه دمر الكثير من المباني التي كانت متصدعة جراء الزلزال الأول. ونجم عن الزلزال مئات الآلاف من المنازل غير الصالحة للسكن سواء المدمرة أو المتصدعة.
حسب الرئيس التركي، تسبب الزلزال بولاية ديار بكر بخروج 320 مبنى عن السكن بينها 7 أبنية تدمرت بالكامل. وقال أردوغان: "لن نترك أي أحد من مواطنينا تحت الركام سواء كان حياً أو ميتاً".
في الوقت نفسه، يعمل على الأرض حالياً في طواقم البحث والإنقاذ، 160 ألفاً في 10 ولايات تضررت بالزلزال.
قال الرئيس التركي: "أتقدم بالشكر لكل طواقمنا ومتطوعينا على التضحيات التي يبذلونها رغم البرد والصقيع والأرق وغيرها من المشقات". وأضاف: "أؤمن من أعماق قلبي بأننا، دولة وشعباً بتكاتفنا سنتجاوز كل التحديات مهما كانت الآلام عظيمة".
فيما وعد أردوغان سكان ولاية ديار بكر بإعادة بناء المساكن المهدمة خلال عام واحد. وختم كلامه بطلب من الشعب التركي بأن يكون يضع ثقته بالدولة والحكومة التركية قائلاً: "أطلب من شعبنا أن يضع ثقته بالدولة والحكومة. نحن بتاريخنا الممتد لألف عام في هذه المنطقة، تجاوزنا الكثير من التحديات".