قال مارتن جريفيث، مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة، السبت 11 فبراير/شباط 2023، إن الزلزال المدمر الذي وقع في جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا، هو "أسوأ حدث تشهده هذه المنطقة في 100 عام".
وأشاد جريفيث خلال إفادة صحفية، في إقليم كهرمان مرعش التركي، باستجابة تركيا للكارثة، ووصفها بأنها "استثنائية"، كما عبر عن أمله في أن تصل المساعدات في سوريا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والمعارضة على حد سواء، لكنه قال إن "الأمر لم يتضح بعد".
ويأتي هذا في وقت تجاوز عدد القتلى 20900 في جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا، وسط تواصل محاولات إنقاذ العالقين، وذلك بعد أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن السلطات كان ينبغي أن تستجيب على نحو أسرع للكارثة التي وقعت الإثنين الماضي.
من جانبه ، قال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي للصحفيين، خلال الليل، إن المنقذين انتشلوا 67 شخصاً من تحت الأنقاض في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في جهود شارك فيها 31 ألفاً من رجال الإنقاذ في جميع أنحاء المنطقة المنكوبة، وأضاف أن نحو 80 ألفاً يتلقون العلاج في المستشفيات، بينما أصبح 1.05 مليون شخص بلا مأوى بسبب الزلزال وانتقلوا إلى ملاجئ مؤقتة.
وقال أوقطاي: "هدفنا الرئيسي هو ضمان عودتهم إلى الحياة الطبيعية، من خلال توفير سكن دائم لهم في غضون عام واحد، وأن يشفوا من آلامهم في أسرع وقت ممكن".
ويُصنف الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وأعقبته عدة هزات ارتدادية قوية في تركيا وسوريا، على أنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية هذا القرن، متجاوزاً زلزال اليابان عام 2011، وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته.
الأمل وسط الأنقاض في تركيا
وتعمل فرق من عشرات الدول ومنقذون، ليلاً نهاراً، وسط أنقاض الآلاف من المباني المنهارة، لانتشال الناجين المدفونين تحت الأنقاض، وفي درجات حرارة شديدة البرودة، يدعو المنقذون لالتزام الصمت على نحو مستمر، للإصغاء والتقاط أي أصوات ناجين من بين أكوام الخرسانة المنهارة.
وفي منطقة سامانداج بتركيا، جثم رجال الإنقاذ تحت ألواح خرسانية، وانتشلوا طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر 10 أيام، وكانت عينا الطفل ياجيز أولاس مفتوحتين على اتساعهما، ودثّره رجال الإنقاذ ببطانية، ونقلوه إلى مستشفى ميداني. وأظهرت مقاطع مصورة عمال طوارئ ينقلون والدته على محفة، وهي في حالة من الذهول والشحوب.
كان الزلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وبلغت قوته 7.7 درجة، وأعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلَّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.