وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس 9 فبراير/شباط 2023، زلزال تركيا، بأنه "واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في عصرنا"، فيما أعلن البنك الدولي، اليوم الخميس، أنه بصدد تقديم مساعدات إلى تركيا بقيمة 1.78 مليار دولار.
وقال غوتيريش للصحفيين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك: "نشعر بالأسف لخسارة كثيرين، والحصيلة المأساوية تتزايد باستمرار، انهارت آلاف المباني، عشرات الآلاف من الناس يتعرضون لظروف الشتاء القاسية، دمرت المدارس والمستشفيات، والأطفال يعانون من صدمة رهيبة".
وأضاف: "ندرك للأسف أننا لم نر حتى الآن المدى الكامل للأضرار والأزمة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا".
وأشار غوتيريش إلى أن أول قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة عبرت إلى شمال سوريا، في وقت سابق من الخميس، من تركيا عبر معبر "باب الهوى"، مؤكداً أن القافلة تضم "6 شاحنات محملة بمعدات الإيواء، ومواد إغاثة أخرى"، وتابع: "المزيد من المساعدات في الطريق، ولكن هناك حاجة إلى المزيد والمزيد".
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن تركيا أظهرت "كرماً لا مثيل له" في استضافة ما يصل إلى 3.6 مليون سوري فروا من الصراع المستمر في البلاد، بعضهم لأكثر من عقد من الزمان، وأردف: "الناس يواجهون كابوساً يضاف لمأساتهم، ضرب الزلزال بينما كانت الأزمة الإنسانية في شمال غربي سوريا تتفاقم بالفعل".
وفي السياق، أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة مستعدة لمساعدة الحكومة التركية "بأي طريقة ممكنة"، واستدرك قائلاً: "في مواجهة هذه الكارثة، أناشد المجتمع الدولي بشدةٍ أن يُظهر لشعب تركيا وسوريا النوع نفسه من الدعم والكرم".
من جانبه، قال البنك الدولي إنه بصدد تقديم مساعدات إلى تركيا بقيمة 1.78 مليار دولار؛ لتمويل أعمال الإغاثة والتعافي.
وأضاف البنك في بيان، أنه سيتيح 780 مليون دولار لأنقرة على الفور، إذ سيجري تحويل الأموال من مشروعي قرض قائمين للبنك الدولي في تركيا.
فيما قال متحدث باسم البنك إنه يجري إعداد مساعدات بقيمة مليار دولار أخرى لأعمال التعافي وإعادة الإعمار في تركيا، لكن ترتيبها سيستغرق مزيداً من الوقت.
زلزال تركيا وسوريا
وفجر الإثنين 6 فبراير/شباط، ضرب زلزالٌ جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، ومئات الهزات الارتدادية، ما خلّف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين، ليحصد أرواح نحو 20 ألف شخص في تركيا وسوريا.
وفي وقت سابق من الخميس، أعلن أردوغان ارتفاع حصيلة زلزال تركيا المدمر إلى17 ألفاً و406، و64 ألفاً و194 مصاباً، مؤكداً أن بلاده تهدف إلى إنشاء مساكن جديدة مكان الأبنية المنهارة في غضون عام واحد.
فيما ارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا (مناطق سيطرة النظام والمعارضة) إلى 3317 قتيلاً و5245 إصابة، جراء الزلزال.
وما زالت جهود الإنقاذ مستمرة رغم مرور 87 ساعة على الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، وسط تضاؤل آمال إيجاد ناجين تحت الأنقاض.