قررت الفلبين وقف إرسال عاملات منازل جُدد إلى الكويت، بعد أن أثارت بعض التقارير عن تعرّض عاملات المنازل الفلبينيات لسوء المعاملة والقتل، ضغوطاً داخلية لفرض حظرٍ على التوظيف في الدولة الخليجية، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
ويستقر في الكويت نحو 268 ألف فلبيني وفلبينية، يعيشون ويعملون هناك، إلا أن حادثة مقتل العاملة الفلبينية، جوليبي رانارا، الشهر الماضي، والعثور على جثمانها مُلقى في حال متفحمة بالصحراء، استجلبت دعوات لفرض حظر شامل أو جزئي على إرسال العاملات الفلبينيات إلى الكويت.
بعد العثور على جثمان جوليبي، جمَّدت مانيلا إجراءات الاعتماد لوكالات توظيف جديدة، ثم قررت الآن منع العمالة الجديدة (التي لم تعمل من قبل بالدولة الخليجية) من البحث عن عمل بالكويت.
الفلبين تشدد على تنقل عاملات المنازل إلى الكويت
وفي بيان صادر عن إدارة العمال المهاجرين في مانيلا، قالت الإدارة: "سنؤجل النظر في طلبات الإرسال لعمال جُدد، وخاصة عمالة الخدمات المنزلية في الكويت، إلى حين إجراء إصلاحات كبيرة منتظرة عن المحادثات الثنائية المقبلة مع الدولة المذكورة".
فيما قالت سوزان أوبل، وزيرة شؤون العمال المهاجرين الفلبينية، إن وزارتها لم تفرض حظراً شاملاً على إرسال العمالة إلى الكويت، وأوضحت الوزيرة في بيان صادر يوم الأربعاء، 8 فبراير/شباط أن الفلبين تعتزم إجراء محادثات مع الكويت بشأن حقوق العمال الفلبينيين، و"قد أُخبرنا عبر القنوات الدبلوماسية أن حكومة الكويت مستعدة للمشاركة في محادثات ثنائية بشأن العمالة الفلبينية هناك".
ونقل البيان عن أوبل قولها: "نبذل جهدنا لكي نُحسن الاستعداد لهذه المحادثات قبل عقدها، وقد أحضرنا معنا حشداً متراكماً من الانتهاكات التي وقعت على مر سنوات طويلة، ومن هنا فإننا نرى أن الحاجة ملحة إلى تغييرات كبيرة".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت وسائل إعلام فلبينية أن عاملة فلبينية قفزت من نافذة المنزل الذي كانت تعمل به؛ هرباً من إيذاء صاحب العمل لها، وقد أسفر ذلك عن إصابتها بالشلل.
وأبلغت وزارة شؤون العمالة الفلبينية عام 2022 عن أكثر من 24 ألف انتهاك وإساءة معاملة تعرّض لها العمال الفلبينيون في الكويت، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة عن عدد حالات الانتهاك في عام 2016، حيث بلغت 6500 ألف حالة آنذاك.
في عام 2020، حكمت الكويت على امرأة كويتية بالإعدام لقتلها جينلين فيلافيندي، وهي عاملة فلبينية يُزعم أنها قُتلت بعد أن تعرّضت لاعتداء جسدي وجنسي على أيدي أصحاب عملها الكويتيين.
وذكرت شهادة الوفاة الصادرة عن وزارة الصحة الكويتية أن فيلافيندي تُوفيت "بقصور حاد في القلب والتنفس" على أثر تعرّضها "للصدمة وإصابات متعددة في الأوعية الدموية والجهاز العصبي". لكن إجراءات تشريح أخرى أجراها مكتب التحقيقات الوطني الفلبيني (NBI) في 10 يناير/كانون الثاني 2020، أظهرت أن إصابات الفتاة، التي كانت تبلغ من العمر 26 عاماً قد التأمت، ما يعني أنها تعرّضت للضرب قبل أسابيع من وفاتها.